أن للإنسان عقلا يسعى من خلاله إلى الكشف عن حقائق الأمور والإلمام بالظواهر المختلفة في هذا العالم الأمر الذي دعا إلى إيجاد وسيلة مثلى يشبع من خلالها فضوله ويشفي بها غليله. وفي هذا الإطار فان الثورة الإعلامية ولتكنولوجيتها المتطورة في العالم الحديث قد قلبت الموازين واضحي الإعلام ركيزة أساسية في بناء الفرد والمجتمع معا بل بات يعتبر من مقومات بناء الدولة الحديثة وذلك بتهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لحركه التنمية الشاملة في بناء الفرد والأسرة والمجتمع. أن الإعلام لم يعد ترفا أو شيئا كماليا بل أصبح واقعا وضرورة لا يمكن للناس أن تستغني عنه. وان المتتبع لمجريات الأمور و الإحداث بمختلف صنوفها وأنواعها في العالم يعرف جيدا آن كل ذلك لا يأتي الا بعمل كبير وجهد دؤوب يتجسد في ترسانة إعلاميه ضخمه من تلفزة وأذاعه وصحف بين يوميه وأسبوعيه وشهريه. أن لوسائل الإعلام في كل الأوقات مكانه متميزة انطلاقا من طبيعة وظائفها وتأثيرها على الإنسان في عصرنا الحاضر ومما ضاعف تأثيرها على بناء شخصيه الإنسان تداخل وظائفها مع جميع طبقات المجتمع لما تقدمه من معلومات عبر مساحات كبيرة وواسعة وعلى مدار الساعة من خلال مختلف وسائلها سواء إن كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية وتسهم هذه الوسائل في بناء القناعات والاتجاهات والمعتقدات عند الفرد وكذلك التأثير على التنشئة الاجتماعية التي تؤثر بدورها على بناء الإنسان الفكري والاجتماعي والنفسي بطريقه مباشرة من خلال برامج ذات اتجاهات واضحة كما هو موجود في برامج الإذاعات الدينية والفكرية أو يكون تأثيرها بطريقه تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم بدورة برسم صورة عن الأشياء والأشخاص من حولنا وينعكس ذلك في اتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا. أن المتتبع لمجريات الإحداث في بلادنا والوطن العربي بشكل عام يجد إن هناك تفاعلا دراماتيكيا مع مستجدات الأحداث فيها لا يقصر ذلك على أفراد فقط على نطاق الأسرة والمجتمع بشكل عام. وقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لشريحة عظمى من أفراد المجتمع مواكبه الإحداث وإبداء الرأي فيها ومناقشتها وتحليلها وذلك بحسب الاتجاهات الفكرية والقيم الدينية التي يمتلكها الأشخاص مما يحقق تفاعلا ايجابيا الأمر الذي يسهم في إبراز الإعلام ودورة المتنامي في إصلاح الفرد والأسرة والمجتمع.