ندرك وشعبنا الجنوبي الأصيل وكل من يتابع الأحداث عن كثب، ندرك حقيقة مايدور في مختلف الجبهات الجنوبية من أقصى الوطن إلى أقصاه ونعي جيدا المغالطات العقيمة التي يروج لها ضعاف النفوس مستخدميها كمهدئات للحيلولة من مرض نفسي خبيث ناتج عن شعور المتجبرين بالهزيمة الساحقة. ولا يخفى على أحد ماحققته المقاومة الجنوبية في محافظة الضالع من انتصارات عظيمة على الرغم من التضحيات الجسام التي هي وبدون منازع درس للأجيال القادمة. المقاومة الجنوبية بالضالع كبدت قوات الرئيس اليمني المخلوع ومليشيا الحوثي كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وصمدت صمودا أسطوريا في وجه هذا العدوان الثنائي الممقوت وإلى جانبه القبائل اليمنية المتخلفة التي أعلنت ولاءها لشرعيتهم المزيفة، المقاومة الجنوبية كذلك استبسلت في قتالهم، وأجبرت على إنتاج فلم(آكشن) يستحق الوقوف عنده ودق التحية لأولئك المقاومين الذين صبروا ورابطوا في جبهات القتال وسطروا بطولاتهم في أنصع صفحات التاريخ. ويمكن أن أستشهد هنا بعبارات قالها أحد الأسرى الحوثيين وقع أسيرا بيد المقاومة الجنوبية بالضالع معظما الضالع ورجالها الأبطال في مواجهتهم، يقول هذا الأسير: (والله العظيم إني لما كنت في صعدة قاتلت وواجهت الجيش اليمني والجيش السعودي ودواعش دماج ، لكن لم أجد فيهم الصمود هذا الذي وهبه الله لرجال الضالع ولم أشعر يوما بالرعب إلا داخل هذه المحافظة.) فما أعظم أن تأتي الشهادة ممن يخوض الحرب معك! طبعا المقاومة الجنوبية في الضالع على الرغم من محاربتها وقلة إمكانياتها إلا أنها تغلبت على اللواء33 حرس جمهوري ومعسكر الجرباء اللذين يعدان بمثابة أربعة ألوية عسكرية بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من عناصر الحوثي بعيدا عن التعزيزات العسكرية التي جمعتها القبائل وزجت بها إلى المحرقة في مواجهة أسود الضالع. ويأتي بعد ذلك من يبرر هذه الهزيمة الساحقة وآخر من يحسمها لصالحه مع إنه بعيد عنها كل البعد، وحقيقة الأمر أن كلاهما متعود على سرقة الانتصارات وتربى على الحيلة والغطرسة في تصرفاته الحياتية. فقبل أيام تقول قناة(المسيرة) وهي لسان حال الحوثيين تقول: إن أنصارالله طهروا مدينة الضالع من الدواعش وسلموها إلى الحراك الجنوبي، وهذا الكلام بحد ذاته تبريرا للهزيمة النكراء التي لاقوها في الضالع وإلا الضالع مدينة تخلو من الدواعش ومطالبها واضحة منذ الحرب الظالمة في صيف 1994م. وتتناقل وسائل الإعلام عن اللواء المقدشي المدعوم سعوديا لمحاربة الحوثيين وقد أدلى بتصريح بعيدا عن الحقيقة فحواه أن رجال المقدشي حرروا الضالع من الحوثيين بنسبة 99% لكن القاصي والداني يدرك تماما أن الحرب في الضالع شمالية جنوبية وأن الضالع لايوجد بها سوى أهلها الذين نذروا أرواحهم قربانا للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. إذا هاهم قبائل الشمال وعلى هذا المنوال يتسابقون لسرقة الانتصارات غير مبالين بالانتكاسات التي يتعرضون لها ولا بجماجم الأطفال المساكين الذين يزجون بهم إلى ساحات القتال بعضهم يتراوح أعمارهم بين 14-12 عاما، أيضا يكاد القلب يتفطر دما عندما يقع هؤلا الأطفال في الأسر ويتوسلون إلى رجال المقاومة بعبارات طفولية بحته وأعينهم تجهش بالبكاء، نعم! إنها الانتصارات نفسها التي يزعمون أنهم حققوها في الضالع. كذلك يدرك العالم بأسره أن المقاومة الجنوبية بالضالع والجنوب بشكل عام برزت في ظروف صعبة للغاية ونتيجة لقهر واذلال واغتصاب حرمات (وطن) تحول بعد الوحدة المغدور بها إلى ثكنة عسكرية ذات أبعاد قبلية متخلفة لاتعرف الحلال ولا الحرام، وأوجدت نفسها للدفاع عن الأرض والعرض شعارها (التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية) مهما كلفها من تضحيات. ويجدر بي أن أشير هنا إلى أن المقاومة الجنوبية لاتعترف بشرعية الرئيس اليمني هادي الذي يحرص على بقاء الوحدة المشؤومة أشد من حرصه على إيصال المعونات الغذائية لأهله في عدن ومحافظات الجنوب. والحديث عن هادي في أوساط الشارع الجنوبي هو حديث سلبي خصوصا بعدما أشار مسؤولون خليجيون ومشاركون بعاصفة الحزم إلى أن هادي هو السبب الرئيس لعدم دعم المقاومة الجنوبية في الضالع ولحج ويافع وضآلته ببعض مدن الجنوب نظرا لاشتداد حدة المطالبات بانفصال الجنوب الأمر الذي يزعج هادي وجهاز التحكم فيه. أخيرا تحية بحجم الوطن لرجال المقاومة الجنوبية الأشاوس في عدن ولحج والضالع وشبوة وأبين وحضرموت والمهرة أولئك المدافعين عن أرضهم وعرضهم، الرافضين للتواجد العسكري الشمالي بشتى أشكاله، والتواقين لنيل الحرية الاستقلال، وإنها لثورة حتى النصر.