رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءات في الأعمل الشعرية والمسرحية .. للشاعر فضل مكوع(العلوّي)
نشر في عدن الغد يوم 07 - 12 - 2012

الشاعر الدكتور فضل ناصر حيدره مكوع اسم غني عن التعريف .. فهو أستاذ الأدب والنقد المشارك في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عدن , ورئيس نقابة هيئة التدريس جامعة عدن , ورئيس مجلس تنسيق نقابات هيئة التدريس بالجامعات اليمنية الحكومية .. زميل مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية , وزميل المهنة حيث توظفنا معآ في مطلع عام 1987م للتدريس في مكيراس م/أبين سابفآ ،وتزاملنا للتدريس في أكثر من مدرسة في المراحل الدراسية كافة،غير أن صداقتنا تعمقت أكثر في التدريس في جامعة عدن .

والدكتور فضل مكوع شخص وفيٌّ مع من يعرف ومن لا يعرف,وبمجرد أن تتعرف عليه لن تمله وتشعر به وكأنه ولي حميم , نعم الصديق الصدوق ,ونعم المربي الفاضل , ونعم الشاعر والناقد والأديب والمبدع , ذو رأي وموقف وحزم وشجاعة يدافع بها عن مظلوم او صاحب حق . وصدق زميلنا الأستاذ عامر عبد الكريم مصطفى غي مدحه لزميلنا فضل بقوله:
لأنت الفضل فضلٌ ليسَ يُرقَى
إليهِ الشكُّ إنْ عُدَّ الكرَامُ
وأني قدْ ظفرتُ بفضلِ فضلٍ
رأيتُ قليلهُ فيكم يرامُ
حين تقرأ السيرة الذاتية للشاعر فضل تشعر انك إمام هامة أكاديمية وشاعر مخضرم , وتستدل عبقريته الشعرية الفذة من خلال إعماله الشعرية والمسرحية التي بلغت في هذه الموسوعة 24 ديوان ومسرحية شعرية ،فضلا عما نشره من كتب وأبحاث ومشاركات في الندوات والمؤتمرات والتي نافت عن الثلاثين عملاً ، وهناك أكثر من خمسة كتب تحت الطبع. وللأمانة فالدكتور فضل مكوع شاعر ومبدع سبق عصره ليزاحم الكبار في تنافس شريف يقاس بالإنتاج الفكري والأدبي والبحثي المتنوع . . والدكتور مكوع الذي نشأ في أسرة فاضلة رجل عصامي تحدى المستحيل وتحمل كثير من المشاق للتوفيق بين استكمال دراسته وإعالة أسرته ونحت في الصخر لمقاومة هذه التحديات وتحقق له ما أراد , وبلغ اعلي المراتب بحكم إرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين .
يتميز بسمعة طيبة وأخلاق دمثة , وأصبح ربانآ ماهرآ في فن القيادة والمسؤولية لذا تقلد مناصب عديدة ولنها المناصب التي تخلو من أي قرار من أحد بل اتنزعها بجدارته وحب الآخرين له فلم يتبوأ أي منصب إلا بالانتخابات وكان عند حسن الجميع وكان أهلا لذلك المنصب،ونال ثقة رؤسائه ومرؤوسيه وزملائه وأصدقائه ومحبيه حتى أصبح والشهرة صنوان لا انفصام بينهما وكان متواضعآ لا يبحث عن شهرة ولكن الشهرة والأضواء هي التي كانت تلاحقه كظله للوصول إليه ونال مكانة مرموقة في تحمل المسؤولية في كثير من المنتديات والمنظمات النقابية والمهنية والإبداعية والمدنية ليس على مستوى جامعة عدن فحسب بل تعداها إلى الجامعات اليمنية ونال الدكتور مكوع عددآ من الأوسمة والميداليات والشهادات التقديرية وأبرزها وسامي الشرف والإخلاص عام 1994م من قبل رئيس الجمهورية وميداليتي التفوق العلمي 1989م و 1991م والميدالية الذهبية من جامعة عدن في ندواتها العلمية ( عدن بوابة الحضارة والتاريخ ) ,وميداليتين ذهبيتين من جامعة الملك سعود عامي 2010م و 2012م , وحاز كتابه ( نقد النص الأدبي وقضاياه في العصر الجاهلي )على جائزة أفضل كتاب للبحث العلمي بجامعة عدن في عام 2008م، وحصل على درع منتدى الوحدة اليمنية محافظة أبين وعلى أكثر من 40 شهادة تقديرية في الأنشطة الأكاديمية والثقافية .
ولا شك في أن الشاعر فضل مكوع منكبٌ هذه الأيام ليلا نهارا على قراءة اللمسات الأخيرة لأعماله الشعرية والمسرحية الكاملة والتي هي اليوم في المطبعة ونأمل أن نقرأها بعد أسبوين من هذا التاريخ وبمجلدها الكبير وبأجزائه الأربعة والتي نافت على ثمان مائه صفحة ،وتحوي أربعة وعشرين ديوانا مرتبة على النحو الآتي :

