تخللت معارك متقطعة اليوم الثاني من هدنة ل48 ساعة في اليمن اعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية، مؤكدا الأحد انه لن يمددها الاثنين في حال استمرت “الانتهاكات” من جانب المتمردين الحوثيين. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس الأحد ان صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لم تتعرض لأي غارات جوية منذ بدء سريان الهدنة ظهر السبت (التاسعة ت غ). لكن مناطق اخرى شهدت مواجهات على غرار ميدي في شمال غرب البلاد حيث خلفت المعارك سبعة قتلى هم أربعة متمردين وثلاثة عناصر في القوات الحكومية وفق مسؤول عسكري يمني. وفي تصريحات لفرانس برس، أشار المتحدث باسم التحالف العربي اللواء الركن أحمد عسيري إلى اعمال عنف ايضا في تعز (جنوب غرب) ثالث مدن البلاد حيث “لا يزال يسجل اطلاق نار (من المتمردين) على السكان”، مؤكدا انه “لم يتوقف”. وافاد مصدر طبي ان قسم غسل الكلى في المستشفى العسكري في تعز (شرق المدينة) اصيب واندلعت فيه النيران، محملا الحوثيين مسؤولية القصف. وقتل عشرات الاشخاص بينهم مدنيون خلال الاسبوع الماضي في تعز ومحيطها حيث تحاول القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي استعادة احياء من المتمردين. واتهم عسيري المتمردين بانتهاك الهدنة 180 مرة في الساعات العشر التي اعقبت بدء سريانها، مؤكدا ان 150 من هذه الانتهاكات سجلت في الاراضي اليمنية و30 على الحدود بين اليمن والسعودية. وأورد مسؤول عسكري يمني أن طيران التحالف العربي رد في محافظة مأرب (وسط) على اطلاق صواريخ من جانب الحوثيين، مستهدفا العديد من مواقعهم في سروة. والصواريخ التي اطلقت فجرا تم اعتراضها ولم تسفر عن ضحايا، لكن التحالف اعلن انه يحتفظ بحق الرد على “انتهاكات” الهدنة. وسئل عسيري عما إذا كان التحالف يعتزم تمديد الهدنة الاثنين في الساعة 9,00 ت غ، فقال “اذا كان هناك وقف كامل للانتهاكات (من جانب المتمردين) سيكون هناك تمديد. اذا لم يتوقفوا فسيكون هناك انتهاك مباشر لشروط وقف اطلاق النار”. في المقابل، اتهم المتمردون عبر وكالة “سبأ” التابعة لهم، القوات الحكومية بخرق الهدنة في محافظتي الجوف (شمال) وتعز. - وضع كارثي أدى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص واصابة زهاء 37 الفا منذ آذار/ مارس 2015، بحسب أرقام الأممالمتحدة. كما تسبب النزاع بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وباوضاع انسانية صعبة. وهدنة السبت هي السادسة منذ آذار/ مارس 2015، تاريخ بدء عمليات التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على صنعاء منذ ايلول/ سبتمبر 2014. واعتبرت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أن الهدنة “توفر املا جديدا في وضع تتزايد كارثيته بالنسبة إلى الاطفال”. واشار المدير التنفيذي للمنظمة انطوني لايك في بيان مؤرخ السبت، الى ان النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من الف طفل وحرم الملايين من العناية الاساسية، وجعلهم يواجهون خطر الموت. إلى ذلك، اشار لايك إلى أن 1,5 مليون طفل يعانون سوء تغذية حادا في ظل تراجع كميات المياه والغذاء المتوافرة، مع تزايد في حالات الكوليرا والحصبة. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعلن الثلاثاء من ابوظبي عن موافقة المتمردين والتحالف على وقف لاطلاق النار كان من المقرر أن يبدأ الخميس. الا ان الحكومة اليمنية اكدت في حينه انها “لا تعتبر نفسها معنية” بالاتفاق. الا ان مصدرا مقربا من الرئيس اليمني افاد فرانس برس السبت أن “ضغوطا دولية مورست من أجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام”. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في خطاب القاه الاحد في قطر “من الملح ان يتفاهم الاطراف على مخرج للازمة، وحده حل سياسي تطرحه الأممالمتحدة اليوم سيضع حدا للنزاع″. وكانت الجولة الاخيرة من المشاورات بين اطراف النزاع بدأت في الكويت برعاية الاممالمتحدة في نيسان/ ابريل، وعلقت مطلع آب/ اغسطس في ظل عدم تحقيق اي خرق جدي.