الشيخ زايد بن سلطان ولد في 6 مايو1918م في مدينة ابوظبي بقصر الحصن ،ويعتبر الشيخ زايد اصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان، وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الذي حكم إماراة ابوظبي 1855م الى عام1909م. تولي الشيخ زايد بن سلطان حكم مدينة العين في عام1946م . واستطاع برغم انعدام الإمكانيات في تلك الفترة ان ينقل المدينة نقله نوعية بخبرة وحنكة وتطويرها بجميع المجالات، ويقول كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء ) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله:"
لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وقد شق الينابيع ليزادة المياه لري البساتين ، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين كان يشاركهم حفر الآبار وإنشاء المباني وتحسين مياه الافلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة في معيشتهم وفي بساطتهم كرجل ديمقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر ،
وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية.
وبعدها تولي حكم إمارات ابوظبي في 6 اغسطس1966 م، وكان أول من نادي بالإتحاد وإقامة كيان سياسي موحد له صوته ومكانته في المحافل الدولية وتم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ورفع العلم الإماراتي في2 ديسمبر 1971م، وانتخب رئيساً للاتحاد وقائداً أعلى للقوات المسلحة . كان الشيخ زايد رحمه الله يُعرف برجل الخير والصلاح فخلال أربعة عقود انفق مليارات الدولارات في مساعدة 40 دولة فقيرة، حيث أتسمت سياسته الخارجية بالحنكة والحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الحق والمظلومين وتغليب لغة الحوار لمعالجة كافة القضايا وإيمانه بالسلام العادل.
عمل الشيخ زايد مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون الخليجي في25 مايو1981م استضافته ابوظبي كأول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وتم اختيار الشيخ زايد أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي بالإجماع وأول رئيس يوقع على ميثاق المجلس.
أستطاع الشيخ زايد أن يكون له مكانه في قلوب القادة والزعماء بسبب تمتعه بالحكمة والصلاح ومساندته ودعمه ألا محدود للجميع وحبه للسلام ونبده للفرقة والاقتتال وانتمائه العربي والقومي ومساندته لمصر وسوريا في حرب 1973م وقال كلمته المشوره ( إن النفط العربي ليس أغلى من من الدم العربي ) وقام بقطع إمدادات النفط كسلاح في وجه العدوان.
وقد حل كثير من المشاكل والخلافات بين الأشقاء العرب كالخلاف بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام1980م إثناء النزاعات الحدودية، وحل الخلاف بين مصر وليبيا ،وغيرها كثير.
للشيخ زايد بن سلطان مكانه عزيزة في اليمن وفي قلوب أبناء عدن الصغار والكبار الشيوخ والنساء فقد ترك اثر كبير وبصمات تجلت عن مكارم أخلاق وكرم بلا حدود وحبه للجميع كواحد من الأمة العربية والإسلامية وحتى الجيل الجديد يشاهد اثر الإمارات ودعمها قديماً وحديثاً بجميع المجالات وكلام ألإباء والكتاب بما قدمه الشيخ زايد رحمه الله وأبنائه من بعده يعكس مدى التأثير والحزن العميق برحيل شيخ الأمة العربية والإسلامية الشيخ زايد بن سلطان الذي بكت لموته في 19 من رمضان يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2004م ملايين من البشر في مشارق الأرض ومغاربه لموت رجل الخير والإحسان وضع بصماته في كل مكان ولا زالت ذكراه خالدة في قلوبنا. رحم الله الشيخ زايد بن سلطان وادخله فسيح جناته وإن لله وإن إليه راجعون وجعل أبنائه خير خلف لإحسان سلف.