برفقة جيلين متلاحقين بألوان عميد أندية الجزيرة والخليج " تلال عدن" قدم النجم الكروي اللامع الكابتن كامل صلاح .. مشواره مع اللعبة في زمن خاص كان فيه أيضا يسجل الخصوصية بأداءه اللافت وحضوره الذهني القوي الذي مر به ليكون يوما القائد الملهم في انتصارات أبناء صيرة وشياطينها الحمر. على طريق النجومية " الكاملة" كانت مسيرة نجم السطور تبتدي برفقة لاعبون كبار وأسماء فذه كان التلال يحتويها فابوبكر الماس والسبوع وعمار وعصام زيد والكوكني والخلاقي وطارق قاسم والنعاش ومحفوظ محمد ونجيب ياسين ورائد طه وحسين فرحان والويكا ، كانوا محاور تشكيلة الحمر وهم يخوضون مشاوير اللعبة في مقارعة الخصوم .. وكان الواعد كامل صلاح في تلك الفترة يخط سطور مشواره ليكون (اسما) و(قيمة) وبينهم نجومية لاعب كبير احتفظت به جماهير اللعبة حتى اليوم باعتباره بصمة من بصمات الأداء الجميل والراقي الذي يحاكي القلوب ،وهو الذي يلعب مدافعا ولا يذهب إلى الشباك بقدر ما يحميها بصفات حملها بين منظومة أداء راقي وكبير كان يقدمه على بساط ملاعب كرة القدم وخصوصا ملعب الحبيشي الذي كان الشاهد الأكبر في عطاءات كامل صلاح. رافقت كامل صلاح في ملاعب كرة القدم ، ونلت في ذلك حظ طيب بان أخوض ضده بعض المواجهات بألوان الميناء ، قبل إن أكون رفيقا له وزميل بألوان التلال في موسم 93-94م .. آخر محطاته مع كرة القدم والتلال .. رأيت فيه ديناميكية رائعة في الإحساس بالكرة والموقع ليكون صدا منيعا في مواجهة الهجمات أمام الخصوم .. لديه من القدرات ما يكفي ليكون مصدرا للثقة برفقة من جاوره في المشوار الذي بدأه ظهيرا قبل أن ينقله عزام خليفه إلى قلب الدفاع .. حركية ذات صلة بقدرات الكبار وجمال وانسيابية في صناعة اللعب من الخلف بشكل هادئ يشعرك فيه بأن الحنية هي المصدر الذي يتعامل فيه مع كرة القدم وهو يركلها صوب الزميل .. النجم الذي امسك بشارة القيادة للكتيبة التلالية في سنوات .. كان أيضا ماهرا في قدرة ضبط إيقاع الملعب بروح الجماعة لتتحقق الانتصارات . في العام84م .. وضع نجم السطور قدميه بين أسوار التلال ..ليلفت الأنظار إليه ويحاكي الجميع أن لا خوف على التلال باعتزال كباره العمار وعصام والكوكني وآخرين .. ففي فترة ليست بالكثيرة ، اثبت كامل صلاح أنه النجم القادم ليقود دفاعات الحمر بقدرة عالية من الأداء .. ففتحت له الأبواب ليكون بعد سنتين في قوام منتخب شباب الجنوب مع الفقيد عبدالله خوباني ..ثم مرة أخرى برفقة الكابتن عوضين ويومها سجل هذا الكامل موقفا رائعا حين عرضت عليه شارة القيادة فرفضها لان الكابتن محمود عبده الأكبر سنا كان موجودا ، ويبدءا حقبة جديدة كان فيها قد ثبت قدميه برفقة التلال بوجود الكابتن جلال زحيري الذي كان تقريبا رفيق سنوات العطاء في قلب الدفاع . مرت الأيام وازدادت خبرة كامل صلاح ليكون الربان ويكون السد بأداء لا يعتمد القوة ولا رفس المدافعين بقدر ما يعتمد الدهاء والفكر واختيار الموقع المناسب بحسابات ترتبط بالمهاجمين الباحثين عن الشباك .. فصنه بذلك مشوار يصنف برفقة اللاعبين البارزين الذي قدمهم التلال في سنوات عمره الطويلة.. كامل صلاح المدافع يرتبط بالأناقة ويرسم خصوصية الأداء الذي قدمه نجوم سابقون مثل "الهرر" رحم الله عليه. مشوار التألق اتخذ مسارات عدة ..لان القدرات تكتسي الثقة ويزداد عطاءها ,, فاختير ضمن المنتخب الموحد في تلك السنوات لأنه من ذوي الثقل الكروي .. ثم كان بعد كم سنة قائدا لأول منتخب اولمبي بعد العام 90م .. ولاعبا في منتخب الكبار لسنوات .. وكل ذلك لم يأتي من فراغ بقدر ما كان حق لاعب لديه القيمة الثابتة مع كرة القدم في اعرق أندية الخليج والجزيرة (التلال العدني) الاسم الذي يهز الجبال بروح فانيلته وأداء لاعبيه وبطولاتهم . انطلاقة كامل صلاح تميزت بما تميزبه وكان الزمن يصنع لاعب فذ يغازل القلوب والمدرجات لأنه من ذوي اللمسة الجميلة التي تتعالى لها الأصوات وتُفرح القلوب بما تقدمه ..عانق كامل صلاح كل شيء في كرة القدم فبهر الجميع وتغزلت به الأقلام وحفر أسمه في قلوب عشاق كرة القدم ليس في التلال وحده بل مع كل الألوان .. فعطاءه لافت وفيه فنيات رائعة تصنع الفارق على المستطيل وتقدم الشكل الفريد الذي إعطاءه خصوصية الذهاب إلى المدرجات بحب وشغف لا يناله إلا القليلون .. مدافع فنان لا يسجل كثيرا لكنه يتذكر هدفا سجله في شباك اليرموك في ملعب الحبيشي بتسديدة خاطفة عانقت الشباك لتكون ضمن قوام فوزا تلاليا بالثلاثة . وصفه الكتاب بكثير من الألقاب .. فقال عنه عيدروس عبدالرحمن "اللاعب الأنيق .. وقال عنه محمد سعيد سالم "عقل الدفاع" أما الفقيد عادل الاعسم فقد كتب انه "أمير الدفاع" ... هو قصة كاملة المشاهد ,, لعب فيها أدوار البطولة بحنكة قيادية وموهبة دفاعية يتكلم عنها الجميع حتى اليوم .. فقد قدم الروح والشكل والجمال والفن والرقي والانسيابية والبساطة والسهل الممتنع في منظومة لاعب كبير سيبقى في ذاكرة كرة القدم العدنية واليمنية بما قدمه وصنعه بأسمه الكامل وبناديه ومنتخبات الوطن .