استقبل دار المصطفى بتريم للدارسات الإسلامية عدد كبير ممن سبق وأن تلقوا دراستهم وتخرجهم من دار المصطفى بتريم بحضور عميد دار المصطفى العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ وعدد من الدعاة من الدول العربية والإسلامية تم افتتاح الملتقى الاول والذي يأتي بإشراف مباشر من إدارة الدار وتنفذه الدائرة الدعوية المهتمة بالشؤون الدعوية بدار المصطفى وفروعه المنتشرة في اليمن ودول العالم ضمن مساعيها في تجديد أساليب الدعوة الى الله عز وجل وتأهيل القائمين على تلك المهام. كما تأتي أهداف هذا الملتقى أيضا في قضاء الخريجين وقتاً لتجديد العهد والصلة بدار المصطفى وبشيوخهم والدعاة إلى الله وتزويدهم بشيء من العلم والمعرفة ومستجدات الأمور وشحذ الهمم، كما هي أيضا تقويةٌ للعلاقة بين الخريجين والطلاب الدارسين تهيئة للدارسين وتنويرا لهم في معرفة الأنشطة التي أقامها من سبقهم من الخرجين في مختلف البلدان التي انتشروا فيها .
ومن أهداف هذا الملتقى مناقشة الإشكالات التي تعترض الخريجين وسبل التعامل معها بمبادئ ثابتة وخُطى واثقة لا تنجر ولا تنجرف خلف حوادث الزمان المتغيرة والمتأرجحة. هذا وتستمر فعاليات هذا الملتقى على مدى ثلاثة أيام في برنامج مكثف ومحاور متعددة يقدمها عدد من العلماء والدعاة وفيه يشرح الحبيب عمر كتاب (الوصية للعاملين في صفوف الدعوة المحمدية) كما يتخلل برنامج هذا الملتقى عدد من الزيارات لمواقع الحلقات بمدينة تريم والتعرّف على هذه الأنشطة والاستفادة من الأساليب الناجحة في النهوض بمستوى التلقي العلمي في حلقات التعليم وتطبيقها في الأماكن الأخرى. وسيتم أيضا في محاور هذا الملتقى عرضٌ لأبرز الأعمال الدعوية التي قام بها الخريجون في أماكنهم وبلدانهم.
ومن الأهداف المرجوة إتاحة الفرصة للتعارف بين الخريجين من مختلف الجهات والبلدان وعقد جلسات تآخيٍ وترابط تسهمُ في التقارب والاستفادة فيما بين الجميع. كما سيتم عرض للملتقيات السابقة التي جمعت الدعاة والاستفادة من مخرجاتها وتطبيق من يتناسب منها في شؤون الأعمال الدعوية في نطاق الخريجين وميادين عملهم.
وفي عصر هذا اليوم الاثنين 26 ذي الحجة الموافق 20 أكتوبر انطلقت الجلسة الافتتاحية للملتقى بصالة الاجتماعات بدار المصطفى والتي افتتحت بآيٍ من الذكر الحكيم ومن ثم إنشودة مختارة وبعدها كانت كلمة ترحيبية بالحضور وعرضٌ لأهداف الملتقى وبرنامجه التفصيلي ومقاصده قدّمها مشرف الدائرة الدعوية بدار المصطفى السيد الداعية/ محمد بن عبدالله العيدروس. كما كانت هناك كلمة الخريجين تفضّل بتقديمها القائم بالتدريس والأعمال الدعوية بمدينة البيضاء السيد الداعية/ طه بن أحمد بن محسن الهدار.
وختام كلمات الافتتاح كانت لعميد دار المصطفى الحبيب العلامة/ عمر بن محمد بن حفيظ وفيها تطرق إلى عدد من التوجيهات والإرشادات حول الأمانة وعهد الله وميثاقه القديم للأمم عامة وأمة الإسلام خاصة، وكذا فضل ومكانة أمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من بين الأمم، كما تحدّث عن تجديد العهد والترابط بين الخريجين والدارسين ودوام النصح بين الجميع وتجديد للهمم والمقاصد، والسعي في جمع الأمة على القواسم المشتركة فالشريعة الغراء دعت من مناسبات عدّة إلى الاجتماع منها اجتماع أمة الإسلام في الحج وكذا الأعياد والجمع كما سنّت الشريعة سُنن التزاور وعيادة المرضى كل ذلك يدعونا إلى التقارب وتحسس الناس من بعضهم البعض، وذكّرهم بواجبهم تجاه ما وفّقهم الله لأخذه من العلم ليكون لهم مواصلة الاستمرار في الطلب وسعة الفكر والترقي في الفهم والمعرفة وبذل الوسع في الدعوة إلى الله ونفع الناس.. مع التحلي بالأخلاق الكريمة الفاضلة وإحسان المعاملة مع الكبير والصغير. وختمها بدعوات مباركة بلمّ الشمل وتسهيل الأمور والتوفيق لكافة مَن يحمل همّ الدعوة إلى الله عز وجل وتبصير الناس بتعاليم الهدي النبوي ونشر رسالة المحبة والسلام في شرق الأرض وغربها. وأن يجعل الصدق والإخلاص شعارا للجميع.
وبعد صلاة العشاء حضر المشاركون جلسة الإثنين الاسبوعية المنعقدة بالساحة الشرقية بدار المصطفى وبعد تناول وجبة العشاء أقيمت جلسة عامة جمعت الخريجين وفيها تحدّث البعض عن شيء من ذكريات أيام الدارسة وبعض المواقف التي استقرت في الذاكرة فكانت جلسة ودّية ذات بساط أحمدي جددت أواصر الأخوة والمحبة بين الحضور .
الجدير ذكره أن عدد الحضور الذين وصلوا حتى وقت كتابة هذا التقرير ما يزيد على الثمانين والذين قدموا من مدن وجهات اليمن المختلفة وكذا الدول العربية كالمملكة العربية السعودية والإمارات وتونس ودول إسلامية وغيرها أمثال الصين وجزر القمر وألمانيا وغيرها.