( رسالة إلى الفردوس، قبسات من جهادية المتنبي،الزمن المتجدد، لهيب العواطف، عواصف الوجدان ،مهبط الوحي،الوفاء الأبدي ، عيون وآمال،عودة الروح، روحانيات، موطن اليمن ، أرض الجنتين، روابي راقصة،ملحمة اليمن السعيد،غضب البركان ، خوالج وإشراقات ، عرس أنوار، سليم وسليمى ، ملحمة اليمن الكبرى ،عرس الريحان، أمواج الصيف،ريحانة الشرق،أعاصير الربيع، حوار مع صريح بن هاما )حيث أن الثمانية الأخيرة من هذه الدواوين خصصت للمسرحيات الشعرية
وفي تقديمه للأعمال الشعرية والمسرحية للدكتور فضل مكوع يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح : " الدكتور فضل مكوع شاعر عروبي وحدوي ينظر إلى الوطن العربي بوصفه وطناً واحداً بغض النظر عن التقسيمات الجغرافية والخلافات الحدودية ،وهو على سبيل المثال لا الحصر يرى إلى قضية فلسطين وكأنها قضيته الشخصية وانتصارها انتصار له ولكل مواطن عربي من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج:
فلسطين الصفا قلبي
وكم بالحزن والآلام
ورغم مرارة الآتي
وان طالت مآسينا
ومالت شوكة الغربي
فإنَّ الحقُّ ينتصرُ

بها نسمو وكم نفخرْ
هذي الروح تتشطرْ
سنمضي دون أن نعثر
و طالَ حزننا الأكبرْ
مع الشرير والأبترْ
ولا يخشى ولا يقهرْ

وفي فقرة أخرى من تقديمه يقول عبدالعزيز المقالح عن الدكتور مكوع :ويبدو هذا النفس العروبي أكثر وضوحاً وصفاء في مسرحياته،كما لا تبعده اهتماماته العربية عن قضايا الوطن بوصفه المهد الأول للعرب والعروبة.
ومن الأساتذة النقاد الذين كتبوا عن شعر الدكتور فضل مكوع الدكتور حسن الدخيل الطائي أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة بابل والذي قدم للدكتور مكوع في ديوانه الموسوم (قبسات من جهادية المتنبي وقد استقصى بها شعر الدكتور فضل، ووقف طويلاً عند التلاقي بين الدكتور فضل والمتنبي جاء في أول المقدمة:"اطلعت على ديوان أخي وزميلي الأستاذ الفاضل الدكتور فضل ناصر مكوع , والموسوم( قبسات من جهادية المتنبي) , وأعجبت بما تضمنته هذه المجموعة الشعرية من معان وأفكار, وما نبضت به من عواطف ومشاعر أظهرت ما يتمتع به الشاعر من موهبة مبدعة ومقدرة فائقة في أدائه الشعري, وهو ينشد هذه الأبيات الشعرية التي تزخر بحب اليمن والعروبة والإسلام, وتنير الطريق أمام الأجيال العربية لاقتفاء منهج شاعر العرب الكبير أبي الطيب المتنبي, والداعي إلى التمسك بقيم العروبة والأخذ بناصية المجد والرفعة والشموخ, ورفض الذل والخنوع.
أجمل ما في الديوان هذا التلاقي في الرؤى بين المتنبي والشاعر الدكتور فضل ناصر مكوع ,فكلاهما نذر نفسه لخدمة العروبة, وعمل على إعلاء شأن العرب والذود عن حياض الأمة بشعرهما".
وكان الشاعر الدكتور فضل مكوع قد كتب مقدمة لديوانه قال فيها "وتأسيساً على هذا , كان الديوان يتجه صوب المتنبي وشعره العربي الخالد في أغلبه الأعم , ولأن المتنبي يمثل بقصائده ومواقفه وجه العرب المشرق في الشعر والبطولة والجهاد, فقد كان الدافع الرئيس لجعل ديواني الشعري الرابع عن هذا الشاعر العملاق الذي شغل الناس وملأ الدنيا".ويقول الدكتور مبارك عن هذه المقدمة:"وقد علق الدكتور مبارك حسن الخليفة عن هذه المقدمة بقوله:" والمقدمة تحوي الكثير المفيد والممتع وأنا سعيد بهذا التلاقي, فالمتنبي( صديقي وحبيبي ) والشاعر الدكتور فضل تلميذي وابني وصديقي وزميلي".

