ناشد خطيب الجمعة في المعلا قيادات الحراك الجنوبي والقيادات الجنوبية عموماً أن لا يصيبوا "الناس باليأس والقنوط فيكفروا بما آمنوا به". وقال الخطيب "محمد بن مشدود" في خطبة جمعة "الصلح خير" التي أقيمت في وسط الشارع الرئيس في المعلا "لازال شعبنا في أحلامه ولازال في نكباته, أحد هؤلاء الثوار الجنوبيين يخرج في كل فعالية ولازالت الرصاصة التي أصيب بها العام الماضي, ولم يعالج نفسه".
وأضاف بن مشدود "أذكركم بالشهيد الصبيحي عندما قتل بحثوا في ثيابه لم يجدوا إلا خمسين ريالاً, كانوا يخرجون يوم بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع أبعد هذا يصير كل هذا سراب".
وقال "بن مشدود" متحدثاً عن السلطة "وصلوا إلى مالم يستطيعوا أن يصلوا إليه بسبب أننا تركنا خللاً في الصف, إذا كانت صفوفنا ملتحمة لن يستطيع العدو الوصول إلينا". وأشار إلى محاولات السلطة تذكير الجنوبيين بخلافاتهم القديمة مشبهاً هذا بمحاولات اليهود تأجيج العداوات بين المسلمين في المدينةالمنورة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم, لافتاً إلى أن " شأس بن قيس كان شيخاً قد عتا، عظيم الكفر، شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم، فمرّ على نفر من أصحاب رسول اللّه (ص) من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدّثون فيه، فغاظه ما رأى من الفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية.فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة في هذه البلاد، لا واللّه ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار. فأمر فتى شاباً من اليهود كان معه فقال: اعمد إليهم واجلس معهم، ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار".
وأضاف "بن مشدود" في خطبته التي حضرها رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسن أحمد باعوم" وعدد من قيادات الحراك الجنوبي: "اتقوا الله يا قيادة الحراك ناشدتكم بالله, ولاتفرحوا عدونا بنا, أبعد أن أعجزناهم وبعد ذلك كله يتشفى عدونا ويضحكوا علينا".
وقال أنهم – في إشارة إلى من وصفهم بأعداء الحراك – "هذا رهانهم الأول يقولون سنسلمكم الدولة ستتقاتلون, ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)".
وأضاف "هناك أفعال خير يسعى لها بعض الناس وإن في الجمعة ساعة إجابة لعلها ساعة صعود الخطيب إلى المنبر, فأدعوا الله وأمنوا بعدوا أن يرد عنا كيد الكائدين وتآمر المتآمرين وخيانة الخائنين".
وعقب الخطبة أقيمت الصلاة وقرأ الإمام في الركعة الأولى قوله تعالى (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس)[النساء :114].
وردد المتظاهرون في مسيرة حاشدة بعد الفراغ من الصلاة هتافات تجدد التمسك بالاستقلال عن الشمال, ورفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة وصوراً للرئيس البيض والزعيم الأبرز في الحراك الجنوبي حسن أحمد باعوم الذي شارك المتظاهرين في المسيرة داخل سيارة كانت تقله وتحلق المتظاهرون حولها, كما رفعوا صور عدد من الشهداء.
وأثناء مرور المسيرة بجوار مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في الشارع الخلفي هتف المتظاهرون بعبارات مناوئة للحزب وللقيادي البارز فيه "حميد الأحمر".
وأطلق جنود من حراسة المعهد التقني الصناعي في حي حافون الرصاص الحي على المتظاهرين أثناء مرورهم بجواره, وقام متظاهرون بتسلق سور المعهد وإنزال أعلام الجمهورية اليمنية, ولم يبلغ عن إصابات.
