غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    "وزير الكهرباء يهرب من عدن تاركاً المدينة في الظلام!"    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    هجوم إسرائيلي كبير على مصر    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    أزمة الكهرباء تتفاقم.. دعوات للعليمي والحكومة بتقديم الاستقالة    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    مصدر مسؤول: لملس لم يدلي بأي تصريح ولا مقابلة صحفية    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    دموع ''صنعاء القديمة''    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    مارب.. الخدمة المدنية تدعو الراغبين في التوظيف للحضور إلى مكتبها .. وهذه الوثائق المطلوبة    صحيفة لندنية تكشف عن حيلة حوثية للسطو على أموال المودعين وتصيب البنوك اليمنية في مقتل .. والحوثيون يوافقون على نقل البنوك إلى عدن بشرط واحد    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    شاهد.. الملاكمة السعودية "هتان السيف" تزور منافستها المصرية ندى فهيم وتهديها باقة ورد    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    صورة حزينة .. شاهد الناجية الوحيدة من بنات الغرباني تودع أخواتها الأربع اللواتي غرقن بأحد السدود في إب    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    باريس يسقط في وداعية مبابي    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    دموع "صنعاء القديمة"    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عام ونيف على التحرير.. لودر ومناطقها .. للمعاناة وجوه كثيرة
نشر في عدن الغد يوم 11 - 10 - 2016

عام ونيف منذ أن وضعت الحرب أوزارها في لودر ومناطقها رغم اشتعالها بين الفينة والأخرى هناء وهناك, ومنذ ذلك الحين ومديرية لودر ومناطقها المترامية الأطراف تعيش حالة من الإهمال والتسيب والفوضى وغياب الخدمات وانعدامها, وهو امتداد لسنوات خلت عاشت فيها هذه المدينة الباسلة ومناطقها المعاناة بكل أشكالها والوانها وحتى (طعمها) المُر..
تدني في الخدمات, وغياب الدولة وأجهزتها, وخروج هذه المدينة ومناطقها منذ العام 2010م عن نطاق المشاريع والخدمات بعد أن جعل منها (محروق) صنعاء كبش فداء وساحة لتصفية الحسابات والمكايدات, للقضاء على هذه المدينة التي (أرضعت) العزة والرجولة لكل أبنائها ولكل من وطأت أقدامه تربتها..

منذ ذلك الحين وتحديدا في (نهارات) رمضان من العام2010م وحينما سُفكت دماء الأبرياء وأزهقت أرواحهم وجعل منها (المعتوه) بخساسته قربان تأكله نار الحقد والبغض والغل التي أكتوى يوما بنارها وطالته وجعلته ك (الفحم) ليزداد جنونا وحقدا على هذه المدينة وأهلها, بل وعلى أبين برمتها..

وفعلا كان للرجل ذلك وأستطاع أن يصل لهدفه وغايته من خلال زبانيته وعملاءه وكلابه (الضالة) التي باتت تنهش كل عابر سبيل دون سبب يذكر أو ذنب أُقترف..

حتى أضحت المدينة ومناطقها تفتقر لأبسط المقومات والاحتياجات والمتطلبات, وباد فيها كل شيء بعد أن كان سائداً وكان يُشار لها (بالبنان), فغدت مجرد أطلال نندبها, وسنوات خلت (نبكيها) وماض تولى نتمنى أن تعيد عجلة الزمان كحالة (استثنائية) رغم صعوبة ذلك..

وجوه المعاناة
ولو تحدثنا عن ماتعاني لودر ومناطقها وما تكتنزه بين ثناياه من هموم وأوجاع وأحزان ومآس , فالحديث عن ذلك ذو شجون ويتفطر منه القلب (الما) وتذرف منه العيون (دما), ليس لكلماتي (القاصرة), ولكن للواقع الذي تعيشه هذه المدينة ويحكي حالة الإهمال والتسيب والفوضى واللامبالاة التي تترجم (قصة) مدينة تحطم (الشر) يوما على أسوارها, وكيف غدت (صرحا) من (الهوى) فهوى إلى (الحضيض) ومستنقع التسيب والعبثية والحرمان الذي لم يأت من (فراغ), ولكن كان بفعل فاعل أستطاع أن يوصل لودر ومناطقها إلى ماهي عليه اليوم, وإلى جب المعاناة والضياع..