ويقول الدكتور عبد الحكيم باقيس أستاذ الأدب والنقد الروائي بكلية الآداب بجامعة عدن ورئيس قسم اللغة العربية بالكلية نفسها عن الشاعر فضل مكوع في تقديمه لمسرحياته الشعرية :"من يعرف الدكتور فضل مكوع عن قرب، خارج إطار معرفته به شاعراً وكاتباً، يجده ممن يتمثلون تلك القيم الإنسانية والوطنية والقومية التي عبَّر عنها في مضامينه الشعرية والمسرحية، وهي القيم النابعة من الروح الوطنية التي استنفدت جانباً مهماً من فنه الشعري المرتبط بالموضوعات الكبرى، ويجده مؤمناً بقضايا أمته صادق الإيمان"
وكان الزميل أحمد مهدي سالم قد كتب مقدمة جميلة ومهمة عن الشاعر الكتور فضل مكوع وشعره قال فيها:" وقد تصدر الشاعر فضل مكوع المشهد الشعري والثقافي في محافظة أبين بمنتجه الإبداعي الجميل المتعدد من سرعة إصدار الدواوين ،وتدفق أشعارهِ وقصائدهِ..مبشِّرةً بأنَّ متنبئاً صغيراً أكبر من سنِّه قادمٌ بقوّةِ سرعةِ السهمِ المنطلق من قوس أو كنانة شيبوب الذي لا تخطئ سهامهُ مراميها كما أخبرنا كثيرٌ من الرواة.. فالدكتور فضل مكوع هو صاحب أكبر إصدارا ت تصانيف في محافظة أبين ، فضلاً عن أن ما أنتجه من الجانب الشعري يجعله في صدارة رموز الجامعات اليمنية إن لم يكن على مستوى الوطن اليمني فقد أصدر أربعة وعشرين ديواناً، وهذا الإصدار في ذاته ليس شيئاً عادياً،فقد تركوه في الميدان يتنافسُ مع نفسه،" .
وقال في فقرة أخرى من تقديمه :"لقدحرصَ الشاعر الدكتور فضل ناصر مكوع على التفرّد،ورغبته العازمة في التميّز والتحدِّي ..ارتاد المغامرات الأدبية الصعبة،وَوَلَجَ المجاهل الثقافية الشائكة،فعلاوة على دواوينه وكتبه..اقتحم عالم المسرح الشعري بعدِّة مسرحيات وهو فنٌّ صعب،له اشتراطات صارمه،واستطاع شاعرنا أن يطوع،إلى حدٍّ مقبولٍ،قوّة الألفاظ،وتعقيد البُنى وانزياحيّة الأفكار،والتفاعل الدرامي،والأسلوب التشويقي عبر صّيغِ أبياته بمفردات سهلة،مع ضخ أكبرِ قدرٍ من الموسيقى ليسهل التفاعل الجمالي مع الفكرة الممسرحة،وفهم أبعاد الحوار من المرسِل إلى المرسَل إليه في نطاق صراع درامي،وخلق تفاعلٍ وتصادمٍ ممتعين في إطار تعميق رؤية النص.
ومجرَّد الألتفات إلى هذا الحقل الفني الشائك،ومحاولة الحرث فيه ،وإنبات ِ بذور سنابل ..خطوة جريئة تؤسسُ لإكسار حاجز الرهبة وتمكين الثقة بالقدرات الذاتية،وتعميق حُبِّ التَّجريب لدى الأدباء والشعراء المتردِّدين .
وعن أبين التي سقطت بيد عناصر القاعدة في 27 مايو 2011م وما نتج عنها من خراب ودمار لمحافظة أبين وما ترتب من مآسٍ وآلامٍ وويلاات بأبين وأهلها الذين ذاقوا الأمرين من النزوح والتشرد لكثير من أبناء هذه المحافظة الباسلة ،وتجاهل مراكز القرار العليا لمعانتهم وعدم اعمار محافظتهم وتطبيع الحياة في أبين التي ماتزال تعاني من فراغ أمني مخيف .وكان الشاعر فضل مكوع قد كتب قصيدة بعنوان (أبين الخير جريحة) وكان قد كتبها قبل تحرير أبين من العناصر المسلحة منتقدا كل الذين أساءوا لها من حيث ما كانوا وقد أحببت أن أنشر القصيدة كاملة لتتضح الفكرة،إذ قال فيها:

