إن من أقذر الأدوات التي يستعملها حزب الإصلاح في أي خلاف يدب بينهم وبين الرئيس عبدربه منصور هو تذكير الجنوبيين بأحداث ال 13من يناير. ولهم في ذلك غايتان: أولاهما التحريش بين أهل محافظتي لحجوأبين؛ لخلق فتنة جنوبية يقتتل فيها الجنوبيون فيخلوا لهم وجه السلطة, وثانيتهما ابتزاز الرئيس لرده عن اتخاذ أي قرار يرونه لا يصب في مصلحتهم الحزبية. وبعملهم هذا لا يتوانون عن تهديد الوحدة الوطنية وتأليب الشعب بعضه على بعض في سبيل دنيا يصيبونها أو مناصب يحوزونها. ولا يخشون الله في العواقب الوخيمة لصنيعهم إن تبع الناس صوت ناعقهم بالفتنة. وقد يعترض عليَّ بعض الإخوة الإصلاحيين بأن هذا الأمر ليس بسياسة إصلاحية ومن يصدر عنه فبصفة شخصية. لكن نقول لإخواننا الإصلاحيين: مثلما أنتم أذكياء, احترموا ذكاء الآخرين الذين يرون عملكم الجمعي المنظم في الحرشة بين الجنوبيين, فلا يسوغ لهم إنكاركم تقِّيةً. لقد كانت هذه سياسة رسمية لحزبكم لا يمكن لأي تَقيِّة يمارسها كبراؤكم أن تستر واقع الحال. فقد كانت صحيفة الأهالي الإصلاحية - على حد علمي – أول حامل للواء الفتنة بين الجنوبيين. وكلنا يعلم أن علياً الجرادي رئيس تحريرها ومالكها هو من رقته قيادة الحزب العليا ليكون رئيسا لدائرة الإصلاح الإعلامية وصانعاً لخطاب حزبه الإعلامي. فأنى للحزب أن يحيد عن توجيهات صانع دعايته ومبدعها الأول. ومثال آخر هو عبدالرقيب الهدياني الصحفي الإصلاحي السيء الصيت وعمود الدعاية الإصلاحية في الجنوب, الذي رأس تحرير عدد من الصحف والمواقع الإخبارية الموجهة لمخاطبة العقل الجمعي في الجنوب. هذا الصحفي كان أحد الأبواق المؤججة للفتنة بين الجنوبيين في أزمة المحافظ نايف البكري باستدعاء أحداث يناير. ورجل هذه منزلته في حزبه لا يمكن أن تكون تصرفاته إلا برضى قيادته العليا وراسمي الخط الإعلامي للحزب الذين كان الهدياني تلميذا لهم في صحيفة الأهالي. ومما لوحظ من السياسة الدعائية للإصلاح في الفيس بوك أنها تتجلى في حملة إعلامية مركزة تحمل خطاباً دعائياً موحداً لدى غالبية الناشطين الإصلاحيين. وقد تجلت هذه المرة في خطاب موحد كان فحواه تحريض أهالي محافظة لحج على أهل أبين. باجترار مآسي يناير. ونصيحة من القلب لإخواني الإصلاحيين عامة, إنه خير لكم إذا مسكم طائف من الشيطان أن تذكروا الله وتبصروا عواقب أعمالكم من أن تأخذكم العزة بالإثم وتظلوا في العماية سادرين. وخير لكم أن ترعووا عن خطاب الفتنة الذي إذا انتشر فسيحرقكم بناره, من خاض فيها ومن لم يخض, تصديقا لقوله تعلى : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة". ونذكركم بأنكم تدَّعون أنكم على السراط المستقيم. ولا نقول لكم إلا أن ظلوا على السراط المستقيم, واجتنبوا الفتنة بين الناس ولا تفجروا في الخصومة, فضلا عن حصر خصومتكم مع من خاصمكم. ونذكركم بما ترددونه في خطابكم بأنكم "حزب بحجم الوطن", فكونوا بحجمه حقا بسعة آفاقكم وفساحة صدوركم وطلبكم الخير لكل أبنائه والهداية لمن زاغ في نظركم, ولا تضيق عقولكم إن أُخِذت منكم لعاعة الدنيا يؤلف بها غيركم؛ فتملؤون الدنيا صياحا وشولحة فتصيرون في نظر الناس مشولحين بحجم الوطن. ولا ننس هنا أن نقول لصناع الخطاب الإعلامي للإصلاح إن تحريشكم بين الجنوبيين باستدعاء الملفات القديمة التي اغلقوها بالتصالح والتسامح سيحث آخرين على التنقيب على الأضابير القديمة لليدومي وصالح سميع وغيرهما من قيادات الإصلاح العتيدة التي كانت يوما جزء من نظام عفاش, وسيبحث فيها عن دورهم في التعذيب والإخفاء القسري بحق كثير من الناشطين السياسيين في حقبتي السبعينات والثمانينات. ونصيحة هنا لمنتسبي الإصلاح في الجنوب نقول لهم لا تكونوا مع كبراء حزبكم على الباطل وتذكروا أنكم جزء من النسيج الاجتماعي للجنوب, وأي إضرار به هو إضرار بكم أنتم شخصيا وبمن تعولون. فلا تكونوا شيطانا أخرسا يعجز عن قول كلمة الحق في وجه الكبراء المضلين. بل قولوا لهم أن ما يقومون به خطأ فادح وتمزيق للحمة الوطنية وإضرار بالإصلاحيين في الجنوب قبل غيرهم. من حق أي إنسان أن يعارض الرئيس لأجل مصالحه, ومن حق الإصلاحيين أن ينقدوا الرئيس نقدا مريرا, لكن ليس من حقهم ضم أهل أبين مع الرئيس في خطاب تحريضي ضدهم لإشعال الفتنة بينهم وبين إخوتهم. فالفتنة كما قال المصطفى : "نائمة لعن الله من أيقظها".