تزامنا مع انعقاد مؤتمر الكويت للسلام بين وفدي الشرعية والمتمردين ، ارتفعت اصوات شاذة ، وهي حاقدة بالتأكيد على الجنوب وقضيته العادلة لا تريد للجنوب وأهله الخير ، بل أن يظل ذليلا مهانا ، بقرة حلوب للقوى المتنفذة والمتطفلة التي نهبت ثروات الجنوب واليمن ، وحولتها الى سلاح لقتله وتجويعه ، أصوات تطالب بنزع سلاح المقاومة الجنوبية ، وهي بذلك لا تفرق عمدا بين السلاح بيد المتمردين الحوافيش ، المقدم من إيران لقتل الشعب واسقاط الدولة ومؤسساتها وربطها بالمشروع الإيراني الفارسي الذي يهدد أمن واستقرار الجزيرة والخليج ، بل المنطقه العربية كلها ، وبين السلاح الذي بيد المقاومة الجنوبية ، وهي المنتصرة الوحيدة في هذه الحرب حتى الآن وبدعم قوى التحالف العربي ، وعلى الرغم من الإمكانيات المتواضعة التي تمتلكها ، تمكنت هذه المقاومة من طرد الغزاة من الجنوب في فترة قياسية ، مقارنة بالدعم الكبير الذي يقدمه التحالف للمقاومة في المحافظات الشمالية وللجيش الوطني ، فأنه حتى اليوم لم تحسم المعركة مع تحالف الحوافيش ، تحالف الشر ، ولم تٌحَرَّر تعز و يرفع الحصار عنها ولا زالت مدافعهم ورشاشاتهم حتى هذه الساعة تقصف الأحياء السكنية رغم الهدنة الموقع عليها الطرفان بإشرف أممي ، ولم تحرر العاصمة من قبضة الإنقلابيين ، كماتتعرض المقاومة الجنوبية وقادتها الأبطال لحملات إعلامية وتشويه من قبل كثير من الأقلام الرخيصة والماجورة منذ طرد الغزاة من الجنوب ، وقد زادت هذه الحملة شدة وشراسة بعد تطهير المنصورة من الجماعات المارقة ، تارة يٌتَّهَمون، بأنهم عملاء إيران ، وتارة أخرى بالفاسدين . كل هذه الحملة معروف هدفها وأبعادها ومن يقف وراءها ،هو تجريد المقاومة من قوتها وسلاحها حتى يسهل لدعاة الوحدة أو الموت اجتياح الجنوب للمرة الثالثة وأعادة احتلاله ، لكن هيهات هيهات أن يتحقق لهم ذلك ، أليس من الأولى والأهم نقول لهذه الأصوات بدل المطالبة بنزع سلاح المقاومة والحرب لا زالت قائمة ، والإنقلابيون لم يرفعوا الراية البيضاء ، أن تطالبوا بتنفيذ قرار الرئيس بسرعة دمج رجال المقاومة ضمن الىؤسسات الأمنية والعسكرية بدلا عن هذه المطالب التي تخدم بالتأكيد الإنقلابيين وحليفهم .