وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الإمريكية، ضمن جولته الخارجية، وهي أول جولة منذ وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقالت مصادر سياسية يمنية رفيعة في الرياض "إن زيارة ترامب ستركز على محاربة الإرهاب في اليمن، وإن جماعات إسلامية على صلة بالإرهاب يتوقع أن يتم تصنيفها كجماعة إرهابية".
وحط ترامب في السعودية، عقب ساعات من إعلان الخزانة الأمريكية معاقبة اثنين من أبرز قادة الإخوان في اليمن بتهمة تمويل القاعدة التنظيم الأشد تطرفاً.
معاقبة قيادات إخوانية وفرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على قيادات إخوانية يمنية داعمة للإرهاب في اليمن.
وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية "إنه أدرج إسمي مواطنين يمنيين في لائحة العقوبات الأمريكية(...) كشفت مصادر يمنية أنهما ينتميان إلى تنظيم الإخوان في مأرباليمنية".
وذكر البيان، أن الإجراء يستهدف هاشم محسن عيدروس الحامد وخالد علي مبخوت العرادة، وكلاهما قادة قبليين متمركزين في اليمن سهلا نقل الأسلحة والمال وحركة الأفراد دعماً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقال مصدر عسكري في مأرب "إن العرادة هو شقيق محافظ مأرب الإخواني سلطان العرادة.
وأكدت المصادر ل24، أن "العرادة زود تنظيم القاعدة في بلدة رداعبالبيضاء بأسلحة وأموال، ويعمل مسؤولاً مالياً لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، مشيرة إلى أن العرادة أشرف على تحصل الاموال لتنظيم القاعدة من موانئ حضرموت وابار النفط"، حيث كان التنظيم الإرهابي الذي سيطر على حضرموت العام 2015، يجني نحو 150 مليون دولار أمريكي شهرياً من أعمال التهريب للنفط.
وقال مسؤولون حكوميون حينها "إن عائدات تنظيم القاعدة من تهريب المشتقات النفطية تصل إلى مليار ريال يمني يومياً (4.651 ملايين دولار)، نحو 150 مليون دولار شهرياً".
وحررت قوات يمنية وإماراتية مدينة المكلا وبلدات ريف ساحل حضرموت في عملية عسكرية نوعية في أبريل (نيسان) 2016.
وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن المعاقبين من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية كانا وآخرين يقومون بجمع الأموال بالتعاون مع مراكز صرافة محلية، لتوزيع الرواتب على عناصر التنظيم في معظم المدن اليمنية".
وأكدت مصادر أخرى "أن التنظيم المتطرف جعل من مأرب مركزاً مالياً وعسكرياً له".
وقال السياسي اليمني أحمد بن فريد "إن خالد العرادة الذي يقدم الدعم والإمداد للقاعدة مصنف ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين".
وقال الباحث اليمني حسين حنشي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء "إن زيارة ترامب الى السعودية، ومعاقبة الخزانة الأمريكية لاثنين من قادة الإخوان، هي بكل تأكيد رسالة قوية لجماعة الإخوان وبعض المسؤولين المتورطين في قضايا إرهابية".
وأضاف حنشي ل24:"أنها ليست المرة الأولى التي تعاقب فيها الولاياتالمتحدة قيادات إخوانية، بل سبق وتم معاقبة محافظ البيضاء نائف القيسي ومحافظ الجوفي الحسن ابكر وأخرين، لكن قرارات الخزانة الأمريكية الاخيرة التي جاءت بالتزامن مع زيارة ترامب الى السعودية هي بكل تأكيد رسالة قوية بأن الحرب على الارهاب، ستكون هذه المرة أكثر جدية، خاصة وأن السعودية قد انشأت تحالفاً عربياً إسلامياً لمواجهة الارهاب، وهو ما قد يناقش ويعزز في القمة العربية الاسلامية الأمريكية في الرياض".
حضن داعش وتعد جماعة الإخوان في اليمن، هي الحاضن الأساسي لتنظيم القاعدة، حيث تعود نشأت تنظيم الاصلاح اليمني إلى مطلع تسعينات القرن الماضي، حين أنشأ صالح حزباً إسلامياً لمواجهة الحزب الاشتراكي الجنوبي ذو الميول اليسارية.
وتورطت قيادات إخوانية بارزة في هجمات ضد مصالح أمريكية في اليمن، من بينها السفارة في صنعاء والمدمرة الأمريكية يو أس اس كول، التي هاجمها انتحاريون في العام 2000.
وقالت تقارير غربية "إن صالح كان حرك تنظيم القاعدة، لتنفيذ هجمات ضد خصومه الجنوبيين".
واعترف صالح بأنه أسس جماعة الإخوان لمواجهة الحزب الاشتراكي الجنوبي (شريك توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية) في 1990.
وسبق للولايات المتحدةالأمريكية وفرضت عقوبات على أبرز قادة الإخوان وهما عبدالمجيد الزنداني والقيادي الأخر عبدالله صعتر وأخرين.
وأكدت دوائر سياسية يمنية أن اسم الشيخ الزنداني كان قد ورد ضمن قائمة الأطراف التي قالت واشنطن "إنها متورطة بحادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول في العام 2000".
واتهمته بإصدار فتوى دينية تجيز قتل الكفار وتحث على ضرب المصالح الغربية في المنطقة العربية وبخاصة المصالح الأمريكية.
ويأمل يمنيون اكتووا من إرهاب صالح والحوثيين أن يتم تصنيف جماعة الإخوان في اليمن جماعة إرهابية، خلال القمة العربية الاسلامية الأمريكية في الرياض.