وللقارئ والزائر قبله أن يتخيل هذا (العناء) الذي بلغ (ذروته) ووصل إلى أعلى مستوياته بعد أن (أجاد) اللعبة من (لا يتمنون) للودر ومناطقها الخير والرقي والرخاء والراحة, وبعد أن باتت مفاصل هذه المدينة وأوردتها المترامية الأطراف على امتداد خارطتها الجغرافية والجسدية بيد هؤلاء يعيثون فيها فسادا, ويسيرونها كيف (يشاؤون), حتى أضحت المدينة خاوية على عروشها وأركانها متداعية تنذر بهول مصيبة ستحل بها إن لم تكن قد حلت وأهلكت (الحرث) والنسل..

فساد بلغ ذروته
والفساد قد بلغ ذروته, وتدني الخدمات وانعدامها وصل إلى أعلى مستوياته, وباتت المرافق الحكومية (المأسورة) بيد البعض مجرد مبان وأسماء خلت تماما من المضامين وكل هذا وذاك يحدث بمباركة من (سلطتنا) الموقرة ومجلسها المحلي الذي يغرد هو الآخر خارج السرب ويغني على (ليلاه), والأفظع أن كل أبناء المدينة ومناطقها (كالأطرش) في الزفة أو يتصنعون (ذلك) وعدم السمع (لا يسمعون – لا يتكلمون – لا يرون) حالهم كحال (بوذا) الهندي, وكأن أمر المدينة لا يعنيهم أو يهمهم , أو كأنهم ينتظرون أن يأتي (منقذ) من خلف المجهول أو كوكب (المريخ) يخرجهم مما هم فيه, ليسيروا خلفه (كالقطعان) التائهة ..

الكهرباء.. ومرحلة الموت السري
ولو عرّجنا قليلا على تلك (التركة) المتراكمة من الفوضى والإهمال والعبث والفساد لوجدنا العجب العجاب, ولصابنا بحالة من الألم والوجع على حال المدينة وحال أهلها الذين آثروا الصمت وانتظار الفرج من رب (السماء), على أن يثورا ضد هذا الفساد والخراب الذي ينخر جسد المدينة ويضرب جذوره في أعماقها..

سنبدأ من مشكلة العصر الحالية والهم الذي حل بنا ولم يرحل, وبات يقلق سكينتنا ويقض مضاجعنا, وعطل مصالحنا بعد أن كانت الأفضل على مستوى الوطن بأجمعه وبات اليوم الأسوأ دون منافس أو منازع بل وأستحق لقب الأسوأ مع مرتبة (الشرف), إلا وهي (الكهرباء) التي كانت في (الثريا) وأضحت في (الثرى), وحلت بها لعنة (كلفوت) وأصابتها (عين) حاسد, وربما تلبسها (مس) من الشيطان, فلم تعد بقدرتها التشغيلية وجاهزيتها المعهودة وإمكانياتها الفريدة, وتلاعب بها الفاسدون وأوصلوها إلى حالة الإهمال والضياع والخروج عن الخدمة ولم تعد كما عهدناها في السابق بذات الوتيرة والقوة والنظام, فعملية (التقطير) في التيار الكهربائي والحالة الهستيرية التي وصلت لها تؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن كهرباء لودر وبفعل (موظفيها) قد وصلت إل حالة (الموت) السريري, وإن جميع (مولداتها) باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة وتنازع (سكرات) الخراب والتوقف عن العمل في غضون شهور إن لم يكن أيام قلائل..

منظومة كهربائية كانت تعمل بنظام ال24 ساعة دون توقف وبوتيرة عالية جدا وبين عشية وضحاها وبسبب إهمال إدارتها وموظفيها وبعض الحاقدين باتت أسوأ منظومة كهربائية على الإطلاق, حيث وصل نظام التشغيل فيها إلى (ساعتين) من أصل ال24 ساعة, ومع ذلك يقف الكل في المنطقة الوسطى (فاقرين) أفواههم حتى (تُشيّع) الكهرباء إلى (مثواها) ونعود للعصور الحجرية ونستعيد زمان (الوصل) بالفانوس والشموع..

