تمر اليوم الذكرى ال22 على رحيل الراقصة الاستعراضية سامية جمال، والتي فارقت الحياة في 1 ديسمبر 1994. ولدت سامية جمال في 27 فبراير 1924 اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ، وهى من مواليد محافظة بنى سويف جنوبالقاهرة. حياة سامية جمال لم تكن سهلة، حيث تعذبت كثيرا من زوجة والدها التي حولتها من ابنة صاحب البيت إلى مجرد خادمة تؤدي أعمال البيت من مسح وتنظيف وشراء المتطلبات من السوق، لتصبح الزوجة الجديدة هي المالكة لكل شيء وتعامل سامية كخادمة، لتقرر زينب الهرب من المنزل، وتذهب إلى بيت شقيقتها لتعيش معها هي وابنائها وكان عمرها وقتها لا يتعدى 13 عاما، ولكنها اكتشفت بعد انتهاء فترة الضيافة أن الوضع في بيت شقيقتها لا يختلف كثيراً عن الوضع في بيت زوجة أبيها، حيث تتعامل كخادمة أيضا. وبعد انطلاق سامية جمال وشهرتها الكبيرة في عالم الرقص، شكلت ثنائيا ناجحا مع الموسيقار فريد الأطرش، وقدما سويا العديد من الأفلام الناجحة وجمعت بينهما قصة حب قوية جمعت، حيث أن سامية كانت مفتونة بفريد منذ طفولتها وعشقته من النظرة الأولى، وهو أيضا أحبها إلا أنهما لم يتزوجا، وبعدها تخلت سامية عن مجدها في عز شهرتها كي تتزوج بالنجم الراحل رشدي أباظة، التي قضت معه ما يقارب 17 عاما، ربت خلالها ابنة رشدي الوحيدة قسمت واعتنت بها حتى بعد وفاته. ورغم كل الشهرة التي نالتها سامية، قامت بفعل غريب في أواخر حياتها، حيث اشترت مدفن في أول طريق السويس وكانت تزوره من وقت إلى أخر، وفي إحدى هذه المرات وجدت الحارس قام بكتابة مدفن الفنانة سامية جمال، فقامت بتوبيخه على وضع كلمة فنانة لأنها تود أن تبقى بلا أي ألقاب عند مقابلة ربها، وقامت بكسر الرخامة التي كتب عليها لقب فنانة. كما أوصت سامية بوصية غريبة قبل وفاتها، وهي أن يتم خروج جثمانها في هدوء من سلم الخدم، كما أصرت في أيامها الأخيرة على أن تخدم نفسها دون مساعدة من أحد. قررت سامية جمال اعتزال الفن والأضواء فى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها عادت مرة أخرى للرقص فى منتصف الثمانينيات، ثم عاودت الاعتزال مرة أخرى، وبقيت على اعتزالها حتى وفاتها فى 1 ديسمبر عام 1994.
