أكد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون جزءا من الحل الذي يهدف إلى تخفيف العنف في سوريا. يأتي هذا في ظل حديث عن سعي أميركي لإعادة تأهيل الأسد في المجتمع الدولي في سياق حزمة الحوافز التي تقدمها الولاياتالمتحدةلإيران في المفاوضات حول ملفها النووي. وقال دي ميستورا في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس إنه سيواصل محادثاته مع الأسد بعد المحادثات التي أجراها في دمشق منذ أيام، مؤكدا أنه “يجب إيجاد حل سياسي يهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية المستمرة في سوريا، والتي تتجه نحو نقطة تدعو إلى القلق”. ويسعى دي ميستورا جاهدا للمضي قدما في اقتراح يجمد القتال في مدينة حلب في شمال البلاد وهو أحد الموضوعات التي بحثها مع الأسد. وقال مراقبون إن تصريحات المبعوث الأممي تعكس في جانب منها إحساسا بالعجز عن التقدم في مهمته بالوصول إلى حل يحقق ولو الحد الأدنى مما كلف به خلفا للمبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي، وإنها لا تعبر بالضرورة عن مواقف المنظمة الأممية. ورغم أن دي ميستورا حصر مهمته في تحقيق مكاسب على المستوى الإنساني، إلا أن صدمته في غياب المعارضة المدنية وهيمنة التيارات المتشددة (داعش والنصرة) دفعتاه إلى التصريح بأن الرهان على الأسد ضروري. وتصريحات دي ميستورا ليست الأولى التي تصب في مصلحة الأسد، لكنه ذكر منذ أيام، في اجتماع مغلق لمجلس الأمن أن تنظيم داعش “ارتكب أعمالا مقيتة وطبع صورة مغايرة للإرهاب في سوريا”. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن، لم يكشف عن هويته، “لا أريد أن أقول إنها (مبادرات دي ميستورا) قد ماتت. لقد لجأ إلى الاستعانة بالأسد لأنك تستطيع أن ترى: جميع مبادراته التي بنيت على المعارضة ليست ذات جدوى حقيقية”. ومن المتوقع أن يقدم دي ميستورا تقريرا حول مهمته إلى مجلس الأمن الدولي في 17 فبراير الجاري. لكن المراقبين لم يستبعدوا أن تكون تصريحات المبعوث الأممي جزءا من توجه تقوده إدارة الرئيس باراك أوباما لإعادة تأهيل الأسد والتعاطي معه كجزء من الحل في سوريا، وذلك لاعتبارات تتعلق بالعلاقة مع إيران، مشيرين إلى تراجع واشنطن عن تعهدات سابقة كانت قطعتها لفائدة المعارضة السورية المعتدلة مما أضعف دورها وقوى من تأثير المتشددين في مواجهة الأسد.