لقد استطاع شعبنا الجنوبي أن يحقق أبرز الانتصارات التي يزخر بها تاريخه الكفاحي الطويل، فكل التحية إلى جماهير شعبنا الجنوبي وإلى كل مناضلي ورواد الثورة الجنوبية الخالدة الذي توج بها شعبنا كفاحه المسلح بمحاربته الاحتلال من اجل انتزاع استقلاله الوطني وما زال يناضل باسم ثورته لتحرير الأرض والإنسان من نير الاحتلال اليمني المتخلف... لقد عزز شعبنا انتصاره التاريخي بتفجير ثورته المباركة الظافرة ليواجه الاحتلال اليمني ويجبره على الرحيل من الأرض الجنوبية برغم ما كان يمتلكه الاحتلال من قوة وما امتلأت به ترسانته الاحتلالية من أسلحة تدميرية وعتاد عسكري إلا أن إباء الثوار الجنوبيين وإصرارهم واستبسالهم كان الأقوى من كل تلك الأسلحة والعتاد حيث صنع شعبنا تحولاً تاريخياً هاما وباتت قضيته تحتل كل المحافل الدولية... وهذه الخطوة تعتبر بداية عودة دولة الجنوب للإرادة المستقلة للشعب الجنوبي بعد ان اقترب كل أبناء وطننا الجنوبي أكثر من أي وقت مضى في لحمتهم المصيرية التي ظل الاحتلال اليمني عاملاً خطيراً يقف متآمراً مع الأنظمة الموالية له من أجل الحيلولة دون تحقيقها، وظل شعبنا يناضل في أجواء شائكة وفي ظل مؤامرات عدوانية شرسة أخذت تتواصل وتتداعى بدون كلل ضد شعبنا الجنوبي المكافح بهدف تمزيقه وإضعاف قدراته وإبقائه متمزقا يعاني من ويلات الانقسام والتشرذم ولكنه استطاع أن يتصدى بحزم وحسم لكل أشكال التآمر وأن يتجاوز كل المعوقات والصعاب والمحن . إن قرب الاعتراف بالدولة الجنوبية قد أفقد المحتلين صوابهم، فعادوا يمارسون أحقاد تآمرهم من جديد ضد الشعب الجنوبي ولحمته الخالدة، وإننا لعلى ثقة كبيرة بأن شعبنا الأبي المتمرس في كل معارك النضال الوطني الصاعد والمدرك بأن وجوده الحضاري لم يتحقق كاملاً إلا بوحدة صفه التي سوف تفشل تلك المؤامرات، وليس أمام أعدائه إلا أن يتلقوا المزيد من دروس الخزي والعار بعد ان أفشل شعبنا تآمرهم وحقق بداية انتصار ثورته الخالدة مؤكدا بأن كل أعمال التآمر العدوانية الحاقدة لا تزيده إلا صلابة وعناداً ثورياً واعطته قوة في التعامل المقتدر والحكيم مع أعدائه المحتلين ومن يقف وراءهم من المتآمرين... وما كان لهذا الانتصار أن يتحقق لولا صدق الإرادة وإخلاص العمل والوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن تنتصر ثورتنا الجنوبية ويتحقق لوطننا التحرر والاستقلال.. لقد قدم شعبنا من أجل ذلك تضحيات جسيمة لا تقدر بثمن وليس لها مثال في التاريخ عندما واجه الاحتلال اليمني عبر مسيرته النضالية التي تتسم بخصائص متميزة عن كافة الحركات الوطنية في خضم المد القومي العربي... إن الثورة الجنوبية أصبحت اليوم أقوى ما تكون صلابة في الواقع وأفضل ما تكون عطاءً في حياة الشعب الجنوبي حاضراً ومستقبلاً.. وانها لثورة حتى الاستقلال...