في الحديث عن الفقيد عارف عبدربه النجم الكروي الذي فارقنا في العام 2001م ، في الحادث المأساوي الذي تعرضت له حافلة فريق الشعلة في رحلة عودة من صنعاء إلى عدن .. ثم الحديث عن ابنه الشهيد عبدالله الذي سقط في معركة الشرف في عدن بعدما أربعة عشر عاما من وفاة والده .. قصة الم وحسرة ومشهد من الإحزان الذي ننتسب إليه كلما عادت بنا الأيام إلى الخلف لنتذكر شيئا من الذكريات التي ارتبطنا فيها معهم كنجمين من صلب الرياضة وكرة القدم في عدن وحيث هي الألوان الصفراء في مدينة البريقة. قبل سنوات وحين تعرضت حافلة الشعلة للحادث المأساوي بوجود بعثة فريق مرة القدم ، كان الله سبحانه وتعالى يختار عارف عبدربه "الدولي بين خشبات المنتخبات لسنوات طويلة" ليكون إلى جواره من بين زملائه ، ويومها أتذكر وانأ الذي عرفت هذا النجم عبر ملاعب كرة القدم حين واجهته كلاعب بألوان التلال ، ساد الحزن بصورة غير مسبوقة وفقا للمشهد الذي عاش فيه زملائه لشهور بين أحضان آسرت المستشفيات في عدن والأردن .. مات عارف وترك لنا خلفه أسرة جميلة تكونت من ولدين وبنتين .. وشاءت الظروف والجينات الوراثية أن تمنحنا بعد سنوات شبل جديدا اسمه "عبدالله" نسخة كربونية في الشكل والكواريزما ، إلى إن وجدناه حارسا متميزا يقدم جزء من مشاور وانطلاقه أبوه الذي عرف النجومية بكل محتواها وخاض مشوار طويل بألوان المنتخبات بينها تجربة خارجية في تضامن صور اللبناني برقة شرف محفوظ وخالد عفارة . مرت بنا الأيام ووجدنا في عبدالله الذي اختار كرة القدم ، وشقيقه عماد روحا نحاكي فيها عارف الذي افتقدناه وهو في سنوات بريقه نجما وإنسانا ومشوار ينتمي إليه الجميع من سكة رائعة برز فيها كواحد من افضل حراس المرمى في الساحة.. كبر الشبل وتغمص دور التألق على مسار الأب الفقيد .. رأينا فيه أمور عدة انتسبت ألينا وانتسبنا إليها بروح الاشتياق لمن رحل عنى .. وبرغبة أن نكون برفقة الابن الجميل بشخصيته وروحه ومقوماته وقدراته التي كانت قبل عامين تعيد
لنا التاريخ حين كان حارسا للمنتخب الشاب في بطولات آسيا ، ليقر الجميع إن عارف يظهر مرة أخرى بروح نجله " الوسيم" صاحب الابتسامة الصافية التي تستقطب محبيه وأصدقاءه وعشاق اللعبة في موطنه البريقة وفي كل إرجاء الوطن. رافقنا عبدالله بحب وشفف، وكبر أمام أعيننا روحا جميلة بأخلاق عالية يقدم نفسه للجميع نجما واعدا على درب أبيه "الراحل" كنى ننتظر السنوات لنرى مشوار عبدالله ليكون بصيغة ما قدمه الأب في مسيرته المميزة .. إلا إننا لم نكن ننتظر إن نفزع مرة أخرى بخبر يسقط فينا مساحة أحزان أخرى. جاءت الحرب الظالمة على عدن فحصدت أرواح شبابها، فتساقط الشهداء في كل مكان ، وكان النجم الواعد "عبدالله" رفيقا للأصحاب في الدفاع عن الأرض والعرض ، خرج منتفضا لم يبالي بشيء ترك الأم والأخ والشقيقتين ، ذهب إلى الجبهة بروح الانتماء إلى الأهل والأرض والوطن ، ليدافع عنها .. فكان القدر وإرادة المولى تتدخل لتختار " عبدالله" شهيدا باذنه تعالى ، ليلتحق بوالده في الجنة .. ويترك لنا نحن من أحببناه المًا ووجعًا وروحا نشتاقها وستبقى دائما . استشهد الابن الموهوب قبل أن يقدم كل مالديه مع اللعبة وكرة القدم .. توقف المشوار الذي أردنا مشابها لمشوار " الأب" ارتحل عنى لنبقى فقط مع الذكريات والصور ومواعيد كثيرة لن تغيب عن ذاكرتنا لأنها في الصميم من وحي علاقة جمعتنا بهما في سنوات اختلفت فيها الجزئيات بين هذا وذاك . اللهم ارحم الفقيد عارف عبدربه . ونجله" الشهيد" عبدالله .. رحمة الإبرار وأرفقهم مع الصديقين. آخر هذه المساحة رسالة ابعثها للجميع للنظر بحرص صوب اسرة الفقيد عارف لانها تستحق وفقا لما نسبناه للسطور الماضية.