استخدام المرأة وتأثيراتها العاطفية على الرجل، ليست بمستحدثة في أعمال المخابرات والتجسس، منذ القدم في جميع أنجاء العالم وفي التاريخ المعاصر، تلعب المرأة أدوارًا متعددة، في الحياة بشكل عام، والعمل السياسي بشكل خاص، ويعتبر ملف تجنيد الفنانات واحدًا من الملفات الشائكة، التي لازال الجدل فيها قائمًا حتى الآن وذلك على الرغم من الاعترافات التي كشف عنها جهاز المخابرات في وقت سابق، ومنها ما أفصحت عنه التحقيقات التي أجريت مع صفوت الشريف الشهير بموافي ضابط المخابرات السابق، وهو أحد المتهمين في القضية الشهيرة بانحرافات جهاز المخابرات العامة اثناء فترة الستينيات، والتي نُشرت بعد مقتل المرحومة سعاد حسني على شبكة الإنترنت. وتحدث في التحقيقات تفصيلًا عن خطة الدفع بالفنانات، وبالأخص السندريلا سعاد حسني، والتي تم توريطها من خلال خطة محكمة، وفسر الشريف معنى جملة "عمليات الكنترول"، أو العمليات الخاصة التي يتم من خلالها الحصول على صور أو أفلام تُثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلالها؛ لافتًا إلى أن الفكرة بدأت في نهاية 1962 أو بداية 1963، وذلك لاستخدامها على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى وأحياناً أعمل الكنترول على شخص مجند لضمان ولائه لجهاز المخابرات. وحول خطة الإيقاع ب"سعاد حسني"، أكد أنه تم اللجوء ل"الفخ الجنسي"، عن طريق ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني، وفقًا لتعليمات "حسن عليش"، وبالفعل تم التعارف بين ممدوح وسعاد حسني وحصل بينهما لقاء جنسي وتم تصويرها، بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وهو ما كان مفاجأة لي. وأضاف في اعترافاته أنه عقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الأستجواب بإدارة المخابرات وخداعها بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الأستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بالواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف بأسم P.R.Q ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً. بينما في موضوع منشور في صحيفة "روز اليوسف" المصرية، أكدت المجلة أن "سعاد حسني"، في مذكراتها ذكرت أن "صفوت الشريف"، صوّر لها 18 فيلما إباحيا خلال فترة تعاونها مع المخابرات المصرية، وأن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عرض مبلغ 100 مليون جنيه لشرائها. بينما وفقًا لشهادة "الدكتور هاني نصر - نجل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق صلاح نصر"، خلال حواره مع عمرو الليثي، ببرنامج "واحد من الناس"، مؤكدًا أن والده استخدم الجنس في الحصول على المعلومات مع قليل جدًا من الفنانات، وكان ذلك تطوعًا منهن ولم يتم الضغط على فنانة لممارسة الجنس مع من تأخذ منه المعلومات بل كان برغبة منهن، وأضاف: "نعم كان يتم تصورهن بعلمهن وليس سرًا". ويقول نصر بمذكراته هناك قصة بطلتها "لويز كورباللي"، عميلة لويس الرابع عشر ملك فرنسان، وعشيقة شارل التاني ملك إنجلترا، وكان شارل غارقًا في ديونه إلى حد إفلاس حزينته، ظهرت "لويز"، على مسرح الأحداث، أرسلها لويس بصحبة زوجته "هنريبت" شقيقة "شارل"، إلى إنجلترا تعرض عليه أن يدفع لويس لشارل ثلاثة ملايين من الفرنكات مقابل أن يوقع معاهدة "دوفر"، السرية التي تنص على انسحابه من الحلف الثلاثي، ضد فرنسا وأن ينصم إلى لويس الرابع عشر، في حملة الأراضي الواطئة، واستطاعت "لويز"، أن تصل إلى فراش الملك، ونجحت في التأثير عليه بالموافقة على شروط لويس.