لم تكن الرحلة إلى عدن ممتعة , أو للنزهة كما يقولون, لم تكن عدن و العودة, كانت رحلتهم إلى عدن بلا عودة.. ظنوا أنهم سيدخلونها دون عناء و سيستقبلهم السقاف و معسكراته وخلاياه استقبال الفاتحين.. كانوا يظنون.. فخابت الظنون.. بأنهم سيدخلون عدن مثلما دخلوا المدن في الشمال, دون أن تسمع آذانهم طلقة واحدة من ملايين الأسلحة المنتشرة في بلادهم .. كانت عدن فخا للجميع, كانت فخا للرئيس الهارب إليها.. ومعه وزير دفاعه و آخرون.. فصالح سيكتسح عدن في يوم وليلة, و أن ليس أمام هادي إلا البحر, إن كان يجيد فن العوم.. فالأرض كلها ملغومة, و المنافذ كلها مسدودة.. و صالح كان محقا في كل ما قال لولا عناية الله سبحانه وتعالى و بسالة المقاومة الشعبية وصمودها ومجيء عاصفة الحزم – مشكورة - في الوقت المناسب.. كانت فخا أيضاً للجان الشعبية , و للحراك الجنوبي و قياداته الحرة غير المرتبطة بعفاش, اللذين التحما و امتزجا دفاعا عن عدن, و أنه سيقضي عليهما في عدن التي أعدها لهذا اليوم ولهذا الغرض.. و جهزها بوسائل القتل و الموت والدمار.. فخاً للحوثيين أنفسهم, فبعد أن يلتهم نذير الشر مصاص الدماء وجبته الدامية, سيلتهم أيضاً الحوثيين الذين تمددوا مغرورين من صعدة إلى عدن.. حينها يخلو له الجو في حكم البلاد.. فخا للجيش اليمني الذي كشف القناع عن وجهه التابع لعفاش و سلاحه الحاقد على الجنوب.. جيش لا يقوى على خوض معركة نظامية واحدة ناهيك عن حسمها لصالحه, عبر تاريخه كله.. لهذا فالفشل ملازم له باستمرار.. نعم كانت عدن فخا وقع فيه كثيرون وانفضحوا.. كانوا موقنين أن كبيرهم سيهزم عدن و يدخلها فاتحا بمعية عدد من القتلة والمجرمين.. فانفضحوا جميعا و انكشفوا.. انكشف الكثير من القادة والمسئولين في الدولة و الأحزاب والقبائل, انكشف الخونة الجنوبيون المرتبطون بأجندة صنعاء.. انكشف الكثير من الذين أوهمونا أنهم مواطنون يبيعون لأطفالنا الشوكولاتة و علب الحليب و المانجو و... لكن السنين الطوال التي أكرمتهم فيها عدن لم تنسهم أصلهم الدنيء والذليل, و معدنهم التابع للأسياد باستمرار.. كلهم أرادوا طعن عدن من الخلف, لكنها كانت لهم بالمرصاد, فوقعوا جميعا في فخ عدن, بمن فيهم الرئيس الباحث عن شرعيته فيها.. فلا شرعية لك في عدن .. لأنها لم تلطخ إصبعها في يوم انتخابك , ولن تعطيك شرعية من انتخبوك ثم أعلنوا عليك الحرب.. لهذا لا شرعية لك في عدن.. والمقاومة الجنوبية ستستمر فيها إلى ذلك اليوم الموعود الذي ضحى من أجله أبناء عدن خاصة والجنوب عامة, يوم النصر بإعلان دولة الجنوب..