في جنازة بعض الراحلين تشعر أنك أنت الراحل وليس هم، تجدهم حضوراً بكل عظمتهم وهيبتهم، وعظيم مقامهم وكأنهم واصلون للتو وقد خرج العالم كله في استقبالهم. كان حضوراً لائقاً ومبهراً. هذا ما شهدناه مساء يوم أمس الجمعة في مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت، حين خرجت عن بكرة أبيها في حضرة تشييع جثمان أخينا العزيز الغالي الخالد في رحاب الله وفي مستقر رحمته بإذن الله تعالى الاستاذ القدير والتربوي المتميز أنور علي باشغيوان، أمين المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت. كان خبر وفاته خبراً صادماً ومفاجئاً، ترك فينا أثراً بالغاً وجرحاً غائراً. خسرنا كنز أخلاقياً لا يقدر بثمن، وغادرتنا بسمة ربانية ليس لها مثيل على الإطلاق، وفقدنا أخاً كريماً ووجهاً بشوشاً وهمة عالية. عزاؤنا فيه أن الله اختار له موعداً يليق برجل نظنه من أهل الله وخاصته ولا نزكيه على الله. اختار له يوم الجمعة وهو يصلي صلاته الأخيرة وقبل أن يفرغ من تسليمة الختام وكأن الله يريد منه أن يظل في صلاته تلك متصلاً به إلى يوم البعث والنشور. فعليه من الله الرحمة والمغفرة، وعلى أهله وأبنائه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
