يروي تاريخ العرب في الجاهلية الأولى انهم كانوا يعظمون الكعبة أشدها تعظيم في كل أحوالهم فقرا ورخاءا حربا وسلما والشواهد على ذلك لاتعد ولا تحصى لكن يهمنا منها شاهد واحد وهو انهم حين علموا أن أبرهة الحبشي قد بنى كنيس في صنعاء وسماه (القليس) وعزم ان يجعل العرب يعظمونه ويحجون اليه بدلا عن الكعبة المشرفة أرسلوا من يقضي حاجته فيه ومثل ذلك اهانة كبرى لابرهه وعارا لايمحيه الا ان يهدم كعبة العرب وعزم على ذلك بل جهز جيشا عرمرما لهذا الغرض مدعم بفيل وسار قاطعا الفيافي والقفار لكن لان جيشه دخيل على المنطقة كان محتاجا وبشدة ان يدله من يمر عليهم من العرب على طريق مكة لكن وهنا شاهدنا من القصة لم يجد عربي واحد يقبل بهذه المهمة الدنيئة بنظر العرب الذين كانوا حينها في جاهلية جهلاء يعبدون الاصنام ويقتلون بناتهم بالمهد ويعيشون على السلب والنهب واشتد على أبرهه الامر وضاق ذرعا الى ان وجد عربي خسيس عديم الضمير والمبادئ أسمه ابارغال وافق مقابل ثمن ما ان يدل أبرهه وجيشة على الطريق الى مكة حيث تقع قدس الاقداس للعرب لكن قضاء الله وقدره سبقا تدبيره فمات أبارغال في منطقة قريبة من مكه أسمها المغمس وظل العرب يتخذون من رجم قبره منسكا من مناسك الحج وكان يحدث ذلك بعد فراغهم من جميع أعمال الحج فيذهبون الى المغمس ويرجمون قبر أبي رغال ويعودون بعدها الى بلدانهم واستمرت هذه العادة من بعد عام الفيل الى مجيء الاسلام أما نهاية أبرهة وجيشه وفيله فلا حاجة لايرادها فكل مسلم يعرفها فقد نزلت بها سورة تتلى الى قيام الساعة طبعا وجه الشبه والدلالة بينكما اخي عبدالرقيب الهدياني أنت وأبا رغال بعيدة نوعا ما على الأقل الى اللحظة الراهنة فأنت لم تدل جيش الحوثي وعفاش الى عدن لأنهم يعرفونها حق المعرفة وحتى لو لم يكونوا يعرفونها فلن تدلهم لسبب وحيد أنهم قد اهانوا أسيادك علي محسن الأحمر وحميد والزنداني ودخلوا بيوتهم وغرف نومهم ومقراتهم وجامعاتهم ربما فعلت ذلك عام 94م وربما ستفعلها لو صدرت لك فتوى من (القليس) في صنعاء ان الحوثي وعفاش سيشنون حربا لاستعادة عدن حفاظا على الوحدة وأنهما قد حظيا بدعم من علي محسن وبمباركة من الزنداني والحزمي أكرر ان وجه الشبه بينكما أنت وأبي رغال بعيد الا من جهة تشابهكما في خيانة قومكما والفرح والسرور بنكاية اهلكما وعشيرتكما فأنت دائما وابدا تفرح وتسرع بالنشر لكل خبر يغضب أبناء شعبك في الجنوب حتى لو كان هذا الخبر عن دماء وأشلاء لأناس من المفترض أنك منهم والأدهى ان معظم أخبارك تلك مكذوبة ومفتراه واخرها مانشرته قبل يومين تبشر فيه أسيادك ان أدارة الأمن في كرش قد سقطت بيد الحوثيين بينما انت ترفض وبشدة اي خبر يركد سقوط البعراره أو مخبازة الشيباني في تعز تناقض مابعده تناقض وحقد مابعده حقد عندما نطعن ويفترى علينا من قبل أعلام صنعاء بكل توجهاته وأطيافة مثل ان يفتري علينا الزنداني او الحزمي او حميد وتوكل والغفوري والغباري والمخلافي والاصبحي والرويشان وحمود منصر والشلفي وغيرهم لانتألم ولا نلق لها بالا لأنها جاءت من عدو صريح وواضح مهما تلون لكن ما يؤلمنا وينكينا ويصيبنا في مقتل أن تأتي الإساءة والكذب والافتراء والتزوير ممن يفترض انهم ينتمون إلينا مثلك انت او مثل أنيس منصور ومن هم على شاكلتكما على تضحياتنا ودماء شهداؤنا وجرحانا الذين يسقطون في سبيل قضية عادلة ويطلبون حقا مستباحا أنتم تجحدونه وتستيقنه أنفسكم ظلما وعلوا وستكون لكما عاقبة المفسدين أخي عبدالرقيب الهدياني انت تنتمي إلى الأخوان المسلمين وانتم تعتبرون أنفسكم تنظيم أممي لايعترف بالحدود لكن بالمقابل انظر الى منظري الأخوان في صنعاء كيف يتخلون عن أممية الأخوان ومنهجهم وحياديتهم بل واسلامهم وأخلاقهم عندما يتعلق الأمر بظلم الجنوب واستمرار اغتصاب أرضه ووأد قضيته وقتل ابناؤه فلماذا لاتقتدي بهم وتدافع عن مظلومية شعبك أبناء الجنوب وتستنكر إهدار دماؤهم وتدمير مقدراتهم واذا عجزت عن ذلك فدعهم يواجهون عدوهم وكف شرك عنهم وأمسك لسانك وقلمك ومنابرك الاعلامية التي وفرها لك أسيادك عن الكذب عليهم والتشويه بهم وبنضالهم هل تفعل ذلك؟هل تجرؤ على السكوت السكوت فحسب؟ لا أظن ذلك رغم اني لك من الناصحين قبل أن ترجم حيا او يرجم قبرك بعد موتك جيلا بعد جيل الى أبد الآبدين وللحديث بقية