نجح مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، في اعادة وفد الحوثيين وحلفائهم للمشاركة في اعمال اللجنة الاممية للتهدئة، المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من ابريل/نيسان الماضي. ولد الشيخ احمد قال في بيان صحفي، انه تلقى تاكيدابعودة وفد الحوثيين لعضوية لجنة التنسيق والتهدئة"بعد ان بذلنا كل الجهود اللازمة". وكان الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون، اعلنوا الثلاثاء تعليق مشاركتهم في اعمال اللجنة الاممية للتهدئة العسكرية والتنسيق، على خلفية التصعيد الميداني المتسارع، واستئناف الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية. واعتبر الوسيط الدولي عودة ممثلي الحوثيين وحلفائهم في لجنة التهدئة العسكرية "مؤشرا ايجابيا لالتزام الجميع بتثبيت وقف الأعمال القتالية." وامس الاربعاء، قدم ولد الشيخ احمد احاطته الى مجلس الامن الدولي، حول مسار محادثات السلام اليمنية في الكويت، والتصور الاممي للمرحلة المقبلة. ولد الشيخ احمد، قال ان تقريره الى مجلس الامن تضمن محاور سياسية "عن أحدث ما آلت اليه المشاورات، اضافة الى محور اداري يتعلق بطلب توسيع عمل مكتبه في اليمن للمرحلة المقبلة". الوسيط الاممي، اكد دعم المجتمع الدولي غير المسبوق للملف اليمني. واعرب عن أمله في استفادة الأطراف من هذا الدعم "لضمان استقرار اليمن، وتحسين الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في البلاد". المبعوث الاممي، طلب توسيع بعثته، ومواصلة الضغط على الاطراف المتصارعة من اجل تقديم "التنازلات الصعبة"، وقال ان الاممالمتحدة وضعت "هيكلية عملية، و اطار استراتيجي، لإعادة اليمن إلى مسار الانتقال السياسي السلمي". و دعما لخطة مبعوثه الخاص، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون من القوى الكبرى، في اجتماع مجلس الامن، تعزيز دور المكتب الاممي في تيسير محادثات السلام ومساعدة الاطراف اليمنية المتحاربة في التوصل الى اتفاق شامل. وقالت مصادر دبلوماسية، ان بان كي مون، اقترح توسيع بعثة السلام الى اليمن، ونقلها من نيويورك إلى عمان، بهدف تكثيف جهود الوساطة الاممية، وتعزيز فرص التهدئة بين الاطراف المتحاربة. وقال بان كي مون، ان الفريق الموسع سيقدم الخبرة الفنية، حول عديد القضايا، خاصة تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 نيسان/ أبريل الماضي. وحذر امين عام الاممالمتحدة من تصاعد العنف الذي "يقوض محادثات الكويت ويعيق التقدم نحو تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن". وقال ان اتفاق "إنهاء الأعمال العدائية في البلاد بكاملها لا يزال هشا للغاية، ويتطلب تقديم دعم إضافي عاجل من الأممالمتحدة". الى ذلك حث سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة ماثيو رايكروفت اطراف النزاع في اليمن على مواصلة مشاورات السلام من اجل التوصل الى اتفاق نهائي. واكد رايكروفت في تصريح للصحفيين، ضرورة توصل الاطراف المعنية هناك، الى اجماع يتيح اعادة احلال الاستقرار في اليمن، وقال ان المشاورات تمر "بمرحلة حساسة". وكان مجلس الامن الدولي، طلب في 25 ابريل الماضي، من أمين عام الاممالمتحدة،.إعداد خطة اممية في غضون 30 يوما، للمساعدة في استيعاب خارطة طريق لحل الازمة اليمنية ، خاصة فيما يتعلق "بالإجراءات الأمنية المؤقتة، وانسحاب المليشيات، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، والافراج عن السجناء والمعتقلين". الوسيط الاممي، كان طرح منتصف الشهر الجاري، خارطة طريق مدعومة من المجتمع الدولي لانهاء الصراع الدامي في اليمن، لكنها لم تحسم الخلاف العميق حول أولويات تنفيذ الالتزامات المشمولة بقرار مجلس الأمن 2216. وتشمل وثيقة الاممالمتحدة، حسب مصادر قريبة من المفاوضات "مباديء إطارية"، تستوعب مخاوف الاطراف، والضمانات اللازمة لإنهاء أزمة الثقة العميقة بين المتحاربين اليمنيين. كما تتضمن الخطة، تدابير واليات لانسحاب المليشيات وتسليم السلاح، واستعادة مؤسسات الدولة، والهيئات المشرفة على تنفيذ هذه التدابير المزمنة، فضلا عن دور الاممالمتحدة والمجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم للمرحلة الانتقالية، وفي المقدمة اعادة الاعمار ومكافحة الارهاب. كما تؤكد الخطة الالتزام بوحدة اليمن واستقراره، والشروع في حوار سياسي جامع وفقا للمرجعيات الثلاث:المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الامن، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني. واليوم الخميس، واصل مبعوث الاممالمتحدة اتصالات منفصلة مع قوى الصراع، والوسطاء الاقليميين والدوليين. وكان المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، عقد امس الاربعاء جلسة مشاورات منفصلة مع وفد الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي، بعد يوم من سلسلة لقاءات مع وفد الحكومة اليمنية وسفراء الدول 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن. الوسيط الدولي قال ان وفد الحوثيين وحلفاءهم سلمه رسالة يؤكد فيها عودة أعضائه لمتابعة مهامهم ضمن لجنة التنسيق والتهدئة العسكرية، بعد يوم من تعليق مشاركتهم في اللجنة احتجاجا على تصاعد العمليات القتالية