عندما كنت اسمع عن قصور واهمال في القيام بواجب الجرحى كنت لا اصدق لأنني لم اشاهد حالة بعينها على الواقع ,وشاءت الاقدار ان المس حالة جريح عن قرب ,وهذا الجريح هو انور سليمان بامرحول الكازمي ,الذي اصيب مساء ال30 من نوفمبر في المعلا في مسيرة سلمية وهو يتقدم صفوفها ,وبالمناسبة انا اعرف هذا المناضل قبل ان يجرح , وما اعلمه عنه بانة مناضل جنوبي بامتياز ,متحمس ومتفاعل ومتابع لكل اخبار الثورة واحداثها والجريح انور سليمان مناضل بصمت لا يبحث عن الاضواء ولا الشهرة ,ولا ينافس احد على المنصات والخطابة ,ولاعن منصب في مكون او مجلس ولا يتطلع لمكانة او منصب .,وهو نموذج للمناضل الحقيقي الذي يبحث عن وطن بكل معانيه ,ويعلم بان في عودة الوطن عودة الكثير من الاعتبارات للناس عامة, وحين يدرك الثائر هذه المعاني فأنه يتجرد عن الذات , في سلوكه, وفي كل ممارساته ,ولكن لان هناك معيار اخر للنضال وعلى اساسة يتم التعامل !!! وهوان تكون اسم ظاهر في الاعلام وقد تردد اسمك في الصحف والمواقع من خلال القاء خطابات رنانة او تصريحات نارية ,وترددت صورتك في قناة عدن لايف ,او اقل شيء تكون مرتبط بمكون ,او قائد, ويكون نشاطك الثوري في اطار برنامج المكون وقيادته ووفق سياسته الضيقة, وهذا هو المفهوم الاخر للنضال ,والذي يتم التعامل على اساسة, واصبح الكثير يسعى لتسليط الضوء على كل نشاطاته الثورية او يرتبط بمكون ,حتى يستوفي شروط ومعايير النضال ,حسب المفهوم الرسمي لدوائر الحراك ,ولان انور سليمان لم يستوفي شروط مفهوم النضال المغلوط !! فانه اليوم يصارع الموت على سرير المرض ,بعدان جريت له عملية انقاذ حياة ,واستئصال له القيلون ,والامعاء الدقيقة, وجزء من المعدة ,واجريت له عملية اخرى قبل يومين ,ولازال محتاج الى اكثر من عملية حيث ان الشظايا لازالت في جوفه من خلال اخر كشف مقطعي ,ولازال ايضاً يتبرز عبر فتحة جانبية مؤقتة, واصيب بجلطة في الرجل اليمنى فجاءة وهو على السرير , مما استاءت حالته ,وزاد حجم معاناته, وان كتب له الله عمر فأنه سيخضع لعلاج طويل وهو بحاجة للسفر الى الخارج ,هذا عن وضعة الصحي ولكن هناك مضاعفات اخرى سببتها الاصابة حيث اصبحت اليوم أسرته لا تجد من يعولها ,لان ورشته اغلقت وهي مصدر رزقة الوحيد, ووالده المسن المريض يرقد على سرير اخر يصارع المرض ,وهو خاضع للعلاج من 3 اشهر في مشافي عدن . وبالمناسبة فان انور يتعالج الان على حساب جهة اخرى, بعيد عن دوائر الحراك المعنية بهذه الحالات ,وحفاظاً على معنويات الثوار ,سأتحفظ على اسم تلك الجهة والتفاصيل الاخرى . وله ما يقارب الشهر حوالي منذ أصابته لم يأتي من قيادات الحراك او اعلاميهم لزيارته احد باستثناء الشيخ حسين بن شعيب ,ولم يجد من يتلمس ليس حاجته الشخصية بل ضروريات علاجه باستثناء مبلغ لا يتعدى المئة الف ريال ,صرفت من قبل الاخ سامي باوزير بأمر بن شعيب مقابل فواتير علاج مستحقة دفعت مقدماً من قبل اهلة ولازالت هناك فواتير علاج اخرى دفعت من قبل اهلة خارج المستشفى ولم تصرف ,وفي كل الحالات يشكر الشيخ بن شعيب على القيام بالحد الادنى والذي هو في حدود امكانياتهم مع العلم بان الجريح بحاجة لرعاية واهتمام بحجم أصابته ومضاعفاتها. والسؤال الذي يطرح نفسه ,ان لم تنشغل تلك القيادات برعاية الجرحى واسر الشهداء والمعتقلين ؟ اذاً بماذا هم منشغلون ؟؟ وقد تكفلت تلك الشريحة بالنضال والتضحية!!