عندما خرج المتحدث باسم التحالف العربي ليقول ان عاصفة الحزم حققت اهدافها واعلن انتهاء العملية كان ذلك الخبر كصدمة نزلت بغالبية اليمنيين وخاصة الجنوبيين، تساءل الكثير هل تم الاستغناء على الجنوبيين وتركهم لمواجهة مصيرهم وستكتفي المملكة العربية السعودية بحماية حدودها؟ لم تنته عمليات التحالف بل استمرت تحت مسمى اعادة الامل وها نحن نقترب من عام ونصف العام على التدخل العربي وحتى الان لا بوادر توحي باقتراب النصر العسكري او وجود تسوية سياسية. ماذا لو طالت الحرب اكثر وتدخلت القوى الدولية لتعقيد المشهد وازدت فاتورة الحرب التي اثقلت كاهل دول التحالف. ماذا لو خرج المتحدث الرسمي ليعلن تحقيق اهداف عملية اعادة الامل وهذه المرة بتعليق كافة عمليات التحالف والاكتفاء بمراقبة وحماية الحدود التي ستدخل في وقف دائم مقابل ايقاف العمليات العسكرية للتحالف. من هنا سنشاهد سوريا اخرى وسيتم رفع الحظر والحصار للتداخل الاطراف الكبرى في دعم المتقاتلين مع وجود ميليشيات في الشمال والجنوبدول التحالف قدمت الكثير وتحملت اعباء كثيرة وعجزت الشرعية وحلفائها في الشمال عن تحقيق انتصار حاسم ما يعني اطالة الحرب وارتفاع فاتورتها وهذا ما لا يمكن القبول به ان يستمر الى مالا نهاية فقد تتحول الشرعية ذاتها الى خطر يهدد ويستنزف التحالف وربما يتوقف التحالف عن دعم الشرعية العاجزة ! امام التحالف طريقان لا ثالث لهما اما حسم عسكري او سياسي وزير الخارجية الامريكي قال ان لا حلول عسكرية في اليمن واكد على الحلول السلمية وقدم مبادرة كما ان الحل العسكري كل يوم يثبت فشله فهل سينجح الحسم السياسي الاطراف التي تريد ان تخرج منتصرة في الحرب تريد ايضاً ان تخرج منتصرة في الحلول السياسية لهذا لابد من نصف انتصار ! بما ان الحسم العسكري بعيد المنال فلابد من تنازلات توقف الحرب التي عانى منها الجميع واستمرارها يهدد الجميع بواقع اشد تعقيد ودمار في الحرب الدائرة تشكل حليف عسكري وسياسي في الجنوب يتصدره الحراك الجنوبي وفي الشمال حليف عسكري وسياسي يتصدره حزب الاصلاح بزعامة ال الاحمر حزب الاصلاح الذي فشل عسكرياً اعلن عن تشكيل تحالف سياسي جديد وعلى التحالف العربي دعم ذلك ليكون التحالف الجديد شريك للمجلس السياسي الذي شكله صالح والحوثي ووجهوا الدعوة للإصلاح بان يشارك في المجلس. يستبق ذلك الامر دفع الرئيس الى اعلان قيام الدولة الاتحادية من اقليمين وفرضها كأمر واقع ويتجه التحالف بكل ثقله جنوباً لدعم اقليم الجنوب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وترك اقليم الشمال للشماليين ورعاية اتفاق سلام وشراكة بينهم او يتحمل الاصلاح وحلفائه اي فشل او هزيمة. نصف انتصار هو الحصول على اقليم جنوبي موحد وحليف في جنوب الجزيرة اقليم الجنوب بموارده ومساحته سيضمن توازن كبير مع الشمال بكثافته السكانيةفي حقيقة الامر ليس نصف انتصار بل انه الانتصار الكامل فعودة الرئيس لصنعاء وهزيمة الحوثي وصالح لا يعني ان لا يتكرر الخطر ولو بعد 50 سنة وجود الجنوب كيان ندي للشمال ثم رعاية تسوية ليس بين شرعية وانقلاب بل بين الطرفين جنوب وشمال حول السلم والشراكة في قيادة الدولة الاتحاديه هو الانتصار الاستراتيجي بعيد المدى دعم الجنوب واستقراره ونهضته وترك الشمال لابنائه والانتقال للمعركة السياسية قد يسقط الحوثي وصالح وينهي تحالفهم وربما نجدهم يتصارعوا او امام ثورة شعبية ابعاد الجنوب بما يمتلكه من موقع وموارد عن قبضة القوى المعادية في صنعاء وتحويله الى حليف استراتيجي لدول التحالف يجسد الانتصار بكل معانيه. وجود الشرعية في الرياض بيد رئيس جنوبي تسهل قرار مثل هذا وهذه الفرصة السانحة امام دول الخليج لم تكن متوفرة في سابق الامر وربما لن تتكر وقد يكون الوضع العسكري والسياسي الان لمصلحة هذا التوجه ان حسن توظيفه ان كان الحسم العسكري غير مجدي واي حلول سياسية تسمح ببقاء صالح والحوثي ليكون ذلك مقابل تسليم الجنوب للجنوبيين الجنوبيون ينتظرون خطوة جادة من التحالف للانتصار لقضيتهم هذا التوجه سيجعل الجنوبيون حليفا دائما لدول الخليج وان شعر الجنوبيين بالخذلان فلن يكون هناك تحالف مستقبلي بين الطرفين ان تكرر الخطر حتى بعد 100 عام فخيبة الجنوبيين لن تنسيها السنين دعم الجنوبيين على تشكيل مرجعية سياسية وتنظيم العمل السياسي والدخول بتفاهمات مع دول التحالف قد يتعدى الامن المشترك الى المساهمة في تحمل فاتورة الحرب والاعمار !