واستئناف الضربات الجوية. مصادر في الوفد الاعلامي المرافق لحلفاء صنعاء، قالت ان الجلسة ناقشت مسارات الحل السياسي والامني والعسكري والانساني، كما بحثت الضمانات السياسية المتعلقة بتشكيل حكومة توافقية ولجنة عسكرية تتولى تنفيذ الترتيبات الامنية الانتقالية. وفي الجلسة جدد وفد الحوثيين وحلفاؤهم، تمسكهم" بتشكيل سلطة تنفيذية توافقية بمهام وصلاحيات انتقالية مزمنة تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية". كما طالبوا ب"ضمانات كافية" للحل السياسي وإيقاف الغارات الجوية ورفع الحصار، حسب ما افادت تلك المصادر. وقدم الحوثيون رصدا لحوالى 8 الاف خرق لاتفاق وقف اطلاق النار ، منذ العاشر من ابريل/نيسان الماضي ، بينها أكثر من 200 غارة جوية. وفي السياق استأنفت الاطراف اليمنية المتحاورة في الكويت، مناقشة مقترح اتفاق مبدئي لإطلاق سراح كافة الاسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا لدى الطرفين. وقالت مصادر اعلامية حكومية، ان لجنة السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفاً، شرعت في رسم خطة مزمنة لحل ملف المعتقلين السياسيين والمختطفين والأسرى. وافادت تلك المصادر ان اللجنة ناقشت بحضور أطراف دولية متخصصة بينها الصليب الأحمر، تشكيل لجان فرعية لمتابعة الجوانب الفنية المتعلقة بكشوفات المعتقلين، وآليات وزمان ومكان التبادل، اضافة الى آلية المتابعة المقدمة من الأممالمتحدة. ميدانيا.. استمرت المعارك الضارية بين الحوثيين وحلفائهم من جهة والقوات الحكومية وحلفائها من جهة اخرى، في محافظاتالجوف ومأرب وتعز وريف العاصمة صنعاء، حيث تحدث الطرفان عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، في مواجهات هي الادمي منذ انطلاق مشاورات السلام في الكويت الشهر الماضي. وقالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان ما لا يقل عن 10 مسلحين حوثيين، قتلوا خلال مواجهات الساعات الاخيرة في مديريتي المصلوب والغيل جنوب غربي محافظة الجوف. كما افادت تلك المصادر بمقتل 5 من حلفاء الحكومة في المواجهات، فيما تحدث اعلام الرئيس السابق عن "تصعيد عسكري خطير"، على وقع غارات جوية لطيران التحالف في هذه الجبهة الملتهبة منذ امس الاول الثلاثاء. وقال مصدر عسكري ان القوات الحكومية وحلفاءها يفرضون طوقا من الحصار على مسلحين حوثيين في مركز مديرية الغيل غربي محافظة الجوف لليوم الثاني على التوالي. حلفاء الحكومة تحدثوا عن مقتل مدني واصابة امرأتين بانفجار لغم ارضي قالوا ان الحوثيين زرعوه في منزل بمديرية حريب نهم شرقي العاصمة اليمنيةصنعاء، حيث المواجهات وتبادل القصف المدفعي على اشده بين الطرفين، وسط تحشيد عسكري لافت الى هذه الجبهة الحساسة بالنسبة لحلفاء صنعاء . وفي تعز قال حلفاء الحكومة ان عنصرا من القوات الحكومية قتل واصابة 16 اخرين بينهم مدنيون بمعارك وقصف على مواقع للقوات الحكومية واحياء سكنية في المدينة. الى ذلك نظمت جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء، وقفة بالاسلحة الرشاشة، تحديا لارسال مزيد القوات الاميركية الى المحافظات الجنوبية. وكانت وزارة الدفاع الأميركية، اعلنت مطلع الشهر الجاري إرسال عدد محدود من القوات الى اليمن دعما لحملة حكومية خليجية ضد معاقل تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في المحافظات الجنوبية، غير ان الحوثيين وحلفاءهم يتحدثون عن عدد كبير من القوات والعتاد الاميركي يصل تباعا الى مناطق الجنوب. حضرموت: *وصول قوات عسكرية اماراتية ضخمة الى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، في تعزيز جديد لجبهة المواجهة مع التنظيمات الجهادية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في المحافظات الجنوبية. شهود عيان، قالوا ان التعزيزات الضخمة التي تضم مدرعات ومصفحات وعربات ومعدات عسكريه، وصلت بحرا على متن سفينة اماراتية عملاقة الى ميناء المكلا، دعما للسلطة المحلية في محافظة حضرموت كبرى المحافظاتاليمنية شرقي البلاد. وسقط عشرات القتلى والجرحى بسلسلة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت مؤخرا مقرات عسكرية في مدينة المكلا الساحلية على البحر العربي، التي استعادتها قوات حكومية وإماراتية، الشهر الماضي من عناصر تنظيم القاعدة، ضمن عملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف والولايات المتحدةالامريكية، لتامين المحافظات الجنوبية. وتقود الامارات، وهي شريك رئيس للسعودية في تحالف الحرب ضد الحوثيين و الرئيس السابق، منذ اسابيع حملة عسكرية واسعة، لطرد العناصر الجهادية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية من محافظات جنوب اليمن. ونجحت الحملة نسبيا حتى الان، في دحر العناصر الجهادية من مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت، ومدينتي عدن، والحوطة عاصمة محافظة لحج، لكن المخاوف من هجمات انتقامية كبيرة ماتزال هي الهاجس الابرز لسكان المناطق والمدن المحررة. وكان نفوذ الجماعات المتطرفة تصاعد بشكل لافت في المحافظات الجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على موطئ قدم، بعد ان وضعت الحرب أوزارها هناك ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق.