لازالت مقولة : في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر هي السمة السائدة والمثل الاعلى لأي ثورة سياسية ناجحة ويبدو ان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي يمر بالمرحلة الثانية السخرية, اما التجاهل فقد تجاوزوه وليس باستطاعة اي جهة تجاهل ثورة الجنوب بعد ان كانوا هم الجهة التي يعول عليها الجميع في تحرير الجنوب واجزاء من اليمن بينما الآخرون لا يزالوا عالقون عامان من تبه الى تبه ومن نهم الى البعراره والسخرية والمحاربة للعمل الثوري الجاد والهادف والملهم والمسهم لإثراء شعب تسهم في تقويمه وتبريته وتمحيص صفوفه وتقويته وهي اراها محنة بداخلها منحه,
طالما وان الجهه الاخرى لم تنجز ولم تحرر ولم تقدم ولم تأخر وتعيش على الاسترزاق من الحرب فلا الومهم في معاداة المجلس واقدر ظرفهم ووضعهم فهو قد ينهي جميع تطلعاتهم وآمالهم وانتصاراتهم الوقتية ومكاسبهم ويضعها على المحك اما ان يكونوا او لايكونوا وهم ليس على الاستعداد لذلك
والرسالة التي صاغها بالامس نائب الرئيس الشرعي الجنرال الاخواني علي محسن الاحمر للرئيس مطالبا فيها الرئيس بتحديد موقفه من المجلس الجنوبي وبانه يهدد ما اسماها بالوحدة اليمنية المجيدة اعادت الصورة من البداية الى الاذهان واخرجت الاضغان من النفوس وأوضحت الامور قبل وقتها ,هاهم يبرزون انفسهم ويخرجون اضغانهم ويكشفون سرائرهم ضد الشركاء المنتصرون والمنجزون وضد التحالف
متناسين انهم لم يزالوا عالقين في التباب ولم ينجزو شيء يستحق اعتماده غير استنزاف الحلفاء وخيانة الشركاء واطالة امد الحرب على حساب مكاسبهم السياسية وكل ما كانت معاداة المجلس الجنوبي من هذه الاطراف المسترزقة والمستنزفة وتجار الحروب مضادا كل ما كان الاتجاه صحيحا
المهم الاستمرار والتشبث بالمبادئ الثورية والسياسية القويمة والصلبة التي بني عليها المجلس ومواكبة المرحلة ومثل هذه المرحلة الحساسة تتطلب التعاطي معها بسياسة ودبلوماسية ولا يجب ان يلتفت للناعقون والساخرون اين كان حجمهم وتأثيرهم فهم لم يضروا الا اذى ومعارضتهم وتهجمهم وتهنجمهم وتخبطهم ليس لها مد وتأصيل وماهي الا وزوبعة في فنجان ومكانك سر فليس لهم اي انجازات تدعمهم غير خلط الاوراق واستنزاف الحلفاء وتأخير امد الحرب وهذا الشي يدركه الجميع وان تغافل عنه سياسيا فهو واضح للعلن, يستطيع اي انسان سطحي وغير سياسي مثلي ان يقيس نجاح المجلس من صداء وعويل اعدائه ناهيك عن السياسي المخضرم
فحقيقه اعداء المجلس قد ساهموا اعلاميا وعالميا في بروزه بعويلهم وصياحهم وتصريحاتهم وشجبهم وتنديهم ورفضهم, ولم ارى اي تكتل سياسي جنوبي برز بروز اعلامي وعالمي مثل تشكيل هذا المجلس وهذا لا يدل الا على نجاح تعاطيه مع القضية سياسيا وبانه الاكفاء والامثل في تمثيلها
واعتقد انه ليس لصالح اي جهة سياسية ان ترفض هذا المكون السياسي الوليد والحامل لآلام الجنوبيين وآمالهم وتطلعاتهم وقضاياهم في تحقيق مصيرهم فكل رفض او تجاوز للقضية ومكونها هو انتكاسة فمنذ بدء الحوار الوطني اليمني والقضية تركن كل من تجاوزها او حاول التعاطي معها بنوايا مبطنه جانبا سوى طرف سياسي او مكون وكل من وقف ضدها بالأمس او حاول المتاجرة بها تلغيه ولم يعد له تأثير اليوم وقد وتنقلت من مكون الى مكون الى ان رست واستقرت ونضجت وقضي الامر
فلا حل سياسي ابدا يبنى على مظالم دون حل, ومظالم الجنوب واستعادة حقوقه كامله هو الحل السياسي الوحيد التي يجب على الجميع التعاطي معه سوى بإقليمين ضمن اطار الشرعية والتحالف او بفك ارتباط سلس, يجب التعاطي مع الوضع برويه وهدوء وفكر سياسي ناضج من جميع الاطراف السياسية سوى جهات او احزاب او دول طالما واوصلت المراحل السياسية القضية الجنوبية الى النضوج فاعتقد ان هذا منعطف خطير وحساس آمل ان لا يتم تجاهله لمكاسب سياسية وحلول ترقيعيه على حساب القضية مثل كل مره فليس من صالح الجميع التجاهل كما انه ليس من صالح حاملي القضية الاخلال بها على حساب تضحيات شعب الجنوب.