يقول تشي جيفارا، أؤمن بأن النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم. فالنضال الحقيقي مهمة جسيمة، وشاقة لا يقدر عليها إلا، من امتلك صفة الإخلاص والتضحية بالذات لإجل القيم السامية التي يؤمن بها. للأسف الشديد تحول النضال في بعض بلاد العالم الثالث إلى مهمة إنتهازية وشخصية، وتم تشويه هذا العمل السامي بشكل لم يسبق له مثيل، وتلفت حولك، خصوصاً بعد الثورات العربية، وسترى عجباً ، فهناك من أصبح مناضلاً، لا لمصلحة الوطن، والشعب، بل إنتصاراً لحزبه الذي ينتمي إليه، وهناك من قرر النضال في مرحلة متأخرة، ضد ذات النظام الذي لم يكن يسمح لأحد أن ينتقده، ولا زال أمر نضاله المتأخر يستعصي على الفهم، وهناك شباب لم يكن يعرفهم أحد، فأتاحت لهم وسائل التواصل الإجتماعي فرصة الظهور، ثم ذاقوا من طعم الشهرة ما جعلهم يقرروا النضال، مع أن بعضهم مترفاً حد التخمة، ولم يكن يفكر بمواطنيه الفقراء قبل الأضواء، وضجيج تصفيق المتابعين له ليل نهار ،ولا يكمل الحديث دون المرور على مناضلين من نوع آخر. هؤلاء المناضلون يقيمون الدنيا طلباً لحرية من يشبههم، وينتمي إلى تيارهم، ولكنهم في ذات الوقت، يطالبون بسجن هذا، وجلد ذاك، ممن لا ينتمي إلى منظومتهم الحزبية، فهؤلاء ليسوا طلاب ديمقراطية، يعيش تحت مظلتها الجميع، بقدر ما هم طلاب سلطة، ليتمكنوا من الثأر من خصومهم، بل والقضاء عليهم، لو تمكنوا من ذلك، وخلاصة الأمر هي أن النضال صعب، وطويل سلمه، إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه، زلت به إلى الحضيض قدمه ومعظم مناضلي العالم الثالث هم من هذا الصنف الرديء، وتلفتوا حولكم لتروا مصداقية ذلك ،و ختاماً أقولها و قد سئمنا كل شيء فيكم و سئمنا نضالكم و طلعتكم الغادرة و التي هدفها في الأصل التلميع و الخداع والحقن بالمسكنات، لهذه الشعوب الذي طالت معاناتها ..