من المؤسف أن تحيا في وطن مليء بالمآسي والفتن ومحاط بالأزمات من كل اتجاه أن تكون على مقربة من الخطر وتعيش في قلب الأحداث المثيرة تشعر بالخوف بسبب غياب الأمن وتدخل في دوامة المشاكل التي يصعب حلها. ولكن من الجميل أن تتحدى كل شيء من هذا كي تثبت وجودك أن تصنع لك كيان خاص رغم كل العقبات والعراقيل, أن تصنع الابتسامة وتزرع السعادة لكل من حولك حتى بأبسط الأشياء عندها تذلل لك الصعاب وتفرش لك الأرض ورودا لتسير عليها بكل فخر لا تأبه لكل السلبيات التي تحاصرك بل تمضي للأمام. منتخبنا الوطني الناشئ هو أكبر نموذج لكل ما ذكر شبابه الموهوبين وطاقمه التدريبي استطاعوا أن يتحدوا كل صعاب الوطن وقساوة الظروف للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا بعد فوزهم بمباريات المجموعات بتسجيلهم أهداف مميزة وتقديم أداء أكثر من رائع بشهادة الجميع وبفضل التعاون الذي بدا واضحا بين اللاعبين والمدرب وإدارة المنتخب, هم وحدهم تمكنوا من لملمة ما بعثرته السياسة اللعينة ووحدوا كل الصفوف في مختلف المحافظات من أجل متابعتهم ومشاركتهم فرحتهم الذي اعتبروها مخرج للحرب الطاحنة التي ما تزال في مناطق غير المحررة وآثارها الباقية إلى هذه اللحظة في المناطق التي حررت وجعلوا الجميع يصفق لهم بحرارة ويتجاوب معهم بل يدعمهم ويساندهم. بعد عودتهم إلى أراضي الوطن والاستقبال الحافل لهم من قبل مختلف الجماهير والجهات المعنية في وزارة الشباب والرياضة والاحتفال بهم والتعبير عن فرحة النصر بطرق مختلفة , اصبحوا اليوم مثال لتمثيل الوطن بصورة مشرفة وتتهافت عليهم الوسائل الإعلامية المختلفة وحديث مواقع التواصل الاجتماعي بين سلب وإيجاب.
بعد كل هذا الصخب تأهلوا إلى نهائيات كأس آسيا في انتظار الانتصار الكبير رغم صعوبة المهمة هاهم اليوم في تحد آخر لمواصلة التدريبات والتركيز للقادم بعد التواصل مع بعض لاعبي المنتخب ومعرفة ابرز الصعوبات التي تعرضوا لها وشعورهم بالفوز والتأهيل ورسائلهم للحكومة وأعددنا الحوار التالي... حاورتهم : دنيا حسين فرحان عبدالرحمن اليزيدي مهاجم في المنتخب : البطولة كانت رائعة خصوصا أن قطر الدولة العربية تشبه الدول الأوروبية كثيرا من ناحية الرياضة والملاعب و التنظيم، والحمد لله كل شيء كان بخير وسار وفق ما تمنيناه. أما من ناحية أدائنا كمنتخب فأنا اشكر الكابتن محمد ختام مهندس لعبنا وصنع شيئا عظيما من لا شيء واصبح المنتخب بعد التأهل مثال يحتدى به, نحن لم نتلق الدعم المادي لكن هناك شيء واحد يجمعنا كان الحب وحب المكان الذي نلعب به وحب بعضنا البعض شعرنا كفريق واحد مهما فرقتنا المناطق اتفقنا على ترك كل ذلك وراءنا وركزنا فقط على كيفية التقدم بشيء، وهناك شيء جميل كنا تتشارك به هو أننا نريد التأهل كيفما أمكن، والله دائما يعطي العبد على حسب نيته فالتوفيق من رب العباد.
وشعوري بالفوز.. لا أعتقد أن أي أحد يستطيع وصف الراحة بعد التعب.. شعور جميل جدا لا استطيع التعبير عنه . عبد الكريم علي النوبة (ظهير في المنتخب): شعور الفوز لا يوصف بكل تأكيد بعد كل ما بذلناه من جهد وتعب توجنا بهذا النجاح الكبير, لكن مشكلتنا هي نقص الإمكانيات من ملابس الرياضة من أحذية من مستلزماتنا كلاعبين، إضافة لإقامة معسكرات للمنتخب داخل الوطن بشكل مستمر وتكثيف التدريبات إضافة إلى التنسيق مع دول عربية لإقامة معسكرات خارج أراضي الوطن نحن بحاجة لها حتى نصل إلى مستوى جيد من اللياقة والثقة بالأداء, اذا توفر لنا كل شيء ستسهل علينا المهمة في مواصلة الانتصارات ونأمل من الجهات المعنية أن تدعمنا وتقف إلى جانبنا حتى نشرف الوطن ونحقق إنجاز للجميع. سيف (لاعب وسط ارتكاز في المنتخب ): قبل أن نخوض أي مباراة كنا نشعر بالخوف والقلق من أن لا نتمكن من اللعب جيدا ونخشى أن نخسر بنتائج ثقيلة, لكن الحمد لله تلقينا دعما معنويا كبيرا من المدرب والجهاز الفني للمنتخب من أول فوز لنا شعرنا بإحساس لا يوصف انبعث فينا الأمل لمواصلة اللعب بحماس حتى نحقق انتصارا آخرا، وبالفعل هذا ما حدث وجدنا أنفسنا نحقق