كشفت مصادر محلية مطلعة ل"عدن الغد" قيام ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بالعاصمة اليمنيةصنعاء بنقل الاستاذ الجامعي عبدالله السماوي استاذ علم الانسجة والاورام المشارك بكلية الطب - جامعة صنعاء وعدد من رفاقه من سجن الميليشيات بالمدينة الى جهة مجهولة بعد 140 يوماً من الاختطاف والحجز القسري . وتقول ميمونة عبدالله نجلت البروفيسور السماوي ل"عدن الغد" ان الميليشيات اختطفت والدها يوم 9 اغسطس مع عشرة من قيادات الاصلاح في مبنى سكني في شارع الرباط من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع بدون اي تهمه واي سبب ، وتم إيداعه مع رفاقه قسم الجديري من ثم تم نقلهم للبحث الجنائي ! دون اي تهمه واضحه او اي تهمه جنائية .
وتضيف ميمونة الميلشيات عمدت الى التكتم عن امر وجوده بالبحث الجنائي لديها ، الا ان محاولات الوالدة في التحري والبحث المستمر افشلت خطتهم بإنكار وجوده بالبحث الجنائي بعد عشرة ايام من اختطافه ، تم احتجاز سيارته ومصادرة متعلقاته الشخصية وهاتفه النقال ورفض تسليمها لعائلته حتى اللحظة .
واردفت ميمونة ل"عدن الغد" السجن الذي هو محتجز فيه احد 6 زنازين كل زنزانة لا يقل عدد النازلين فيها عن 15 شخصا (هذه معلومات حصلنا عليها من احد الاعلاميين افرج عنه بعد ان اودع في هذا الحبس ) لا يحصلون على حقوقهم الإنسانية ولا يسمح لهم بدخول دورة المياه الا مرة في اليوم لك ان تتخيل هذا الوضع المزر ! لا يحصلون على وجبة الافطار ولا العشاء اما الغداء فتحضره امي في وقت الزيارات (ولا اعني هنا انها تراه ) فقط تسلم الطعام للحارس وتنصرف وهذا الوقت من بعد الواحدة حتى الثالثة ظهرا .
وأضافت المكان يبدو صغيرا والنوافذ العالية بعضها مكسور زجاجه ، أتساءل عن الليال الباردة التي لم ترحم السجناء وهل آذت والدي ، بالإضافة الى هذا والدي يعاني من احد الامراض المزمنة .. وهو الربو كنا نقلق عليه حيال هذا الامر خاصة انه ينزل مع سجناء يتعاطون الدخان (هذا ما شممناه من رائحة ملابس والدي حين زرناه )
بالنسبة للزيارات كانت في البداية ممنوعه منعا باتا في المرة الاولى رفضت امي مغادرة البحث احتجاجا على عدم السماح لها برؤية والدي ،ثم تم ذلك من وراء باب حديدي (شبك) ولأقل من 5 دقائق كانت هذه هي المرة الاولى التي رات امي والدي بعد الاختطاف .
ومضت متحدثة ل"عدن الغد" قائلة في احيان يسمحوا لنا بزيارته اسبوعيا وايام تمر فيها عشرة ايام او خمسة عشر يوما نمنع فيها من الزيارة وهناك تعال كبير من قبل القائمين على الحراسة في التعامل مع اهالي المختطفين ، لا ندري سبب ابقاء الحوثيين والدي محتجزا عندهم هو رجل لا يمارس السياسة ولا شان له بصراعات السياسيين وان كان على انتمائه لحزب معارض له فهذا حق كفله الدستور وهناك الكثير من الاحزاب داخل اليمن المعارضة للحوثي ونهجه في الدمار والقتل .
وتحدثت بالقول : منذ اكثر من اربعة اسابيع كانت هي المرة الاخيرة التي راينا فيها والدي قبل ان يتم نقله الى جهة مجهولة كان شديد النحول ووجهه شاحبا لكنه دائم الابتسام ، من المؤسف جدا لشخص مثله ان تستوطن ذاكرته وحياته هذا الحدث الكارثي ..من المفترض ان يتم تكريمه مقابل حصوله على درجة البروفيسور في علم الامراض التي استحقها بعد جهد وعناء طويل لكنه ليس كأقرانه تم التخلي عنه من قبل عمادة كلية الطب وتجاهل وضعه وحين قام طلابه بمستوى ثالث طب بشري بوقفة احتجاجيه بعد اختطافه بأربعة ايام تم مضايقتهم من نائب العميد الموالي للحوثيين ونهيهم عن هذا مما ادى لتراجع الطلاب عن اقامة وقفة احتجاجية اخرى خوفا من معاقبتهم عن طريق الدرجات.
وقالت ميمونة ل"عدن الغد" والدي تلقى الكثير من العروض للعمل خارج الوطن لكنه رفض ان يتم استقطابه للخارج واثر ان يواصل مسيرته العلمية والطبية وعطاءه في وطنه ، مضيفة ً ، حين تمت ترقيته في اكتوبر ذهبنا مع امي ومعنا تورته ولوازم للاحتفال معه في الزنزانة ،،لكن منعنا من الدخول لزيارته فاضطرت امي لتسليمها للحارس ليعطيها لابي .
البروفيسور عبدالله صالح السماوي من مواليد عام 1958م عتمة محافظة ذمار متزوج ولديه ثلاثة اولاد وخمس بنات استاذ جامعي دكتوراه في علم الأمراض تخصص انسجه وأورام رئيس قسم علم الامراض في كلية الطب جامعة صنعاء .
وحصل الدكتور عبدالله السماوي المختطف في سجون الحوثيين وصالح على درجة "بروفيسور" في علم الأنسجة والأورام من جامعة صنعاء وتم ترقيته إلى درجة "أستاذ" لبحوثه الطبية المنشورة ، واختطف السماوي في التاسع من أغسطس الجاري مع عدداً اخرين من رفاقه من أحد المنازل في صنعاء .
وفي وقت سابق هدد مجلس نقابة أعضاء هيئة التدريس ونقابة موظفي جامعة صنعاء ، بالتصعيد وصولا إلى إيقاف الدراسة نهائيا حتى إطلاق سراح جميع الاكاديميين وانسحاب المليشيات بشكل كامل من الجامعة حسب بيان لها قالت فيه إنها بذلت وسعها لإطلاق سراح زملاء المهنة وعقدت بشأنهم لقاءات مع مختلف القيادات الحوثية آخرها لقاء رئيس النقابة مع رئيس ما يسمى بالمجلس الثوري لمليشيا الحوثيين ، ولكن دون جدوى .
الجدير بالذكر أن البروفيسور السماوي حصل على المرتبة الأولى في زمالة الدراسات العليا في باكستان، ويعتبر الأول في الجمهورية اليمنية في مجال تخصصه، وله أكثر من 16 بحثا علميا منشورا في العديد من المجلات الطبية العالمية، كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في ذات المجال.