يا أبينَ الخيرِ روحَ المجدِ واليَمنِ
بوّابة النصْرِ كم آمالِ تبعثُها
لكنّها اليوم كلمى هل نعالجُها؟
ماذا أقول فهلْ ماتتْ ضمائرُنا؟
يا كم تعاني وكم حزنٍ تكابدُهُ
يا ويلَ من كانَ سفاكا وفي سفهٍ
قد شرّدَ النّاس تشريدا وأخرجَهمْ
يا كم شهيدٍ وكم دارٍ مهدّمةٍ
كم نازحينَ وكم أنيابِ تنهشهم
تشتتوا بينَ أرجاءٍ مبعثرةٍ
وأين ماغادروا والحزن يصحبهم
(أبينْ) وما دارَ فيها لستُ أعرفهُ
يا كم غموضٍ وكم إبهام مكتنفٍ
من ذا الذي يعبثُ والقتلُ مسلكهُ
تركتُ دارًا صغيرًا كنتُ أسكنهُ
آلام كبرى وأحزاناً مضاعفةً
قالت حبيبي ولن أنساكَ ما طَلَعَتْ
(أبينْ) تمرُّ بمأساةٍ وكارثةٍ
لكنها رغم موت الموت نابضةٌ
من دونها لا حياةً لي ولا وطناً
دعني أصيحُ فصيحاتي أنا غضبٌ
يا أبينَ الخير قصّرنا وفي خَجَلٍ
أو كان جهلاً وتضليلاً فلا نظّرَتْ
أو قلتُ صمتٌ فصمتُ الصمتِ قاهرُنا
أو قلتُ جبنٌ فليسَ الجبنُ أعرفه
يا كم بطولاتِ في التّاريخ قد رَفَدَتْ
يا كم ذئابٍ وكم فئرانِ تنهشُها
يا أبينَ الخير هل نبضاتنا وَقفَتْ؟
أينَ النضالُ الذي بالأمسِ ننشدهُ؟
لكنَّ رغم الأسى ذكراك عازمة


يا نبضة اليُمْنِ في السرَّاءِ والعَلَنِ
من فيض خيرٍ ومِن وَهْج ابن ذي يزنِ
زادَ الجراحُ وجرحُ الجُرْحِ جرّحَني
وأبينُ اليوم في وضعٍ يؤرَّقني
جريحة اليوم كالمشنوقِ في الوهَنِ
ويحَ الحماقَاتِ صاحبُها كم ازعجني
من كلِّ حيٍّ بلا مأوى ولا سكنِ
وكم جريحٍ وكم آلام مرتهنِ
ذاقوا الأمرَّينَ في لَحْجٍ وفي عَدَنِ
في كلِّ بيتٍ وحُزْنُ الحُزنِ شرّدني
في كلِّ ركنٍ ذئاب الشر تنهشني
يا كم سؤالٍ عن التدمير حيّرني
(يا ليتَ شعري وليتَ الطيرَ يخبرني) والهدمُ والنارُ والرمضاءُ تلفحني
والعينُ تبكي وقلبُ الدارِ جرّعني
وروحهُ كم تؤرقني وتحزنني
شمسٌ وفي قلبِها آمالُ مؤتمنِ
(ماتَتْ بصندوقِ وضَّاحٍ بلا ثَمَنِ)
في حبِّها يقتلي قلبي وتطربني
واختارت القلبَ قالَتْ قلبكم وطني
بركانُها يحْدِثُ إعصارللعفنِ
إن قلْتُ عذرٌ فعذرُ العذرِ يقتلني
عينٌ ولا قلبُ نبّاضٌ سينقذني
بَاتَ أبو الهولِ نطّاقاً مَعَ الوَثنِ
سيفي أنا صارمٌ دومًا ويصحبني
وأبينُ الخيرِ تصنعُها مدى الزَّمنِ
لكنها لم تزلْ بالعشقِ تطربُني
أم إنَّ نبضاتِكم بالحزنِ تسألني
أينَ الجهادُ النّقي من قلبِهِ الفِطنِ؟
في عودةٍ في سماءِ المجد واليَمَنِ