وبحسب المصادر العاملة في كهرباء لودر فإن إدارتها قامت بتوصيل التيار الكهربائي للعديد من المناطق دون أن تفتح حسابات لهذه المناطق مما سبب عجز في الطاقة وزيادة لنسبة الفاقد, ناهيك عن المشتركين الذين لم يتم تركيب عدادات لهم وعددهم يزيد عن (1500) مشترك, دون معرفة أين تورد حسابات وقيمة استهلاكهم للتيار..

الإغاثة .. عمليات نصب ممنهج
وليس ببعيد عن روائح فساد الكهرباء (النتنة) فقد فاحت رائحة فساد من نوع آخر (أزكمت) الأنوف وبعثت على التقيا والتقزز من فاعليها وطريقة تعاطيهم مع المواطن البسيط وتلاعبهم بقوّته وقوّت أبناءه الذي تقدمه بعض المنظمات الداعمة والذي في الأساس (لا يسمن) ولا يغني من جوع, ولكن أمامه سال لعاب القائمين عليها وخروا له (منبطحين) فباعوه (بثمن) بخس داراهم معدودة ولم يصل منه سوى (فتات) بعد أن أكله السبع والنطيحة والمتردية, وبحسب مدير عام لودر ورسالته الموجهة للمحافظ فقد تبين أن القائمين على هذه المنظمة وتحديداً منظمة ال(DRC) قد رفعوا كشوفات وتقارير مغلوطة للمحافظة وللجهات المعنية بأرقام مهولة وكبيرة جدا بينما الواقع عكس ذلك تماما ولا يمت لكشوفاتهم بصلة التي تبين أنهم صرفوا لأكثر من (54) الف حالة غذائية, وهم في الأساس لم يصرفوا سوى (10)الف حالة لعدة أشهر, وهذا يبين حجم التلاعب الذي يحدث في عمل هذه (المنظمات) وبالذات من القائمين عليها وممن لا يخافون الله, بعد أن جعلوا منها مصدر رزق لهم ولأبنائهم (فزوجوهم) وأغدقوا عليهم من الخير والرفاهية..

والحديث عن فساد هذه المنظمات يطول وهذا غيض من فيض, وما خفي كان أعظم لاسيما وأن المنظمات التي دخلت لودر كثيرة ولم يقتصر عملها على الجانب الغذائي بل شمل جوانب عده أستفاد منها أصحاب النفوذ واللصوص..

الأمن .. وسباته العميق!
ولن نغض الطرق في جولتنا الصحفية في لودر ومناطقها عن أهم العوامل والضروريات التي يجب توافرها في المديرية, وفي اعتقادي أنه يعتبر العمود الفقري ومرتكز الحياة المدنية والعملية والخدمية وغيابه وعدم توفره يعني أن تسود الفوضى وهي سائدة في الأصل, طبعا نتحدث عن عنصري الأمن والقضاء, فهما عنصران يكملان بعضهما البعض وأحدهما رديف للآخر, بمعنى أن الأمن هو القوة التي يجب أن تبسط نفوذها وسطوتها لتصبح الحصن الحصين للمواطن والمدينة ولكل من يطرق بابها, بل وستقف في وجه أي فوضى وعبثية وإهمال وتردع كل من تسو له نفسه أن يعبث بحياة المواطن وتضع حدا (للغوغائيين) والعابثين وكل الذين استباحوا الحرمات وسفكوا الدماء, وحينما أتحدث عن الأمن فلا أقصد أمن الأمس والولاءات والمصالح والأشخاص, ليس أمن (الريالات) والرشوة (والقات) بل أمن يخاف الله ولا يخشى غير الله, وجل همه هو حماية المواطن والمدينة, ومتى ما وجد الأمن وساد وبقوة وحزم بعيدا عن المداهنة والمجاملة والكذب فالقضاء سيكون (رديف) ومكمل لعمله, ولكن للأسف لم نعرف من القضاء غير أسمه ومنذ سنوات طويلة وهو ما جعل سلطة القبيلة تسود وتطغى, بل وجعل قانون الغاب هو القانون الوحيد الذي يتعامل به الناس, فيأكل القوي الضعيف أمام مراء ومسمع من الكل..

