جددت مقاتلات دول التحالف العربي، أمس الأحد، قصفها معسكر «النهدين» المطل على دار الرئاسة اليمنية بصنعاء، بعد تحليق مكثف في أجواء العاصمة، وسط مؤشرات ميدانية على اقتراب معركة تحريرها، كما شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع للحوثيين وصالح، من بينها بيت الشيخ قحطان العمري بمديرية المخادر بمحافظة إب وهو أحد الوجاهات القبلية والقيادات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح، وسبق وشغل مدير الاستخبارات العسكرية بالضالع، ولم تخلف الغارة أي ضحايا، فيما تضرر بيت العمري بشكل جزئي. ورجحت مصادر يمنية عدة اقتراب ساعة الصفر لتحرير صنعاء، وأكدت المصادر أن نحو 25 ألف جندي يمني يتدربون في السعودية ويستعدون لخوض المعركة الفاصلة ضد مليشيا الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأكدت معلومات متطابقة أن الحوثيين سلموا إدارة معركة صنعاء إلى صالح الذي يجهز للمعركة من خلال القوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري المتواجدة في صنعاء. واعتبر مراقبون اشتداد قصف التحالف على صنعاء ومواقع القوات الموالية لصالح بحصول التحالف على معلومات أكيدة باستعداد تلك القوات للمعركة. وكشفت مصادر في المقاومة أن خطة المعركة المرسومة لتحرير صنعاء تتمثل في تقدم الآلاف من القوات البرية مسنودة بمئات المدرعات والدبابات والمدفعية ومروحيات الأباتشي لتطويق العاصمة اليمنية واقتحامها، ومنها سيتم الدخول إلى الجوف وصعدة وعمران ثم تعز.
وإلى محافظة مأرب وصلت تعزيزات عسكرية جديدة، هي الرابعة المقدمة من التحالف العربي لدعم الجيش الوطني والمقاومة ضد مسلحي الحوثي وصالح، وتشمل نحو 130 آلية تضم دبابات ومدرعات وآليات مختلفة وصلت إلى صافر صباح أمس قادمة من الأراضي السعودية عبر منفذ الوديعة. وتواصلت المواجهات المسلحة بمحافظة مأرب، أمس، بالتزامن مع الغارات التي تشنها طائرات دول التحالف على مواقع مختلفة، وأوضح مصدر قبلي أن المواجهات دارت بين المقاومة والمتمردين في مناطق الجفينة وذات الراء والحاني الجدعان ومفرق الضيق جهم. واستهدف طيران التحالف منطقة صرواح الزور وأنشر، فيما تحدثت مصادر عن استمرار إرسال مقاتلين من القبائل لتأهيلهم عسكرياً في السعودية، لرفد جبهات القتال بهم. وأكد الشيخ مبارك علي الرياشي أحد قيادات المقاومة الشعبية بمأرب أن المقاومة الشعبية دشنت منذ وقت مبكر من يوم أمس معركة تحرير محافظة مأرب من المتمردين، مشيراً في تصريح ل«الخليج» أن قوات موالية للشرعية وأعداداً مكثفة من مسلحي القبائل سينفذون خطة عسكرية لإحكام السيطرة على المناطق الاستراتيجية بمأرب قبيل فرض الحسم المسلح من خلال تصفية كافة الجيوب التي لا تزال تمثل نقاط انطلاق لمصادر النيران من قبل المتمردين. وفي المناطق الحدودية دارت معارك عنيفة بين مليشيات الحوثي وصالح والجيش السعودي الذي يقصف بمختلف المدافع الثقيلة والصاروخية. وجددت طائرات التحالف ليلة السبت غاراتها على معسكر اللواء 25 ميكا ومواقع تمركز مليشيات «الحوثي، صالح» في مدينة عبس بمحافظة حجة، وجاءت هذه الغارات بعد وصول تعزيزات إلى داخل المعسكر في وقت مبكر من الليلة الفائتة. وقالت مصادر قبلية إن انفجارات عنيفة هزت معسكر ومخازن اللواء 25 ميكا الواقع في مدينة عبس إلى جانب عدد من المواقع الأخرى بينها المعهد التقني الصناعي ومواقع أخرى. وشن طيران التحالف، أمس، غارات على مواقع المتمردين في محافظة صعدة، واستهدفت مخزن صواريخ في منطقة آل مزروع بمديرية سحار، مزرعة عقلان بمنطقة الحاربة، وسُمع عقب الغارات دوي انفجارات عنيفة ما يرجح أنها تضم مخازن أسلحة. وفي محافظة تعز أعلنت المقاومة الشعبية، أمس، إنشاء معسكر تدريبي بمديرية شرعب شمال المحافظة لاستيعاب مقاتلين جدد، أُطلق عليه معسكر «الشهيد حمود سرحان»، فيما سبق للمقاومة إنشاء معسكر تدريبي بمنطقة الوازعية غرب المحافظة. وتخوض المقاومة الشعبية بمعية الجيش الوطني مواجهات عنيفة ضد مليشيا صالح والحوثي، وتهدف لتحرير مدينة تعز من الحصار المفروض عليها والضغط على المتمردين في الجبهتين الشمالية والغربية. وكشفت المقاومة الشعبية في تعز عن تغير في الاستراتيجية الميدانية للمعارك التي تخوضها ضد القوات الموالية لصالح والحوثيين. وأكدت مصادر في المجلس العسكري للمقاومة بتعز في تصريحات ل«الخليج» أن قوات التحالف ستزود المقاومة بأسلحة نوعية وذخائر للتسريع بتحقيق الحسم العسكري، مشيرة إلى أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح تستميت لاستعادة السيطرة على العديد من المواقع التي دحرت منها وأن مساعيها في هذا الصدد فشلت. وأشارت المصادر إلى أن اتصالات أجرتها قيادة المجلس العسكري مع القيادة العسكرية للقوات الموالية للشرعية خلصت إلى الاتفاق على تنفيذ استراتيجية جديدة في المواجهات المحتدمة مع المتمردين. وفي محافظة البيضاء قُتل 11 من مليشيا الحوثي، أمس، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت في مناطق عدة بمديرية ذي ناعم بالبيضاء، بالتزامن مع غارات لمقاتلات التحالف العربي على معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة البيضاء.