كذلك كتب شاعرنا قصيدة أخرى بعنوان (لودر حقا عصية )عبر فيها عن البطولات التي سطرها أبناء مديرية لودر دفاعاً عن مدينهتم لودر في إبريل 2012م وكان زميلنا فضل مكوع حينها قد ذهب للعلاج إلى المملكة العربية السعودية بعد أن تعرض لحادث مروري مؤسف في 9/يناير 2011م والتي خضع لعدد من المليات الجراحية ومازال بحاجة إلى إجراء العملية الأخيرة، وقد منعته الظروف القاهرة والصعبة عن إجرائها ،وحينما داهم المسلحون حياض مدينة لودر الباسلة، وهو في مكة المكرمة في إداء العمرة تفجرت قريحته الشعرية وكان للطواف والمسعى وكل أركان العمرة قد ظهر جليا في قصيدته التي أرسلها إلى أهله في لودر وقال:

قلبُ الهوى يسمو بحسنِ الناظر
نورُ الصَّفا قلبي وطابَ عشقُهُ
أحببتُها حبّاً نقيّاً طاهراً
وانهالَ حبي في هواها وفيضهُ
عانقتها والقلبُ ظلَّ معانقاً
ذيْ لودر الآمالِ في أحلامِها
حُسْناً فريداً لا يضاهى مطلقاً
ونسجتُ من ثوبِ الجمالِ وحُسنهِ
ذي لودرُ الأنوارِ حقّاً عشقتُها
وبروحها علقتْ بها نفسي التي
ذي لودر التاريخِ في طلعاتِها
القد سطروها في الحياةِ بأحرفٍ
(لودرْ) بحُورِ العينِ غاياتٌ سمتْ وازداد حسناً بالجهادِ وسيفهِ
تلك الشقائقُ حفَّزتْ فلذاتهن
فكأنهنْ طلعات روحٍ أشرقتْ
إني مدينٌ للودرٍ ولأهلِها
فالأهلُ أهلي جميعهم وأحبتي
ذي لودر الآمال مجدي ومتلدي
وبها ولدتُ واستطابتْ روحُنا
بحنانها في دفئهاعطفتْ علي
وتفجَّرَتْ طاقاتُ قد أهديتُها
وتقمصت جلباب إيمانٍ لها
ذي لودرُ الأنوارِ تسمو بريفِها
أهَدَتْ لشاعرِها جمالاً وارتقت
هذي قصيدي نبض قلبي خطَّها
ونحتُها من صخرِ صخرٍ أملسٍ
من مكة الآمالِ فجراً بثُّها
أدعو وروحي في صفاءٍ جنّحتْ
تدعو وقلبي في الطوافِ يزفّهُ
تلكمْ أكفّي في الدُّعاءِ رفعتُها
أن ينصرَ اليمنَ الكبيرَ بنصرهِ

