فوزا في مباريات متتالية، ونتأهل إلى نهائيات كأس آسيا رغم كل الظروف التي تمر بها بلدنا، والحرب التي دمرت كل شيء، شعرنا بالفخر عندما شاهدنا فرحة الجماهير وتشجيعهم لنا، لذا نريد أن نستمر في الانتصار حتى نصل لهدفنا ونشرف بلادنا. عبدالله السعدي (حارس مرمى المنتخب): مخاوفي كحارس عرين المنتخب اليمني للناشئين كانت كبيرة، لأن الفريق هذه أول مباراة له دولية يخوضها، فشيء طبيعي أن يكون هناك مخاوف والحمد لله تجاوزنا بفضل الله وبفضل الثقة التي كسبوها الرجال والأبطال وبفضل الكابتن محمد ختام حفظه الله مهندس التأهل. أهم سبب لنا بالتأهل كانت روح الأخوة والاحترام والتآخي ما بين اللاعبين نحن تركنا كل السياسية الفاضية التي لا تأتي إلا بالخراب، فأنا وكل لاعب بمنتخب الناشئين رمينا كل شيء بجانب وركزنا على هدف واحد هو كيف سنصل للتأهل والحجز مقعدنا لكأس آسيا، ولكن هذا لا يعني أنننا سنتوقف لهذا غير صحيح نحن عزمنا الفوز بالمشاركات والمباريات ضد قطر وبنجلادش الذي كان خصما اجبرنا على احترامه بالمستوى الجيد الذي قدمه، نحن لا نريد فقط كأس آسيا نحن نريد كأس العالم للناشئين، نحن نريد أن نحقق ما عجز عن تحقيقه أي منتخب ناشئين باليمن الحبيبة، ولكن هناك أشياء صعبة وحواجز سوف تواجهنا لكننا لها بالمرصاد. أما الرسالة التي أوجهها لجمهورنا الحبيب الذي كان له دور كبير بإكسابنا الثقة لمواجهتها كل الصعوبات والمخاوف فأنا باسمي وباسم كل أسد يمني اشكر كل من وقف وساعد المنتخب بهذه الفترة واشكر الجمهور واشكر الصحفيين وأشكرك أختي واشكر كل يمني حر أبي أرهقته الحروب، شكر خاص لكل من استقبلنا عدنوبصنعاء شكر مني ومن كل لاعب بمنتخب الناشئين اليمني. عبدالله الآنسي (لاعب وسط بالمنتخب): بصراحة نحن عانينا ووجهنا الكثير من الصعوبات أولها كانت الفترة قصيره جدا للاستعداد شهر ونص تقريبا ومعسكرين فقط والإمكانيات كانت ضئيلة وشحيحة جدا لكن بصراحة كان الكابتن محمد ختام لهٍ فكر آخر واستطعنا بالتغلب على ضيق الوقت وقلة الإمكانيات بتركيز الكباتن محمد ختام والكابتن وائل غازي على العامل البدني الذي أفدنا في المباريات كثيرا وأيضا لم نلعب حتى مباراة واحدة دولية ودية مع أي منتخب وكانت مبارياتنا الودية كلها في صنعاء مع الأندية. و أكبر شيء كان متعب السفر الطويل عندنا سفرنا برا من صنعاء إلى صلالة بسلطنة عمان, والأجواء كنت حولنا مشحونة بالحماس والتفاؤل الذي كان دائما يعطونا المدربين والإدارة برغم قلت الإمكانيات إلا أن الإدارة الفنية كان لهم جهد جبار بذلوه معنا وساعدونا على تغلب الجواء السلبية. وأيضا لا انسى زملائي الذين أكن لهم كل الود والاحترام لانهم كانوا كأسرة واحده في كل شيء تكاثفنا وتعبنا وقهرنا الصعاب وسر نجاحنا والتأهل الذي حققناه يعود إلى الجهاز الفني الذي تعلمنا منهم الكثير والكثير من الأشياء وكنا عند حسن ظن والإداريين والبعثة والشعب اليمني بأكمله. محمد خالد الفقيه (مدافع في المنتخب): مخططنا الاستعداد المبكر للنهائيات والوصول إلى كأس العالم وبعد هذا التكريم من الجميع سواء في عدن أو صنعاء ازدادت المسؤولية على عاتقنا كلاعبين بالاستعداد الكبير وتقديم نتائج مشرفة تليق بما قدم لنا من دعم وحفاوة الاستقبال والتكريم الرائع وإن شاء الله نكون بالموعد ونتأهل إلى نهائيات كأس العالم، نتمنى من كل الجهات المعنية في إعداد المنتخب و المبادرة والتسريع في وضع خطة سريعة للتحضير المبكر للإعداد لنهائيات والاستفادة من الأخطاء السابقة وعدم تكرارها وهي التأخير في تحضير المعسكرات والمباريات الودية للوصول للجاهزية المثالية للنهائيات. أتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساعد في تحقيق المنتخب على هذا الإنجاز من رئيس اتحاد وأعضائه ورئيس البعثة وأعضائها وكل الجهاز الفني والإداري والطبي والخدماتي بقيادة الكابتن المحنك كابتن محمد ختام وكل معاونيه وكل إخواني اللاعبين، والجمهور ونعدهم ببذل كل قصارى الجهد لتحقيق نتائج طيبة في قادم الأيام ورسم البسمة على وجوه الشعب اليمني.