تعمل المملكة ليلاً ونهاراً لتقديم كل العون والمساعدة من أجل الشعب اليمني الشقيق حتى يعود يمناً حراً سعيداً كما كان. فكانت هناك أعمال كبيرة قامت بها المملكة بجانب قيادتها للتحالف العربي لانقاذ اليمن من الخونة المتربصين باليمن وأمنه، قدمت المملكة كثيرا من المبادرات التي لا تقل أهمية عن عاصفة الحزم المباركة التي جنبت اليمن عبث الحوثيين وأذنابهم وأعوانهم ممن خانوا وطنهم وباعوه بالرخيص، وكسرت شوكة هؤلاء المرتزقة من أتباع المخلوع والحوثيين وأسيادهم بطهران ومن هذه المبادرات تصحيح أوضاع العمالة اليمنية التي دخلت أراضي المملكة بطرائق غير نظامية ومبادرة انشاء مركز الملك سلمان للاغاثة وتقديم المساعدة الانسانية للمتضررين والمنكوبين. فقد استفاد من قرار تصحيح الاوضاع قرابة نصف مليون يمني، سمح لهم بالعيش والسعي من أجل الرزق من دون خوف أو وجل، وقد وقف أبناء الشعب السعودي مع هذا القرار التاريخي والمهم ليسطر أجمل معاني الوفاء والمحبة لأشقائهم من أهل اليمن ليسجلوا لوحة مشرقة ومشرفة نفخر جميعاً بها، وهذا ليس بغريب على أبناء الشعب السعودي حيث فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم في مشهد إنساني ولا أروع منه، وساهموا في إيواء بعض الأسر، وتقاسموا معهم اللقمة بكل حب وود واحترام متبادل بين الأشقاء، تفرضه عليهم العلاقات المتينة القديمة الضاربة في عمق التاريخ، وهذا العمل النبيل ديدن الشعب السعودي الطيب المضياف، فقد احتضن من قبل دولة بأكملها إبان الغزو العراقي للكويت، إنه الوفاء الحقيقي والشهامة العربية الأصيلة لهذا الشعب العربي الأبي، الذي يثمن لخادم الحرمين الشريفين القائد الفذ صاحب النظرة الثاقبة والرؤية والبصيرة هذه الوقفة الإنسانية الرائعة. لقد كان لانشاء مركز الملك سلمان للاغاثة الأثر الأكبر في نفوس أبناء اليمن كافة فهذا المركز يعمل على توفير سبل الخير والراحة والسعادة لأبناء اليمن من تقديم المؤن والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها من ضروريات المعيشة اليومية. إنها المبادئ العظيمة التي لا تحيد عنها المملكة في اغاثة من يطلب المساعدة إنها مبادئ الأخوة وحقوق الجار، مبادئ تربينا عليها من قديم الأزل على يد رجال عظماء بنوا تلك الأمجاد ومازالوا، علمونا أن هذا واجبنا وليس بمنّة على أحد قريب أو بعيد فما بالك بمن جمعتنا بهم عرى الإسلام وأخلاق الفرسان العربية وحقوق الجيرة. ان دور المملكة المحوري في أحداث المنطقة ودروها الريادي في معاونة الأشقاء من أهل اليمن والعمل الدؤوب لاشاعة الفرح والسعادة ليس بمستغرب، فدائما الكبير تكون هذه مواقفه، والمملكة كبيرة الجزيرة العربية بمواقفها التاريخية ودورها الذي لا يستطيع أن يزايد عليه أحد، إنها كبيرة بما تقدمه للعالم أجمع وليس للدول العربية والإسلامية فقط. إن ايماننا بحقوق الجار التي تفرضها علينا تربيتنا العربية الأصيلة وأخلاقنا الإسلامية الحميدة قد دفعتها لتلبية نداء الواجب لأشقائنا اليمنيين، ولمن لا يعرف فقد قامت المملكة بتلبية نداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي؛ من أجل انقاذ اليمن وأهلها من بطش تلك الفئة الضالة التابعة لطهران صاحبة المخططات الشيطانية في المنطقة ومن عاونهم من أتباع المخلوع علي صالح، لبينا نداء الواجب لكي لا نترك أخواننا لهذه الحشرات تنخر في جزء مهم من منظومتنا العربية والاسلامية وأمننا القومي العربي، جزء عزيز علينا جميعاً إنها اليمن. *صحيفة الرياض السعودية