يعتبر الغزو الفكري جيش يستعمر العقول، فمن السهل تحرير الأوطان ولكن من الصعب تحرير العقول، أي لا يمكن الاوطان أن تتحرر أن لم تتحرر عقول أبناؤها أولا، فيما لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور وهو مستعمر فكريا. صحيح أن الجنوب تعرض للغزو في عام 1994بعد أربعة أعوام من تحقيق الوحدة اليمنية ، بالجيش والعتاد العسكري، وهذا شيئا أعتاده الجميع بإن تحدث مثل هذه الأحداث في أي بلد كان لأن الطامعين لا تقف رغباتهم عند حدا بل ولا تكتفي بشيء معييا ولكن هذا لن يدوم طويلا، وظل الشعب الجنوبي يعاني هذا الاحتلال فترة طويلة ولا يزال يعاني منه،، وظل يصرخ من بطش هذا الاحتلال الغدار الجاثم على أرضه، ويطلق نداءاته للعالم أجمع لمد يد العون لأجل التخلص من هذا الاحتلال ألهمجي الذي غدر بمشروع الوحدة ، وحول الممتلكات الجنوبية إلى غنائم حرب للشماليين. أي إنه لا توجد وسيلة بشعة إلا ومورست ضد شعب الجنوب، ولكن هذا الأعمال ليست بقريبة عن احتلال أحتل أرضا ما، في حين يتجاهلون الخطر الكبير الذي يزرعه الاحتلال بهم، والذي هو الغزو الفكري الذي غزانا به وزرعه فينا الشماليون والذي هو أكثر خطرا من تواجد الترسانة العسكرية التابعة للاحتلال في الأراضي ألجنوبية . أي كان الشعب الجنوبي يشكون تواجد الترسانة العسكرية على أراضيهم ويتجاهلون الغزو الفكري، والآن ينظر الشعب الجنوبي أنه تحرر من الاحتلال بخروج الترسانة العسكرية، وهو لم يتحرر بعد، لأنه لم يتحرر من الغزو الفكري، حيث إن هناك الثقافة التافهة التي استنسخها وللأسف بعض الجنوبيين من الغزاة والتي هي العنصرية القبلية ، والمناطقية ونهب أموال المواطنين من قبل القيادات. استقطاب الجنود وتجنيدهم،وتفريقهم إلى البيوت لأجل أخذ عليهم جزء من الراتب، البسط على بعض قطع الأرض العامة ، كالمتنفسات والحدائق والمصانع الخارجة عن الجاهزية وكانهأ ورثها أبيهم ، وليس للشعب ككل، يعني متنفذين الذي ظللنا نعاني من هذه الفئة، الرشوة بكافة المجالات،انتزاع الأمانة والولاء للوطن وا وا وا كثير من السيئات التي مارسها الغزاة في مجتمعنا زارعا إياها في عقولنا، أستنسخها اليوم وللأسف بعض الجنوبيين ليمارسوها في بلدهم وبأهاليهم بعد أن أصبحوا مسؤولين ، تعتبر الغزو الفكري أبشع الوسائل التي أستخدمها الشماليون الأحتلاليون للجنوب ضد شعب الجنوب والتي تتنافي تماما مع النظام القانون، كل هذا يحدث في الجنوب حاليا ، استنساخ من الاحتلال ، بعد ظننا بإنناء قد تحررنا فلم نتحرر بعد وهذا الأفكار لا زالت مستعمرة لعقولنا. قبل أن تنفجر الحرب ،وفي ظل وجود جيش الاحتلال على الأرض الجنوبية كان شعب الجنوب لا يفكر إلا بهذه الترسانة العسكرية ، و يتجاهلون الغزو الفكري ، واليوم ينظر شعب الجنوب بأنهم تحرروا ولكنهم حقيقتا لازالوا مستعمرين بأبشع الاستعمار الذي هو الغزو الفكري، في حين ليس صعبا طرد هذا الجيش..وشي طبيعي إن الأحرار لا يعجزهم طرد الاستعمار، ولكن الغزوا الفكري خطر ومشكلة كبرى تعيق بناء الدولة ومن الصعب التخلص منه، فألغزوا الفكري هو جيش يستعمر العقول وليس الأوطان،فمن السهل تحرير الاوطان ولكن من الصعب تحرير العقول. فاليوم وبعد خروج عتاد جيش الاحتلال أيها الجنوبيين من أراضيكم الذي طالما أستكبر تموه وهو بالأصح لا يمثل جزء بسيط من الغزو الفكري وليس إخراجه أصعب من تحرير العقول من الفكر، هنأ أدركنا بساطة طرد الاحتلال ، بالالتفاف حول بعض والإخلاص. فهل باستطاعتنا الآن الوقف ضد الفكر الذي ورثه البعض من الاحتلال،حتى ننهي بقايا الاحتلال ونتخلص من كل أساليبه السيئة وفكرهم العقيم ؟ لأن لا تحرير للوطن أن لم تتحرر العقول أولا، وفي حال ظلت العقول مستعمرة بفكر الشماليين اللئيم والغير أخلاقي ، فليس باستطاعتنا بناء الدولة الجنوبية الذي ننشدها .