جاء توقيت إعلان تشكيل المجلس السياسي في صنعاء لإدارة شؤون المحافظات الشمالية (سياسياً وامنياً) من قبل قادة الانقلاب الحوثي العفاشي متزامناً مع إنتهاء محادثات الكويت ...!! ولم يأتي هذا الاعلان، وفي هذا التوقيت بالذات من فراغ،ولم يأتي كذلك لتعطيل وافشال المحادثات التي هي اصلاً معطلة وفاشلة منذ انطلاقتها الاولى...!! فعلي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي هم المسيطرين على الشمال وهم من يديرون شؤونه على الواقع،والمجتمع الدولي يتعامل مع من بسط نفوذه على الارض..! ومن يتصور غيرذلك فهو واهم ويعيش في احلام اليقضة والتي لم يفق منها إلابعد ذلك الاعلان..!! والمجتمع الدولي ادرك ذلك وتعامل مبكراً مع من يدير شؤون هذه المحافظات ... ولم يقدم قادة الانقلاب على هذه الخطوة الجريئة إلا بعد تلقيهم الضوء الاخضر من الخارج لإعلان ذلك المجلس الذي يؤسس لاقليم شمالي...!!
فماذا بعد هذا الاعلان..؟؟ الكرة اليوم اصبحت في مرمى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات وليست بيد الحكومة الشرعية التي لاتمتلك المقومات لتأسيس دولة..! وامام هذه القوات خياران لاثالث لهما.. الاول: ان تتقدم قوات التحالف العربي لحسم المعركة عسكرياً لتحرير صنعاء من قبضة الانقلابيين...! وهذا لن يحدث وبعيد المنال،ليس لضعف قوات التحالف العربي ،بل لوقوف المجتمع الدولي الى جانب السلطة الانقلابية ،وماهذه المبادرات والمحادثات التي فرضها المجتمع الدولي إلا لتمكين الانقلابيين من تثبيت اقدامهم على الارض.. الخيار الثاني: ان تعطي قوات التحالف الضوء الاخضر للحكومة الشرعية وخلفها المقاومة الجنوبية لتشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون الجنوب ،موازياً للمجلس المعلن عنه في الشمال،وذلك ليتم فيما بعد الترتيب والتنسيق بين المجلسين وبرعاية اممية وقوات التحالف لتحويل اليمن الى دولة اتحادية من اقليمين ،شمالي وجنوبي..!! اما ان تبقى الاوضاع كما هي فحتماً، ستغرق البلد في مستنقع الحروب والنزاعات ،وستتحول المحافظات الجنوبية لمأوى ووكر للفوضويين واللصوص والقتلة والمجرمين..!" فالحكومة الشرعية منذ ان سيطرت على تلك المحافظات لم تستطع حتى تأمين اعضاءها...! واصبحت عاجزة تماماً عن بسط نفودها في الجنوب ..! بل لم تستطع تأمين مرتبات الموظفين..! فنتمنى ان يتدارك العقلاء والحكماء الامر قبل ان يفقد الجميع السيطرة على مقاليد الامور في المحافظات الجنوبية.. فالفرصة سانحة ومهيأة امام قوات التحالف لدعم الحكومة الشرعية لتشكيل مجلس سياسي في الجنوب ،ولم ينقص هذه الفرصة الا الجرأة والإقدام..!! ونخشى ان لم تتحرك السعودية والإمارات بهذا الاتجاه ان لا تطول الحكومة الشرعية لا بلح الجنوب ولا عنب الشمال....!!!