الصحة .. تحدي رغم المعاناة
وسننتقل إلى وجه آخر من وجوه المعاناة التي تعددت في لودر وإلى مرفق حيوي هام جدا ولن نقول عنه (هش) أو ركيك لأنه يعمل بإمكانياته البسيطة والمتاحة ليس ليخدم لودر فقط ولكن ليخدم المنطقة الوسطى برمتها, رغم افتقاره للكثير من مقومات العمل فيه, وتجاهل الجهات المعنية في المحافظة والوزارة له ورفده بكل ما يلزمه من أجهزة وأدوية وإمكانيات كي يستمر في عمله وعطاءه, طبعا حديثنا عن مستشفى لودر والعمل الصحي في المديرية الذي لايزال يعمل بإمكانياته البسيطة جدا ويصمد ف كل المشاكل والتحديات التي واجهته, وعدم اكتراث المعنيون به وعدم الوفاء بالوعود الوزارية والمتعقلة بترفيعه من ريفي إلى عام..
وإمكانيات المستشفى الحالية والتي تعتمد في معظم عملها على دعم المنظمات ليست كافية لمواجهة أي تحدي آخر أو طارئ مرضي أو وباء مثلما حدث ويحدث في هذه الأيام من انتشار مخيف لحمى الضنك والحميات التي انتشرت ك(الهشيم) في النار, وفتكت بعدد من الأرواح والتي أكد المعنيون أن سببها انتشار البعوض وبكثرة وعدم مكافحته بعملية رش (ضبابي) وردم بؤره ومستنقعاته وكذلك توزيع (النواميس) من قبل مكتب الصحة والمطالبة بها كي تحد من انتشار هذا المرض..

مرافق مؤصدة .. وسلطة غائبة
ولعل المحزن في الأمر هو أن مديرية لودر ذات العراقة والتاريخ والمكانة باتت أشبه ( بقرية) صغيرة خلت تماما من كل مظاهر العمل الخدمي الذي من المفترض أن يكون فيها تحت أي ظرف وأسباب, فكل المرافق الحكومية (مؤصدة) ومغلقة عدى مكتبي الصحة والتربية, طبعا يعود أمر إغلاق هذه المرافق إلى عدم وجود (رقابة) من قبل السلطة المحلية التي تعيش هي الأخرى حالة من (الجمود) والركود وعدم قيامها بواجبها (المنوط) بها أو تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة كل المتخاذلين والمتخلفين, حيث تركت الحبل على الغارب لكل المرافق الحكومية ليديرها مدرائها من عدن, والأخرى في إجازة طويلة مع استلامه كل مخصصاتها وميزانيتها التشغيلية دون انتقاص..

ومن يلاحظ أو يتابع عمل إدارة المديرية والمجلس المحلي فيها سيجد أنها لم تكلف نفسها الاجتماع بمدراء المكاتب التنفيذية والجلوس معهم لمناقشة خطط عملهم ومحاولة الارتقاء بالعمل في المديرية بدلا من انتظار يد العون من الآخرين, قد يقول قائل أن وضع البلد أو المحافظة لا يساعد البته في انتشال المديرية, ولهؤلاء أقول كان حريا بمدير عام لودر والمجلس والمحلي أن ينأى بنفسه عن كل هذا ويفكر في خدمة لودر وأهلها, ولو من قبيل الأمانة والاخلاص لله, أو أن يخرجوا بماء وجوههم بدلا من البقاء في مناصبهم دون فائدة أو جدوى, وبإمكان مدير عام لودر ومجلسه المحلي أن يحرك المياه الراكدة ويلزم مدراء المكاتب المؤصدة أن تزاول عملها وتفتح أبوابها أمام الكل فهو السلطة الوحيدة التي تمتلك القرار والتنفيذ, ولكن للأسف السلبية هي سيد الموقف في كل هذا..

