وصلت نار الحرب في اليمن إلى طلابها المبتعثين في الخارج، الذين يكابدون عناء المعيشة في بلدان الاغتراب ويعيشون في وضع سيئ للغاية بسبب توقف مستحقاتهم المالية. ويعتمد آلاف الطلاب المبتعثين على حوالات مالية ترسلها عائلاتهم، فيما يعاني آلاف آخرون نتيجة توقف وصول المستحقات بسبب الضائقة المالية التي تمر بها بلادهم. ويشكو الطلاب المبتعثون حديثاً من عدم اعتماد مستحقاتهم وعدم صرفها، فيما يشكو الطلاب المبتعثون خلال السنوات السابقة من تأخر إرسال المنح المالية عن مواعيدها وعدم كفايتها مقارنة بغلاء المعيشة وارتفاع رسوم الدراسة. ومنذ مطلع العام الجاري، اتسعت رقعة احتجاجات طلاب اليمن الدارسين في الخارج. ويبلغ عدد الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج 9300 طالب وطالبة، موفدين من 30 جهة حكومية إلى 38 بلداً، منهم 6139 طالباً وطالبة من الوزارة نفسها، في حين يبلغ إجمالي ما يصرف على الابتعاث الخارجي سنوياً 15 مليار ريال، بحسب إحصائية وزارة التعليم العالي اليمنية. وأكد المبتعث اليمني لدراسة الدكتوراه بجامعة أسيوط المصرية، رفيق الشميري، أن الحرب في اليمن تسببت في أزمة مالية خانقة مع شح الموارد، وأن هذا انعكس سلباً على الطالب المبتعث في الخارج. وقال الشميري ل"العربي الجديد": "سابقا كانت تأتي مستحقات الطلاب في موعدها المحدد، والتي كانت مقسمة إلى أربعة أرباع في السنة، الربع الأول بداية يناير/ كانون الثاني والربع الثاني بداية إبريل/ نيسان والربع الثالث في يوليو/ تموز والربع الرابع في أكتوبر/ تشرين الأول. والطلاب الآن على مشارف شهر سبتمبر/ أيلول ولم يصرف الربع الثالث". وأوضح الشميري أن الطلاب أوائل الجمهورية والمبتعثين ضمن منح التبادل الثقافي يتكبدون معاناة مضاعفة في بلدان الاغتراب، وأن جميع الموفدين الجدد مرسلون بطريقة التبادل الثقافي وليس التمويل الحكومي، لأن التمويل الحكومي توقف بسبب الأزمة المالية التي تمر بها اليمن. وأفاد بيان عن القائم بأعمال وزير التعليم العالي بصنعاء عبدالله الشامي، بأنه تم استخراج البيان المالي الخاص بمستحقات الطلاب والطالبات المبتعثين في الخارج للربع الثالث 2016. لكن المبتعث اليمني في المغرب، سيف سراج، قال إنها ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الوزارة وعوداً بصرف المستحقات وقال سراج ل"العربي الجديد": "قبل شهرين قال عبدالله الشامي، القائم بأعمال وزارة التعليم العالي، إن رئيس ما يسمى باللجنة الثورية وجّه بصرف مستحقات مبتعثي 2015 و2016، ليتضح لنا في النهاية، أنها مجرد مسكنات لتهدئة احتجاجات الطلاب". وتابع سراج: "بعد مرور تسعة أشهر على ابتعاثنا لم تصرف مستحقاتنا وكل ما نتلقاه هو الوعود تلو الوعود من القائمين على وزارة التعليم العالي بصنعاء". وأوضح أن الطلاب المبتعثين لدى المغرب نظموا اعتصاماً مستمراً ، منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، أمام السفارة اليمنية في الرباط، احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم منذ تسعة أشهر. وأكد طلاب اليمن المبتعثون لدى المغرب أنهم نظموا، منذ مطلع العام الجاري، عدة وقفات احتجاجية تطالب الجهات المعنية بإطلاق مستحقاتهم المالية التي لم تصرف منذ عدة أشهر، إلا أنهم لم يحصلوا على أي تجاوب من قبل وزارة التعليم الفني ووزارة المالية. وقال الطلاب، في بيان، "للشهر التاسع على التوالي، يستمر الظلم والإجحاف بحقنا من قبل قيادة وزارة التعليم العالي ووزارة المالية بعدم صرف مستحقاتنا المالية المتمثلة في المساعدة المالية الشهرية التي تصرف لطلاب التبادل الثقافي، رغم قلتها مقارنة مع ما يصرف لطلاب بقية الدول، ومنها الصومال، التي تصرف لطلابها شهرياً أضعاف ما يصرف للطالب اليمني". وينفذ طلاب الدراسات العليا لدى لبنان، منذ فبراير/ شباط الماضي، اعتصاماً داخل السفارة اليمنية في بيروت للمطالبة بمستحقاتهم التي أوقفتها سلطة الحوثيين.