العرض غير كافي هكذا جاء رد المخلوع على المبادرة التي حملتها صواريخ الاباتشي في منعطف البحث عن حلول أو مخارج للهروب من الالتزامات ، على الأقل هذا ملخص الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن في ما سمي بمعركة المطار لان ماحصل ويحصل يجد العقل صعوبة في قبول إمكانية ان يحصل مهما كانت المبررات . ان تقف طائرات الاباتشي في خندق الدفاع عن الشرعية التي انعقد لواء التحالف العربي لمساندتها فذلك أمر طبيعي ويمكن تفهمه سواء ضد الانقلاب أو حتى ضد المقاومة إذا خرجت عن السياق بما يمكن ان يضر بالشرعية أو بأهداف التحالف ، ولكن ان يقف الاباتشي عكس ذلك ويقصف الحرس الرئاسي فذلك يستوجب التوقف لفهم المغزى أو الرسالة التي يحملها ولمن ولم يطل الانتظار ففي الوقت الذي كانت فيه رسالة الاباتشي مبهمة أكثر منها مستغربه إلا ان رد المخلوع جاء مسرع وكلآ له مبرراته ، ففي مشوار البحث عن فرصة لتحسين الشروط التفاوضية على مبادرة ولد الشيخ التي لايزال كل طرف يضع شروطه وملاحظاته إلا ان إي من الأطراف لم يعلن رفضه القاطع لخارطة طريق ولد الشيخ وكغيري تابعت ما نشر وما قيل حول أحداث مطار عدن ولم أجد تفسير لماهية المصلحة من قصف الرئاسة ولماذا صناعة الهزيمة في ميدان النصر ، كما لن يفهم حديث المخلوع الأخير عن الجنوب وحتمية الانفصال وإقامة الدولة الجنوبية فإذا كانت الرسالة اقبل شروطنا ونحن لن نضغط على الشرعية فقط بل سنخلصك منها كعربون ضمان لمرحلة جديدة من التحالف التي لن تقف تنازلاتها عند التضحية بالرئيس هادي ومعه كل ما تحقق من مكاسب ولكل عاقل ان يتخيل ما سيلي ذلك من مترتبات كارثية لا اعتقد ان الجنوب ومقاومته وحراكه سيكون آخر حدودها ولعل الحوثه سينالهم نصيب وافر مقارنه بغيرهم من الأطراف الشمالية إلا ان العرض لم يقنع المخلوع الذي يرى في فتنه المطار فرصه مجانية للتخلص من كل الأطراف الجنوبية مجتمعه في صراع عقيم لا منتصر منهم فيه لذلك جاء تلويحه بالجنوب وانفصاله وإقامة دولته لأنه يعرف ان ذلك سيفتح شهية المتسابقين على السلطة وسيحفز شهيتهم للدم . والمضحك المبكي السذاجة والسطحية التي ينظر بها الجنوبيين لما يحدث مستمتعين بأحلام اليقظة التي يعيشونها على هامش الوعود التي يدغدغون بها عواطفهم المتهرئة ولن يستفيقون منها إلا عندما سيجد كل منهم ان من ساقهم إلى المذبح لم يزود إي منهم بمخزون يكفيهم حتى مغرب شمس أول أيام المعركة وان ما بحوزته من مال لن يكفيه للإنفاق على منه معه ليجد كل منهم نفسه ومن معه متمترس في شارع كاميرا حرب مؤقتين ذبحوا بعضهم كقرابين في رحلة البحث عن سراب ومن تبقى سيذبحون على مداخل الشوارع المتمترسن خلف أنقاضها . اعتقد ان الأشقاء أصيبوا بخيبة أمل مما وجدوه واقع إذ وجدوا ان الجنوبيين مدعومين بالتحالف تصدوا للعدوان وسرعان ما حققوا النصر على الشماليين إلا ان العدو الأخطر الذي لايمكنهم الصمود أمام هو أنفسهم الضعيفة ، وفي مناطق الشمال وجدوا الجميع يحمل نفس. السؤال الذي لا إجابة له تحررونا ممن ، مشكلات معقده لواقع مأزوم مفاتيح شفرة فهمها متناثرة في ملف شرق السويس . عندما تتبدد الأحلام وتتحول العهود والوعود إلى نقيضها سيتحول الأمل إلى كابوس مزعج سيدرك المتهورون أنهم كانوا المطية لتحويل الجنوب إلى سله تجمع فيها نفايات الصراع في المنطقة وسيفتح باب المواجهة المباشرة مع إيران عند ذلك فقط سيكتشف كل الأطراف ان هادي مفتاح ضمان بقاء باب السقوط في المجهول مغلقا .