ثمنت الرئاسة الفرنسية جهود سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي ساعد بتدخل شخصي على تحرير الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم التي كانت محتجزة رهينة في اليمن منذ شباط/فبراير. وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان في وقت مبكر الجمعة "يود رئيس الجمهورية (فرانسوا هولاند) أن يشكر كل اولئك الذين ساعدوا في الوصول الي هذه النتيجة وبصفة خاصة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان". ولم يقدم البيان اي تفاصيل بشان كيفية تحريرها. وبالتزامن مع بيان الرئاسة الفرنسية ذكرت وكالة الانباء العمانية الرسمية ان الفرنسية ايزابيل بريم التي كانت محتجزة رهينة في اليمن منذ شباط/فبراير، وصلت فجر الجمعة الى سلطنة عمان وستتوجه منها الى فرنسا. وقالت الوكالة نقلا عن ناطق باسم وزارة الخارجية العمانية ان "الجهات المعنية في السلطنة وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية تمكنت من العثور على المذكورة (الرهينة الفرنسية) في اليمن، ونقلها إلى السلطنة فجر الجمعة تمهيدا لعودتها إلى بلادها". واعلنت باريس ليل الخميس الجمعة ان الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم التي كانت محتجزة في اليمن منذ شباط/فبراير 2015 اطلق سراحها وستعود الى باريس في الساعات المقبلة. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان "اطلق سراح مواطنتنا ايزابيل بريم هذه الليلة". واضافت "كانت محتجزة رهينة في اليمن منذ 24 شباط/فبراير 2015"، مؤكدة ان "فرنسا بذلت كل جهودها من اجل التوصل الى هذه النهاية السعيدة". واوضحت ان ايزابيل بريم البالغة من العمر 30 عاما والمنحدرة من غرب فرنسا "هي حاليا بحماية أجهزة فرنسية وستعود الى بلدنا خلال الساعات المقبلة"، دون ان تذكر اي تفاصيل عن مكان وموعد وصولها الى فرنسا. واضاف ان الرئيس فرنسوا هولاند "يشاطر عائلة ايزابيل فرحتها"، مشيرا الى ان بريم "تمكنت من البرهنة على تحليها بالكثير من الشجاعة وتحمل مسؤولية كبيرة خلال هذا الانتظار الطويل". وكان افرج في كانون الاول/ديسمبر 2014 عن سيرج لازاريفيتش وهو فرنسي صربي في الخمسين من العمر احتجزه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي في شمال مالي. وقالت السلطات الفرنسية حينذاك انه آخر رهينة فرنسي. وكانت ايزابيل بريم وصلت الى اليمن في 2013 للعمل في شركة ايالا كونسالتينغ التي يقع مقرها في ولاية فلوريدا الاميركية والمتخصصة في تصميم برامج الحماية الاجتماعية. وقال فرانشيسكو ايالا رئيس هذه الشركة من الاكوادور انه علم بالافراج عن الموظفة في اتصال هاتفي من وزارة الخارجية الفرنسية. واضاف ان "كل القضية جرت وسط تكتم شديد"، موضحا ان "الحكومة الفرنسية لم تقل لنا شيئا، لي ولوالدها" حول الجهود للتوصل الى الافراج عن الشابة. وتابع "يفترض ان تصل الى باريس اعتبارا من.." الجمعة على متن رحلة خاصة على الارجح وسيتوجه والدها الى العاصمة لاستقبالها. وكانت ايزابيل بريم عملت في الاردن من قبل. وكانت خطفت مع مترجمتها اليمنية شرين مكاوي في 24 شباط/فبراير الماضي في صنعاء على يد رجال بلباس الشرطة وهي متوجهة بالسيارة الى عملها. واعلنت مكاوي انه تم الافراج عنها في 10 آذار/مارس في عدنجنوباليمن. وظهرت هذه الفرنسية في تسجيل فيديو وضع على موقع يوتيوب في بداية حزيران/يونيو. وبدت الشابة في التسجيل الذي يستمر 21 ثانية مرتيدة لباسا اسود وجالسة على الارض وتتوجه بالحديث الى الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند واليمني عبدربه منصور هادي لتطلب منهما التحرك من اجل اطلاق سراحها. وقالت بريم في التسجيل المصور "من فضلكما أعيداني الي فرنسا سريعا لأنني متعبة للغاية.. حاولت قتل نفسي عدة مرات لأنني اعرف انكما لن تتعاونا وأنا اتفهم ذلك تماما." وظهر التسجيل في موقع يوتيوب في الرابع من مايو/ايار. ولم تسرب اي معلومات عن هوية الخاطفين منذ ذلك الحين. ويشهد اليمن باستمرار عمليات خطل طالت مئات الاشخاص في السنوات ال15 الاخيرة. وقد افرج عنهم جميعا تقريبا سالمين ومقابل فدية في معظم الاحيان. ويستخدم الرهائن وسيلة للضغط على السلطات المحلية. وكانت بريم ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي قد خطفهما مسلحون في صنعاء في 24 فبراير/شباط بينما كانتا في طريقهما الي العمل. وقالت مصادر قبلية يمنية في مارس/اذار إن بريم سيطلق سراحها لكن مكاوي فقط افرح عنها في ذلك الوقت. وفي الاعوام القليلة الماضية احتجز رجال قبائل يمنيون اجانب رهائن للضغط على الحكومة لتزويدهم بخدمات او الافراج عن اقارب لهم مسجونين. ويوجد في اليمن ايضا أحد أكثر أفرع القاعدة نشاطا والذي ذكرت تقارير ان الخاطفين القبليين كثيرا ما باعوا اليه رهائنهم. لكن عملية احتجاز الرهينة هذه المرة ترافقت مع تصاعد النزاع العنيف في اليمن. فقد شن الحوثيون بالتعاون مع حلفائهم وخصوصا القوات التي لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح العام 2014 هجوما على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن وغربه ووسطه. وتشن قوات تحالف بقيادة السعودية غارات على مواقع الحوثيين في اليمن منذ السادس والعشرين من اذار/مارس. وتقول الاممالمتحدة ان النزاع اسفر عن سقوط حوالى اربعة آلاف قتيل ونزوح حوالى مئة الف آخرين، حسب المفوضية العليا للاجئين.