ترجمت الولاياتالمتحدة الأميركية موقفها الرافض لاعتداءات جماعة الحوثي على الملاحة الدولية قبالة السواحل اليمنية، وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في حادث استهداف فرقاطتها، إلى إجراء عملي تضمّن رسالة هي الأقوى من نوعها إلى إيران الداعمة لمتمرّدي اليمن بالمال والسلاح، وتمثّل بإرسال البحرية الأميركية لإحدى مدمّراتها إلى باب المندب. وقال مسؤولان أميركيان، الجمعة، إن الهدف من إرسال المدمرة كول قبالة المياه اليمنية هو حماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين. وأكّد المسؤولان اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما وصول المدمرة قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غرب اليمن، حيث ستنفذ دوريات وترافق السفن. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع هاجم الحوثيون فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن، ممّا تسبب في انفجار قتل اثنين من أفراد الطاقم. وعبّرت الولايات المتّحدة بشكل صريح على موقفها المستنكر لذلك الهجوم، وذلك على لسان وزير دفاعها الجديد جيمس ماتيس خلال أول اتصال هاتفي له مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وصف فيه استهداف الفرقاطة السعودية من قبل الحوثيين بالحادث الإرهابي، معزيا بمقتل البحارين. وبدت إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب خلال الفترة الوجيزة منذ تسلّمها الحكم في العشرين من الشهر الماضي أكثر حزما من سابقتها إدارة أوباما تجاه التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأشدّ عزما على التعاون مع دول الخليج العربي للتصدّي لتلك التدخلات في عدّة ساحات عربية على رأسها الساحة اليمنية، حيث تخوض إيران حربا بالوكالة عن طريق جماعة أنصارالله الحوثية. وتجد الإدارة الأميركية الجديدة في تلك الحرب تهديدا مباشرا لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة، كونها تمنع بسط الاستقرار في اليمن ذي الموقع الاستراتيجي المشرف على ممر بحري تعبر من خلاله كميات ضخمة من النفط باتجاه الأسواق العالمية. كما ساعدت تلك الحرب على تمركز تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره واشنطن عدوا لها سبق أن استهدف مصالحها بشكل مباشر. ومن خلال إرسالها المدمرة كول قبالة سواحل اليمن تكون واشنطن قد أكّدت الاستعداد للانخراط المباشر والميداني في الملف اليمني، وهو انخراط كانت إدارة ترامب قد أعطت مؤشرات أولية عليه من خلالها سماحها بتنفيذ عملية إنزال لقوات خاصة الأحد الماضي في محافظة البيضاءبالجنوباليمني واستهداف تجمّع لتنظيم القاعدة هناك.
