تتجه أنظار سكان عدن والمناطق المحرّرة إلى الدور الذي سيقوم به نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح، إلى جانب وزراء حكومته لتأمين هذه المناطق، بما في ذلك عدن والمدن التي تحيط بها. ولا تزال العديد من الملفات المتعثرة تنتظر الشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومة بحاح، ويتقدمها الملف الأمني ومهمات إنعاش المؤسسات والمرافق الحكومية وتطبيع الحياة وملفات الضحايا والجرحى وإعادة الإعمار في المناطق التي تضرّرت جراء الحرب التي شنّتها مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مارس/آذار 2014. ويشكلّ الهاجس الأمني قلقاً واسعاً في المناطق المحررة، وخصوصاً في عدن التي تشهد انتشاراً للجماعات المسلحة، يتبع بعضها تنظيمَي "القاعدة" و"داعش"، فضلاً عن وجود خلايا نائمة زرعتها المليشيات قبل رحيلها من عدنوالمحافظات الجنوبية.
وبدأ بحاح، أولى مهامه عقب عودته إلى عدن يوم الإثنين الماضي، باجتماع عالي المستوى لتقييم الأوضاع ومناقشة الخطة الأمنية والبدء بتنفيذها بعد تصاعد وتيرة الاغتيالات والاختلالات الأمنية في عدن والمناطق المحررة، وانتشار جماعات "القاعدة" فيها. ويأتي الاجتماع الذي عقد في قصر الرئاسة في المعاشيق، وترأسه بحاح، أمس الأوّل الأربعاء، بحسب مصادر مسؤولة رفيعة المستوى، بعد تنامي القلق لدى دول التحالف العربي، من توسع الجماعات المسلحة وتنفيذها مزيدا من العمليات التي تستهدف قيادات السلطات الأمنية والعسكرية والمرافق في عدن والمناطق المحررة. وحضر الاجتماع كل من وزير الداخلية اليمني، نائب رئيس الوزراء حسين عرب، ووزير الدولة هاني بن بريك، ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن شلال شائع، وقيادات من القوات السعودية، والإماراتية، والبحرينية، والسودانية المتواجدة في عدن. وفي السياق، أشاد بحاح بالدعم الذي تقدّمه دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية والإمارات، كما أثنى على جهود البحرين، وقطر، والكويت، والسودان. ودعا بحاح القيادات الأمنية والعسكرية إلى "مزيد من اليقظة والتكاتف والشجاعة" لأن الخطط الأمنية المحكمة والعمل الجاد يجعلان الأطراف التي وصفها ب"الآثمة تستنفر جهودها وتدخل في مرحلة مسعورة لإرباك المشهد". وأكد بحاح على مواصلة العمل لدمج "المقاومة الشعبية" في الجيش والأمن التابعين للدولة بعد الخضوع للإجراءات العسكرية اللازمة "حماية لهم وتقديراً لتضحياتهم التي بذلوها منذ بداية الأحداث التي شهدتها بلادنا من خلال مواقفهم الشجاعة في مواجهة مليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية"، من دون أن يغفل أيضاً الإشادة بالدور الذي قدمه هادي منذ قدومه إلى عدن. كذلك التقى بحاح، أمس الخميس، بمحافظ لحج ناصر الخبجي، لبحث الأوضاع الأمنية والخدماتية في المحافظة، ولا سيما بعد تفجير عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة قبل أيام لمقر الأمن العام في مديرية الحوطة التابعة للحج، التي تعد من أبرز المحافظات القريبة من عدن.