وازدادَ عشقاً في صفاءِ الخاطرِ
في لودر الآمالِ روحِ الشاعرِ
ولها أغني في السماءِ الزاهرِ
أسقى الروابي في نعيمٍ ماطرِ
قلباً وروحاً في هواها العاطرِ
وتمدُّ من ذاكَ الجمالِ النادرِ
في الكونِ يسمو في الصفاءِ الطاهرِ
حللاً ومن ذاك اللباس الفاخرِ
أسكنتُها قلبي بوجهٍ ناضرِ
تشدو على أغصانِ بانٍ ثامرِ
كم سجَّلَتْ فيه معاني الناثرِ
من نورِ إيمان الحسام الباترِ)
زادتْ بهاءً بالجمالِ الباهرِ
في اللمعِ برقٌ يوم غيثٍ ماطرِ
نحو الجهادِ مثل موجٍ زاخرِ
بشرى لفتحٍ من حنايا هاجر
دَيناً سأدفعُهُ بروحي الطاهرِ
أسقت روابيهم حنايا خاطري
بل روحها روحي لها ومشاعري
والنورُ شعَّ من الحنانِ الوافرِ
من كنزها العلميْ تروّى خاطري
جيلاً وتسمو في قليبِ الشَّاكرِ
رفدت روابيها بحُسْنٍ ساحرِ
فجمالُها نورٌ بوصفٍ حاضر
في عينِهِ أحلامُ قلبِ الصابرِ
وغرفتها من موجِ بحرٍ زاخرِ
وسمت تموجُ بالودادِ العاطرِ
قلبي لأهلي في الصباح الباكرِ
تدعو بنصرٍ من كريم ٍقادرِ
روحانُ فتحٍ من جهادٍ سائرِ
مُتضرّعاً للهِ ربّيْ وناصري
من لودرٍ نصرٌكسيلٍ هادرِ
وإذا كان النقاد قد أثنوا على شاعرية الدكتور فضل مكوع ومواقفه الوظنية والعروبية والإسلامية فإنني أثني على كل ماكتبوه وأضيف إليهم موقفه الإنساني من المظلومين فقد انتصر لهم فضلاً عن موقفه من القضية الجنوبية ولعل ذكرنا لقصيدتين من شعره لخير دليل ما نقوله، ومن يتصفح دواوينه الشعرية والمسرحية سيلمس ما نحن بصدده ،إذ إن دواوينه تطفح بذكره لكل مدن وأرياف الجنوب فقد نشر قصائد من هذا القبيل منها:(عدن حياتي،أحببت عدنا،شبام الخير،أبين )وقصائد أخرى وكثيراً ما يجمع في القصيدة الواحدة لهذه المدن والشخوص،فقد يذكر (عدن ولخج وأبين،وشبوة،والمكلا،وحضرموت والمهرة)وغيرها.وهذا ليس جديداً على الدكتور فضل مكوع ،فمواقفه في كل المنعطفات فحتى في حزبه المؤتمر كان ينتقد الأخطاء بقوة وعلى الملا والقنوات الفضائية والمرئية تشهد على ما نقول فضلا عن كتاباته الصحفية ،وهذه المواقف تدل على نزاهته وصدقه وصراحته ودقد دفع ثمن مواقفه ولكنه ليس بنادم، وحتى في عمله النقابي والمهني لم يسيسها أبدا ،فقد اتنصر لها ولدينا أدلة وحجج دامغة على ما نقول وأتحدى شخص واحد يأتي بدليل واحد من أنه سيس العمل النقابي بجامعة عدن بوصفه رئيس نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن ،ولا أقول هذه دعاية نقابية فزميلي الدكتور فضل مكوع سيودع العمل القيادي النقابي بعد شهر من هذا التاريخ في المؤتمر العام السادس الذي سيعقد في يناير 2013م أي في الشهر القادم وأنا على ثقة من أخي وزميلي سيترك العمل النقابي بقناعة تامة، وأنا على ثقة تامة من نزاهته في المرحلة التي قاد فيها العمل النقابي وعلى المندوبين للمؤتمر النقابي أن يأتوا بما لديهم في المؤتمر حتى تكون الحجة بالحجة.
وختاما فإن ما كتبته ليس مجاملة أو طمعا في شيء من أخي وزميلي الدكتور فضل مكوع وإنما أصبح علي واجبٌ مهني وإنصافٌ لزميل قدم ما عنده من إبداع ومهارات متعددة ومتنوعة فهو الأديب والناقد والشاعر الذي كتب ما يزيد عن الخمسين عملاً،وإذا كان اليوم له محبيه وجمهوره فإن له حساده ومبغضيه ،ولا شك فإن ما قرأته عنه وما قاله النقاد عن شعره فإني على ثقة كبيرة من أن غداً سيكون لهذه الأعمال شأن كبير لا على مستوى االيمن بل على المستويين العربي والإسلامي فهي بعد أسبوعين بإذن الله سترى هذه الأعمل النور ،ولا شك في أنها ستثري المكتبة اليمنية والعربية،وستقبل الأجيال على قراءتها ودراستها.ليقولوا كلمتهم سلباً وإيجابا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.