الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت النفوس تتهيأ للنصر الكبير الذي أفرح الله به قلوب أهل عدن، بهزيمة الحوثيين المعتدين، والحفاشيين الظالمين. ولي مع هذا الامر خمس وقفات: الأولى: أن نحمد الله تعالى على هذه المنة والنعمة العظيمة التي امتن بها من تحرير عدن وما حولها من هذا الظلم والطغيان. وأن نقابل هذه النعمة بشكر الله على ذلك لتنالنا الزيادة من كرم الله وفضلة؛ كما قال ربنا " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم". ثانيا: أن نشكر من هيئه الله أن يكون سببا لذلك وهم قوات التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهم من الدول. ممن قاموا بما يمليه عليهم دينهم وحق الجوار من إغاثة الملهوف ودفع الظلم وإزالة العدوان. فلا أراهم الله في ديارهم مكروها ولا أمكن عليهم عدوا. ثالثا: من كريم الأفعال ما قامت به دولة الإمارات من جهود في عدن تتمثل في الجهود العظيمة في قمع العدو الباغي وقدمت في ذلك الكثير من فلذات الأكباد. ولم تتوقف هنا بل سعت بتوجيهات مباشرة من قادتها وولاة الأمر فيها لتنمية المدينة وتهيئة مرافق الخدمات فيها، فرممت المدارس والمستشفيات. ولا غرابة في ذلك فهم أصحاب الأيادي البيضاء فلله درهم وعلى الله أجرهم ، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس. رابعا: وقفة محبة وثناء ومودة ودعاء لأبطال المقاومة؛ والذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل دينهم ووطنهم، محققين في ذلك للجهاد الشرعي الصحيح؛ وضاربين المثل الحسنة في الدفاع عن الدين والوطن وحماية المكتسبات ودفع العدوان، حتى قدمت المقاومة خيرة رجالها فاللهم تقبلهم شهداء عندك واجزهم عن دينهم وأمتهم خير الجزاء. خامسا: الوقوف بكل حزم وعزم وقوة مع الحكومة الشرعية فيما يخدم المصالح العامة للناس والمجتمع؛ وتقديم ذلك على الحزبيات الضيق والولاءات للجماعات والفرق والاتجاهات. ولنمتثل جميعا قول ربنا " واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا". اللهم احفظ اليمن وأهله من كل سوء ومكروه. د. محمد غالب العمري