عبادة الدعاء هي من أجل العبادات عند الله سبحانه وتعالى ، والكثير منّا يغفل عن هذه العبادة والتي بسببها يرتفع أقوام وينخفض آخرون ، قال تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وقال عليه الصلاة والسلام { الدعاء هو العبادة }. ومما يُؤسف له أن يظهر لنا ممن ترك الحبل على القارب لأولاده ولا يعرف عن مصيرهم ومن يجالسون ولا يهمه مع من يختلطون خصوصا في زماننا هذا والذي ظهرت فيه الفتن والجماعات الأحزاب المضلِلة المتشددة فيتواجد أذنابها في المواقع والمنتديات والمساجد والمرافق العامة والأماكن الخاصة وكل جماعة تريد لها أتباع فيختارون كل من رأوا فيه بأنه سيكون ذنبا خالصا يوافق آرائهم ويتبع خططهم وكل فريق وجماعة عندهم من الخبراء الأبالسة عن كيفية ترويج أفكارهم وتزيينها بالطابع الديني ثم يلوون النصوص بما يوافق كل حزب أو جماعة هواها ومعتقدها وفكرها وبما أنهم قد استطاعوا أن يقنعوا الكثير بسبب إهمال الأسرة وعدم المبالاة .
ومن ابتلي أولاده بهذه الجماعات والأحزاب المتشددة والمتستّرة بستار الدين فينصدم ولكن لا نفقد الأمل فيهم فالله سبحانه قد جعل لنا أوقات مباركة وأيام فيها المفاضلة ندعوا لهم وبهذه المناسبة أيام العشر من ذي الحجة لا تنسوا أولادكم من الدعاء لهم فدعاء الوالدين لأولادهم مستجابة فأرجوكم الدعاء لهم وهنا أقترح من الأدعية : اللهم لك الحمد والشكر على أن رزقتنا الذرية الصالحة الطيبة المباركة ، اللهم لك الحمد والشكر ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وسلم : اللهم إنا ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد أن تمنن علينا بصلاح أحوال ذرياتنا . اللهم أمدد في أعمارهم مع الصحة والعافية في طاعتك ورضاك . اللهم ربّي لنا صغيرهم ، وقوي لنا ضعيفهم ، واشفي لنا مريضهم وعافهم في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم وأنفسهم وجوارحهم واجعلهم من المعافأين من البلاء برحمتك ، المعصومين من الذنوب والزلل والخطأ بتقواك ، الموفقين للخير والرشد بطاعتك . اللهم اجعلهم لنا مطيعين ، غير عاصين ولا عاقّين ولا خاطئين. اللهم أعنا على تربيتهم وتأديبهم وبرّهم واجعل ذلك خيرا لنا ولهم . اللهم إنا نستودعك ذرياتنا ، يا من لا تضيع عنده الودائع فعافهم من كل آفة وعاهة ومن سيء الأسقام والأمراض ومن شر طوارق الليل والنهار ، ومن شر كل حاسد وغِلّ كل حاقد ، ومن جلساء وأصدقاء السوء ومن شرور التيارات المنحرفة والأحزاب والجماعات المتطرّفة الماكرة ومن الأفكار الضّالة المضلّلة ومن أخلاق المتنفذين المجرمين وأذنابهم وأتباعهم والمروّجين لهم الحاقدين الحاسدين الكارهين لهم كل خير والمريدين لهم كل شر فجنّبهم شرهم ومكرهم وكيدهم وغدرهم وضلالهم . اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم . اللهم اجعل ذرياتنا مصدراً لفخرنا واعتزازنا واجعل محبة ذرياتنا في قلوب عبادك ، وسخّر لهم القلوب وارزقهم حظاً في الدين والصراط المستقيم ، وحظاً في العلم ، وحظاً في الخَلق والخُلُق وحظاً في محبة الناس لهم . اللهم عظّم مكانتهم ، وارفع شأنهم بين عبادك ، واجعلهم من السعداء الأتقياء الإغنياء ، الأسخياء ، الحلماء ، الرحماء العلماء بإخلاص ، الإصحاء ولا تجعلهم من الأشقياء . اللهم أعزهم ولا تذلهم ، واسعدهم واسعدنا بهم ومعهم ولا تشقيهم وتشقينا بهم اللهم أنعم على ذرياتنا بنعمة السمع والبصر وجميع النعم ، ولا تحرمنا وتحرمهم خير ما عندك بسوء ما عندنا يا كريم . اللهم ارزق ذرياتنا الصحة والعافية والذكاء والنّباهة ، وارزقنا وإياهم حُسْن الخلق ، واهدهم لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا وعنهم سيء الأخلاق لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت . اللهم اجعل ذرياتنا ومن أوليتنا أمرهم حجة لنا لا علينا . اللهم آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .