يبدوا بأن لجنة المسابقات باتحاد كرة سائرة نحو اقرار دوري الدرجة الثانية بنفس الطريقة المضغوطة التي تمت في الموسمين الفائتين.. وان تم ذلك فهو تراجع كبير عن توسيع قاعدة المشاركة الواسعة لفرق الدرجة الثانية، ويتنافى تماما مع رغبة الاتحاد في انشاء منتخبات رديفة، من خلال دوري قوي للدرجة الثانية، ويتماشى مع العروض الطيبة التي قدمها المنتخب في خليجي الرياض مؤخرا. لست هنا بصدد الادانة أو التبرئة للجنة المسابقات، مع نجاحها في اختتام الدور الاول بصورة طيبة دون توقفات كثيرة.. ولكن دعونا ننظر الى الفكرة التي تقود للضغط حيث بدأت الفكرة لأسباب مالية، وكان القصد منها تقليص التكاليف بأكبر قدر ممكن كون الاتحاد يشتكي من أن الوزارة لم تصرف مخصصاته، فيما تبرر الاخيرة ذلك لعدم تصفية الاول للعهدة المالية.. أما الان فإن العذر الحالي ليس ماليا –وان لم نعرف هل حلت المشكلة المالية بين الاتحاد والوزارة- ويتمثل في الجوانب الأمنية، حيث لو تم تطبيق الدوري العادي (ذهاب وإياب) فستتوقف الكثير من المباريات كما يحدث اليوم مع اندية حضرموت وغيرها من المحافظات التي تشهد وضع امني سيئ. اذا فلجنة المسابقات في حيرة من امرها فإما ان تنظم دوريا عاديا قد ينجر عنه التوقف او الالغاء او التهبيط للفرق الرافضة للعب، وحينها سينالها من وسائل الاعلام تهم التقصير في اتمام الدوري، وإما اللعب بدوري التجمعين المضغوط بعدن وصنعاء، وحينها كذلك لن تسلم من انتقاد البعض للتفريط بتوحيد الفرصة امام جميع الفرق للعب في ارضها وهي الشكوى التي تلقيتها من بعض مدربي الدرجة الثانية.. وبهذا تكون اللجنة مدانة في الحالتين.. ولكي نكون منصفين نتساءل ما هو الحل؟؟ فهل يكون الحل في توزيع الفرق على مجموعات وفق اساس جغرافي بحيث تلعب الفرق المتجاورة ذهابا وإيابا، ثم يتأهل الاول والثاني من كل مجموعة الى تجمع نهائي، او تصعيد اوائل المجموعات –اذا كان عددها 4- مباشرة للدرجة الأولى.. أم ان الحل في عدم اقامة الدوري وبهذا لن نجد صاعدين يعوضون الفرق الهابطة... اعتقد ان الحل الانسب حاليا بأن يبقى الحال على ما هو عليه بدوري التجمعين. اذا ما تم الالتجاء لدوري التجمعين، لماذا لا يتم توسيع الفكرة بحيث تقام مباريات الاياب في غير صنعاء وعدن، وبهذا سيكون هناك اشراك اكبر للمناطق التي ستحتضن التجمعات، هي فكرة جديرة بأن تتوقف عندها لجنة المسابقات، وهي رسالة نوجهها للدكتور ابو علي غالب رئيس اللجنة، كي يحدث تغييرا في هذه الالية العقيمة. الامر الذي لن يكون له حل هو عدم توفر الراحة الكافية للاعبين، فالمباريات مكثفة وفي ملاعب محدودة، وهذا الوضع يؤثر على الفرق المتأهلة، حيث تخوض وضعا مغايرا في الدرجة الأولى، وهو ما يجعلها غير منسجمة معه، ويجعلها تعود سريعا لدوري الثانية. اتمنى ان يقوم الاتحاد العام بمراسلة الاندية المشاركة في دوري الثانية وعرض الموضوع عليها من الان وإيضاح اهمية التعاطي الايجابي لما فيه الارتقاء بالمسابقة، وان يلزم كل ناد بإرسال تصور فني عن البديل للدوري العادي، فقد يكون لدى بعضهم حلا يحل طلاسم هذا اللغز الذي يقع فيه الاتحاد كل موسم.