الإعلان في عدن عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر خطوة متقدمة في تحقيق مطالب شعب الجنوب باستعادة دولته بعد ما يزيد عن عشرين عاما من التبعية ونهب ثرواته واستباحة مقدراته ، هذا الإعلان كان نتاج قرارات غير موفقة من الرئيس عبدربه بإقالة عدد من القيادات الجنوبية من مهامهم لتلحقهم بعد ذلك إقالة عدد آخر لولا ردة الفعل الشعبية الجنوبية المؤيدة لتلك القيادات لتوقف مجموع تلك القرارات الأخرى التي كان سيصدرها الرئيس والتي كانت بالنسبة للشرعية تعتبر خنجرا وضع في خاصرتها أرادت أن تضعه جهات سياسية معروفة لتضع الرئيس في مواجهة مباشرة مع الجنوبيين وبالذات مع الحراك الجنوبي المؤيد له معظم شعب الجنوب ولتصرف النظر عن تلك الإخفاقات في جبهات القتال ضد الحوثيين في الشمال . هذا المجلس الانتقالي والذي تقع عليه إدارة الأمور السياسية والتفاوض باسم شعب الجنوب مع دول التحالف والدول الكبرى يجب أن يصاحبه إنشاء مجلس عسكري انتقالي لإدارة الأمور العسكرية وإعادة بناء وتشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية على أن تحدد بشكل دقيق وواضح مهام كل مجلس ليقوم بدوره بالشكل المطلوب لضمان عدم الازدواجية في المهام والتخصصات لكل منهما .
إن أمام المجلس الانتقالي فرصة لإثبات وجوده على أرض الواقع من خلال توحيد جميع فصائل المقاومة الجنوبية وقوى الحراك الجنوبي وكل التجمعات والتكتلات الشعبية والقبلية وإشراكها بشكل مباشر في إدارة شؤون الجنوب السياسية والأمنية والعمل معا لإعادة أعمار عدن والمناطق المتضررة من الحرب في الجنوب وإعادة الخدمات المختلفة لمدن وقرى الجنوب كالكهرباء والمياه وإنشاء شبكات اتصالات جديدة وكذا تحديد نوع العلاقة بين الجنوب والشمال بما يضمن المصالح المشتركة للجانبين .
إن أمام المجلس الانتقالي مهمة كبيرة ينبغي له أن يتحرك من أجلها بأسرع وقت ممكن إلا وهي كسب تأييد دول التحالف والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي للتأثير عليها وطرح وجهة نظر الجنوبيين من الوحدة وشكل الدولة القادمة في اليمن وأن يضمن المجلس الانتقالي مصالح تلك الدول في الجنوب وعلاقته بمحيطه الخليجي والعربي بشكل عام .
ولضمان نجاح الحامل السياسي لابد أيضا من إنشاء حامل عسكري يضمن استقرار الجنوب أمنيا ليسيران معا في اتجاهان متوازيان نحو تحقيق أهداف شعب الجنوب .