يقول المثل الشعبي الدارج حقنا .. (( بيتي يا ساتر عيبي))- معناته ان البيوت تحفظ اهلها وتستر حالهم ، وهي مأواهم ومرقدهم وغطاهم من عيون الناس والواحد داخل بيته مستور لا يعلم بحاله الا الله ، وما دام الحكومة الشرعية هذي الايام في عدن ، خلوّنا بالله عليكم نهرج اليوم عن اعادة اعمار بيوت المواطنين في عدن ، اللي تضررت من الحرب ، فبعضها تهدمت بالكامل من ساسها لا راسها ، وبعضها قُع الضرر فيها نص بنص ، على ما تقولوا ... سقط سقف او جدار ، وبعضها صابها .. خزاق و شراخ من الرصاص والشظايا – معناته ضرر خفيف ، وقد وصلتين من ايام قريبة .. مكالمات ورسائل هاتفية من بعض الاسر والاهالي من صحاب البيوت المتضررة في عدن ، وقالوا .. ((يا لحجي أكتب لنا باللحجي في جريدة (عدن الغد) .. عن مأساتنا الانسانية .. لنا اكثر من سنة ونص .. نحنا وعيالنا مشردين مطرطرين ، من مكان لا مكان ، نحنا من عدن ونازحين داخل عدن .. شوه هذا الخبر يا ((بن دغر)) .. ؟ بيوتنا تضررت من الحرب اللي لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتكسّرت وتهدمت وراحت ((كبع بوري)) ورجعت تراب ورماد ، ونحنا من يوم لا يوم ، مع مواعيد عرقوب وين نهب بالله عليكم يا جماعة الخير .. ؟ ووين هذي اللجنة حقت الاضرار .. ؟ اللي نزلوا لا عندنا زايد على عشرين مرة ، وكتبوا اسامينا واسامي نسوانا وحريمنا وحريم حريمنا ، وعزما عندنا ، وعيالنا وجهالنا واسامي زواجنا .. وقالوا خلاص قريب با نصلّح لكم بيوتكم ، وانهم رصدوا الله يعلم كم (( جواني بيس)) .. ووزير الاشغال تكلم في الجرايد ، وقلنا خلاص بيوتنا با تبتني من جديد ، وان المسألة فيها جد ، والحكومة الشرعية .. عيب ما تكذب علينا ، ومن هاذاك اليوم لا ساعتك والان .. ولا عاد شفنا لهم صورة ولا سمعنا لهم صوت ولا خبر ولا مخبّر .. منوه هذا اللي با يقرأ لنا كتابنا ، كنا ملاّك واصبحنا مستأجرين ، منشان نستر عورتنا من الطرطرة في الشوارع ، بعد ان طردونا من المدارس شر طردة .. واه كم با نشكي يا لحجي – والشكى لغير الله مذلة –قلوبنا قدها دود وعقارب سود )) ..بهذا الكلام المؤلم والحزين والصريح طالبني كثير من صحاب البيوت المتضررة من الحرب في عدن ، ان اكتب مأساتهم في جريدة ((عدن الغد)) – جريدة كل الناس وصوت المظلومين ..! والله انها المأساة ، وان الامر لمحزن ومؤلم من صحيح ، والقصة تبان عويصة من صدق ، هنوك مواطنون في عدن الى حدك والان .. ما يزالون مشردين من بيوتهم ، لأنها تهدمت بالكامل وسيموتوا وعاد بيوتهم ماشي ابتنت ، ومن الاحسن – حسب مقتضيات سياسية واجتماعية كثيرة .. ان تبدأ – وبسرعة عملية الاعمار من عدن اولاً ، لأنها حالياً ، العاصمة المؤقتة ، وتليها بقية المحافظات المتضررة ، حتى تثبت الحكومة الشرعية للعالم وللأصدقاء وللأعداء ايضاً . ان الاوضاع في عدن طبيعية ، والامور بخير- خاصة وان البنك المركزي قد تم نقله بسيارة الاسعاف بلا بيس وعلى طفر من صنعاء الى عدن ، ومع الاشارة ان يبعد من لجنة اعادة اعمار في عدن الفاسدين - وهم مليان بالجملة والتفاريق – ولا تعطي اعمال المقاولات للمقاولين المشبوهين ، فمن كان لهم ارتباط بالانقلابين والنظام السابق ، اما تبقى بيوت المواطنين مدمّرة عيني عينك ، ما يقارب السنتين ، فهذا عيب في حق المواطن ... وإساءة للحكومة الشرعية ، واذا استمر الحال على هذا المنوال عندما يحق للمواطن ان يقول للحكومة ((تيتي تيتي كأنش لا رحتي ولا جيتي)) ..
وفي الختام نتمنى ان يصدق رئيس الحكومة (بن دغر) الذي اعلن في كلمته بعيد سبتمبر ، ان عملية إعادة الاعمار ستدشن قريباً في عدن ، اما عن (كذبة) اراضي ومساكن الشهداء ((الخمسة الالف)) فلنا (كلام باللحجي)) قادم عنها .. ويا شبيل قل لقبيل ..!