سنوات طوال مرّت من تاريخ حضرموت الخير ، بحلاوتها ومرّها ولكن المرُ فاق حده ، عراك شديد عاصره شعبنا ، بعد أن طفح الكيل نتيجة غطرسة المحتل اليمني المتخلف وقواته العنجهية ، فالمشهد لا يغيب عنه أي أسلوب بشع من أساليب الظلم والقمع والاضطهاد ، ولكن شعبنا شعب ذو كرامة وعزة لن يرضى بكل ذلك ، بل ثار ثورة عارمة ضد نظام صنعاء ، فبعزيمته وإصراره وإرادته القوية ، حقق انتصارات عظيمة ضد كافة الأوجه التي احتلته بمختلف مسمياتها وطوائفها ، ليسطّر له التاريخ كل ذلك في سطور من ذهب . لن يكفي لحضرموت كل ذلك ، بل أن بعد الحرب العسكرية والقمعية ، اتجهوا الى الحرب النفسية ، ليُزيدوا من معاناة هذا الشعب الصبور ، رغم أن حضرموت البقرة الحلوب والمنتجه للنفط والوقود ، إلا أنها عاشت في ظلام دامس ، وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي ، رغم أنها محافظة غنية بمختلف الموارد إلا أن اقتصادها متدهور ، ليتحمل المواطن المسكين مغالاة الأسعار الفاحشة ، رغم أنها أرض للعلم والحضارة والثقافة والتاريخ العريق ، إلا أنهم استخدموا كافة وسائل وطرق التجهيل ليصبح الجهل والتخلف مصير جيل بعد جيل . وللفتنة والتعتيم الاعلامي حضور ، غسلوا كثير من العقول ، وخلقوا الطوائف ذات الفكر المغلوط ، و أسسوا الأحزاب الشيطانية التي اشعلت نار الفتنة ، وجعلت الشعب يعيش في نزاع وصراع وتخبط ، طمسوا حقيقة الواقع بقنواتهم الاعلامية ، ليطمسوا إرادة شعب يبحث عن وطن وتاريخ وهوية ، ونسوا أن إرادة الشعوب لا تقهر . واشتد الخناق على حضرموت ، حتى نزلت زخات الرحمة على قلوب العرب ، بعد أن إلتمسوا المعاناة التي عشناها وذقنا من خلالها مرارة العيش، قادتهم مملكة الحزم ، وإمارات الخير أرسلت فرسانها تخوض المعركة ، لترتوي أرضنا بدمائهم لتشاركنا الانتصار ، وبفضل من الله عزوجل ، ثم بفضل أبطال نخبتنا الحضرمية ، وبمساندة أسود المحافظات الجنوبية ، وقوات التحالف العربي برا و جوا وبحرا ، انكسرت قيود العبودية ونُكًست أعلام العدو ، وأُشرقت شموس النصر على حضرموت ، وعادت لها الابتسامة من جديد ، وفرح الكبير والصغير . فالأرض حضرمية ، والبحر حضرمي ، والدم الذي سقى شجرة الحرية حضرمي ، وأصبح الأمن حضرمي خال من القوات العفاشية ، بل أصبح أمننا من رجال أهلنا ، وهذا اعتزاز وفخر لحضرموت ، وهدف كنا نسعى لتحقيقه . ولكن مازالت هناك فئران تصطاد في المياه العكرة ، لتسرق ذلك الانتصار والانجاز العظيم الذي تحقق لحضرموت .
هجوم شنيع يُشن ضد الإمارات عبر المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي ، ومطابخ التشويه تشتغل من جديد بشرارات الأعداء ، وللأسف هناك بعض الأفراد تتلقى صدى تلك الأبواق النشاز ، التي هدفها إعادة حضرموت الى ما كانت عليه سابقا ، بعد أن تنفست الهواء النقي وودعت روائح النيران والبارود ، وليعلم هؤلاء الأفراد أن أبناء حضرموت انتفضوا ضد نظام وهو في عز قوة وغطرسته ، وجعلوا الهزيمة من نصيبه ، وأن بالإرادة والعزيمة والإصرار نصنع المستحيل ، و لتعلم أنها مهما طالت مخططاتها ، فستصيبها أسهم الأبطال لتُنهي سمومها القاتلة التي تستهدف العقول والأفكار . ولكن اليوم ، وبعد أن أشرقت شموس النصر ، وعادت البسمة من جديد ، نشدُ على أيادي قوات نخبتنا الحضرمية ، التي تعتبر الحامي الأول والأخير لحضرموت وكافة فئات أبنائها ، فكم نعتز بهم بعد عزتنا بالله ورسوله ، وكم نفتخر بهم بعد فخرنا بأننا مسلمين ، وببطولاتهم التي حققوها من أجلنا ، نعم إنهم أعادوا الابتسامة لحضرموت بعد أن فارقت ملامحها ، ودورنا أن نكون سندا لهم ، وأن نكون نحن رجال أمن الى جانبهم قلبا وقالبا ، حتى نحافظ على أمننا وانتصارنا ، ولنترك الأصوات النشاز التي تريد أن تجرنا الى ماقبلُ عشرون عام وأكثر ، وعلينا أن نعلم أن ذلك الجندي الصامد والمرابط ، متحملا حرارة الشمس ، ومسابلا بحياته التي معرضة للألغام والمفخخات ، إنما كل ذلك من أجلنا ومن أجل أهلنا وبلادنا ، فعلينا أن نكون عونا لهم ، والى جانبهم حتى نحمي هذه الأرض التي احتضنتنا منذ صغرنا ، وتربينا فيها وترعرعنا حتى صرنا كبارا .