يا من ضحيتم بأرواحكم وبأموالكم يا من سالت دمائكم وتناثرت اشلائكم في الشوارع وفي الميادين في الجبال وفي السهول في طول الجنوب وعرضه. هاهي احلامكم بدأت تتحقق على ارض الواقع. وأصبحت عودة وطنكم غاب قوسين او أدنى. ذلك الحلم الذي طال انتظاره. حلما لا يشبه الاحلام لأنه حلم شعب بأكمله حلم الشباب والشابات حلم الرجال والنساء حلم الاطفال الذين طالهم القهر مثلهم مثل ابائهم وأمهاتهم . ايها الابطال. يا من ارتقت ارواحكم الى بارئها يا من كنتم تصولون وتجولون في ميادين الشرف والعزة والكرامة آن لكم ان ترتاحوا في قبوركم آن لكم ان تطمئنوا على مستقبل اطفالكم فحلمكم الذي ناضلتم من أجله بداء يتحقق بفضل الله ثم بفضلكم. أيها الابطال. الذين لازلتم تناضلون بعزيمة لا تلين رافعين رؤوسكم نحو السماء شامخين كشموخ العظماء وحق لكم ذلك. يجب عليكم ان لا ترفعوا الأصابع عن الزناد وان تسدوا الثغور وان ترفعوا الهمم وان تشدوا العزائم وترفعوا معنوياتكم كي تحافظوا على انجازاتكم التي تحققت بتضحياتكم وتضحيات اخوانكم الذين سبقوكم وسلموكم الراية لتحافظوا عليها. أنتم الأمل في الحفاظ على بلادكم بل على كل ذرة رمل في هذا الوطن. وبتكاتفكم وتوحيد صفوفكم وتلاحمكم سوف تقهرون عدوكم. ذلك العدو الذي دمر وطنكم وفتك بكم وضيع مستقبلكم ودمر مصانعكم ونهب ثرواتكم ذلك العدو الذي فعل من الجرائم ما لم يفعله اليهود في فلسطين . والكل يعلم بجرائمه التي ارتكبها بحق اهلكم وأبناءكم ولم تقتصر جرائمه على ذلك فحسب بل حتى حديثي الولادة قتلهم وقتل امهاتهم بجانبهم ! ولو ألفنا المجلدات ما وسعت المآسي والويلات التي تعرض لها شعبنا العظيم بصبره على اولئك الأوغاد اشباه الرجال.
أيها الرجال. استعادة الوطن من غزاة متعجرفين ليس بالأمر السهل ولذلك سالت انهار من الدماء في ربوع وطننا الجريح طوال عقدين من الزمن. وخلال تلك الفترة المشئومة عرفنا ماذا يعني ضياع الوطن؟ عشنا اياما وليال حالكة السواد. مظلمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! واليوم وقد بدأت اشارات النصر تلوح في الأفق يجب علينا جميعا الصغير والكبير المحافظة على وطننا من اقصاه الى اقصاه يجب علينا مداواة جروحه وتأمينه داخليا وخارجيا وعدم السماح لأيان كان ان يمسه بشي يضره فكفانا ما حصل لنا بسبب التقاعس واللامبالاة وترك ابوابه مفتوحة على مصراعيها حتى استطاعت العصابات ان تدمره وان تفعل به الأفاعيل. ايها الرجال ايام قلائل تفصلكم عن استلام وطنكم ولو جزئيا. فماذا أنتم فاعلون؟ العالم سيراقبكم عن كثب وهذا هو بمثابة اختبار لكم. فلا يوجد امامكم سوى خيارين لا ثالث لهما اما نجاح وأما فشل والعياذ بالله. فهل أنتم جديرين بخوض الامتحان؟ الاجابة نريدها على أرض الواقع وليس على وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر.. لا نريد زعيق ونعيق من خلف الكي بورد.