أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حشد القدرات والموارد لمواجهة تنظيم الدولة، وذلك على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في نيوبورت ببريطانيا، حيث تمت مناقشة تشكيل تحالف لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة بالعراق. وأضاف أوباما، في مؤتمر صحفي، أن بلاده قامت بتجهيز "الحلفاء العراقيين لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة" ، قائلا إن العراقيين لم يقاتلوا تنظيم الدولة ب "المستوى المطلوب" . وأكد الرئيس الأمريكي تصميم الناتو على القضاء على مقاتلي تنظيم الدولة "بالتعاون مع الحلفاء" . وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال إن بلاده تدعو لوضع خطة لمواجهة تنظيم الدولة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر. وأكد كيري أنه "لن يكون هناك قوات على الأرض في العراق" ، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد خطا أحمر بالنسبة للحلفاء. وأعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، استعداد بلاده الانضمام إلى تحالف ضد تنظيم الدولة، في حال موافقة الأممالمتحدة. وفي الإطار ذاته ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن التحرك العسكري ضد تنظيم الدولة في العراق، لن ينجح إلا في إطار استراتيجية سياسية. وقال مسؤول غربي أن الحلف لن يشارك في أي عمليات قتالية، وأن المساعدات الأمنية ستقدمها الدول الأعضاء والشركاء بصفتهم الفردية. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال، في افتتاح اليوم الثاني لقمة الحلف، إن قادة الدول الأعضاء ينددون ب"الأعمال الهمجية والمقيتة" التي يرتكبها تنظيم الدولة. وكانت ق الولاياتالمتحدة قالت في سابق امس إنها تعكف على تشكيل "تحالف أساسي" لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق ودعت إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أمام وزراء الخارجية والدفاع من عشر دول على هامش القمة إن هناك طرقا عديدة يمكنهم تقديم المساعدة من خلالها. وقال كيري "نحتاج لمهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات." وأضاف "من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية." وكان وزراء في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمرك قد اجتمعوا لوضع استراتيجية لمواجهة جماعة الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية. وقال هاجل في الاجتماع "هذه المجموعة الموجودة هنا هذا الصباح هي التحالف الأساسي. إنها النواة الأساسية التي ستشكل التحالف الأكبر والأوسع المطلوب لمواجهة هذا التحدي. " وعبر كيري عن أمله في أن يتمكن الحلفاء من وضع خطة شاملة لمحاربة الدولة الاسلامية قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر. وقال مسؤولون أوروبيون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وهما زعيما أكبر قوتين عسكريتين في أوروبا أبلغا أوباما في اجتماعات خاصة بأن واشنطن يجب أن تفعل المزيد وألا تكتفي بشن ضربات جوية على أهداف الدولة الاسلامية وأن هناك حاجة لاستراتيجية شاملة. وقال مسؤول دفاعي غربي مطلع على المحادثات بين زعماء الحلفاء "لا يمكن أن يقتصر الأمر على قول: دعونا نقصف عددا قليلا من الأهداف ونرى ماذا سيحدث." وأوضحت فرنسا هذا الأسبوع أنها مستعدة للمشاركة في كل مناحي قتال الدولة الاسلامية ومن بينها العمل العسكري. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن لندن لم تتخذ قرارا بعد بشأن المشاركة في شن ضربات جوية. وقال مسؤول بريطاني طلب عدم نشر اسمه "هناك احساس متنام بأن الأمر سيتطلب أكثر مما يحدث. . لكن يجب أن تتسم الأمور بالحرص والتوازن. " وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن دولا في الحلف وشركاء سيقدمون مساعدات أمنية لكن التحالف سيساعد على تنسيق الامدادات وسيعمل على إدارة النقل الجوي والشحنات. ودعا الأوروبيون إلى استراتيجية عالمية لمواجهة خطر الدولة الإسلامية تضم الحكومة العراقية الجديدة ودولا مجاورة للعراق وأطرافا أخرى.