وجاهات عاجزة
لودر بجغرافيتها ومناطقها لا تخلوا البته من (الوجاهات) والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والعقلاء وأصحاب الحل والعقد وتاريخها شاهد وحافل بذلك, وإليهم يُشار بالبنان , وفي حال أتفق هؤلاء وأجمعوا فبإمكانهم أن يحدثوا تغيير جذري في شتى الجوانب الخدمية والعملية في المديرية, وفي جميع مرافقها , بل ستكون لهم كلمة الفصل في الكثير والأمور, وهذا بطبيعته سيعود بالإيجاب والفائدة على المدينة وأهلها, وسيخرج لودر من (جب)الفساد والمعاناة, ويرتقي بها من وضعها (القروي) ولكن للأسف هؤلاء آثروا (الصمت) والسكون والخنوع والاكتفاء (بالتنظير) والتحليل والسب والقذف في مجالس القات التي شبهها أحد المثقفين بماجالس (ماسونية) ولم يتجه هؤلاء لتحريك المياه (الآسنة) والانتفاض ضد هذا الفساد والجمود الذي أصاب مرافق ومفاصل المديرية, ودسوا رؤوسهم في (التراب) غير مكترثين ولا ابهين بأحد, متناسين أنهم (حملة) مشاعل التنوير والمعرفة والثقافة والعقل والنضج..

مرافق محتلة
ولن أنسى وأنا في جولتي الصحفية في هذه المدينة (البائسة) أن أعرّج على الثقافة الدخيلة التي باتت تنتشر وتسود في المدينة بُعيد كل حرب, وتجاوز فيها أصحابها كل الحدود والقوانين والأنظمة, بل وتطالوا على قانون (الفوضى) إن كان للفوضى قانون يُذكر, وتمثلت هذه الآفة والثقافة الدخيلة في احتلال المرافق الحكومية دون وجه حق, أو لمجرد تصفية حسابات فيما بين الدولة والمواطنين أو من لهم حقوق, كما هو معلوم فإن مكتب الصحة وسكن الممرضات مُحتل وتحت سيطرة أحد المواطنين منذ مطلع العام2010م ولم تفلح الوساطات والوجاهات وحتى الدولة (الخائبة) بأمنها (ورجالاتها) أو (أشباههم) في إخراج (المحتلين) منه لتمارس إدارة الصحة عملها ونشاطها في مكاتب (سفري) متنقلة, قبل أن يستقر بها الحال في إحدى (غرف) مستشفى محنف..

ومؤخرا لحق بركب هذه المرافق والمباني مبنى آخر وهو إدارة المديرية ومكاتبها وأقسامها ليواجه ذات المصير والحال والعجز في تحريره من قبضة وبراثن هؤلاء أو الوصول إلى الحلول إن كان لهم مطالب وإن كانت الحلول ستثمر..

لوكندة الاتصالات
كذلك الحال في (الوكندة) الاتصالات أقصد (السنترال), فهو الآخر ليس بأحسن حال ممن سبقوه, بل بات يلفظ أنفاسه الأخيرة وينازع (سكرات) التوقف والخروج عن الخدمة بعد أن شهد وضعه في الآونة الأخيرة (موجة) من الاختلالات والتدني المخيف في خدماته وكذلك الانقطاعات المتكررة والمقرفة وبات وضعه على حافة الهلاك والانهيار وربما التوقف النهائي عن العمل, بالإضافة إلى تحويله إلى (لوكندة) للمخزنين بحسب الكثير من المواطنين بعد أن عزف موظفيه عن مزاولة أعمالهم فيه..

ترنيمة:
هذا غيض من فيض, وكلمات من بحر من المعاناة التي تعيشها لودر , وربما فاتتنا الكثير من الأشياء أو لم يتسع المقام لذكرها, لكننا وضعنا أهمها على الطاولة علنا نجد رجل (رشيد) وبه غيرة وحرقة على هذه المدينة فيهب ويهب معه الجميع لانتشال لودر مما هي فيه..
أتمنى أن تصل الرسالة ويدرك الكل حجم المأساة, بدلا من انتظار المجهول أو انتظار رجل خارق من كوكب المريخ لينقذ الكل..
أفيقوا قبل أن تتعاظم الأمور ويصبح الندم هو سيد الموقف, وحينها لن يجدي الندم نفعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.