لا نبالغ ابدا إذا قلنا بأن مهمة الصحفي اصبحت اليوم صعبة ومحفوفة بالمخاطر وقد ربما تعرض من يضطلع عليها إلى فقدان حياته كثمن للوصول إلى المعلومة الصحيحه فإنها بذات الوقت فعلا نعتبرها مهمة نبيلة وراقية لأن الصحفي هو بمثابة العين والراصد لما يدور حوله وبالتالي فإن هذا العمل يؤهله ان يكون موجها للأحداث واتجاهاتها بشرط أن يراعي موجبات العمل الصحفي المهني النزيه وهي الحيادية وعدم الانحياز وراء مصالحه الشخصية او اي جهة اخرى كانت تتنافى مع مهنته وبحثه عن الحقيقة وخدمة الرأي العام وتقديم المعلومة التي تأخذ بعين الاعتبار والاهتمام بقضايا المواطنين وحل مشاكلهم مع الجهات الرسميه الممثله للدولة ووضع مصلحة الوطن في العين الاخرى للحفاظ على أمنه بعيدًا عن الإثارة الصحفية التي قد تقع الصحفي بالمحظور لاقدر الله. ولكي يأخذ الصحفي دوره لابد عليه أن يكون متسلحا بالمعرفة والثقافة والابتعاد من فيروسات العنصرية التي دمرت شعوب باكملها وهذا كله من ألاعيب السياسيين الذين يحاولون توظيف الإعلام لخدمة أهدافهم الشخصية فقط لكسب ود الصحفيين واستخدامهم كاداة من اجل تنفيذ مخططاتهم القذرة المماثلة للعيان.
الصحفي الحقيقي في المجتمع هو ليس شخص مراقب اوراصد لما يدور حوله وإنما كقائد وموجه للأحداث وبما يخدم مهمته النبيلة وضميرة الانساني.
ولكن للأسف الشديد ان ما نشاهدة اليوم من تنافر (عنصري وعقائدي وسياسي ومناطقي ومذهبي) قد طالت إلى شخصيات صحفية وإعلامية أصبحت اليوم أبواقاً لجهاتها الشخصيه على حساب المهنية والحقيقة والمصداقية الغائبه استطيع ان اسميها الصحافة (الصفراء) اعتذر عن هذه التسميه ولكن هكذا هم يريدونها في الحقيقيه وهذا عامل خطير يجب التصدي له قبل أن تتفشى هذه الظاهرة بين الشباب الصحفيين لان البعض منهم "يلمعون السواد ويزيدون البياض قبحا على حسب رغبات الجهات التابعين لها أو حسب إنتمائهم السابق ذكرها وهنا إن لم تظهر المصداقية المطلوبة بالعمل الصحفي والامانه التي حملت على عاتقه لايمكن أن تنسجم الفكرة مهما كانت صيغتها اوكيفية طرحها بالتالي من المستحيل ان يتقبلها الرأي العام اتركوا الصحافة (الصفراء) لاهلها لانها غير لائقة عليكم وتوجهوا باقلامكم نحو بناء الوطن.