في هذه اللحظات التي تقضونها وأنتم تفكرون كيف ستحصلون غدا على مليون ريال من عائدات أرباح سلعة احتكرتموها وخبأتموها عن الناس وتنوون غدا بيعها في هذه اللحظات يوجد ومن جيرانكم ربما من يفكر كيف يحصل غدا على حفنة دقيق أو حفنة أرز يطعم بها أبنائه
في هذه اللحظات التي تنوون فيها أن غدا سيكون موعدكم للبسط على أراضي لتشيدوا عليها عماراتكم من عائدات السحت والإحتكار وعرق الغلابى ودماؤهم ، في هذه اللحظات يوجد من جيرانكم من يقلب في يديه آخر خاتم من حلي زوجته وسيكون غدا موعد بيعه ليدفع لكم ثمن قوته ووقوده وعلاج أولاده لسويعات
يوجد في هذه اللحظات من يذرف الدمعات حسرة وكمدا لأنه لا يجد ثمن ملعقة دواء يسكن بها حرارة طفله أو لن يجد ما يستر به جسد إبنته أو لن يجد ما يجبر به كسر خاطر ولده
في ذات اللحظة التي تفكرون فيها كيف يأتي أحفادكم بعد عشرين عاما ليجدوا ملايين تنتظرهم من إحتكاركم وظلمكم، يوجد من يفكر وقد إنتحب في جوف الليل وبل وسادته من دموعه كيف يستطيع ان يدبر بطانية لولده تقيه من شدة البرد
كلكم تفكرون! أنتم وهم تفكرون !! لكن شتان بينكم وبينهم!!
هم يبحثون عن لقيمات تحييهم لساعات بينما أنتم تسعون لتكديس ثروات تكفيكم لسنوات
وبذات اللحظات إذ أنتم فريقا في التخمة وهم فريقا في الحسرات يرقبكم من فوق سبع سماوات رب عظيم عدل لاينام لا يسهو ولا تختلف عليه اللغات
رب رحيم لا تفوته دمعة محروم، مضطهد، ومظلوم وعائل فقير كما لا تفوته ابتسامات الظفر والغرور التي تظهر على وجوهكم الكالحة وأنتم تعقدون الصفقات وتخططون كيف تحولون الدمعات والزفرات وذل الحاجات وأنين الأطفال تحت وطأة البرد والجوع والمرض الى ملايين ومكتسبات
هذا الرب لم يمنحكم هذه القوة وهذه الجرأة على الجشع والطمع لأنكم من خاصته وذويه ، كما لم يحرم أولئك من اللقمة وملعقة الدواء والدفء في الشتاء لأنهم له خصوم وأعداء كلا وكلا وكلا
بل يبتليكم بالعطاء ويبتليهم بالمنع فينظر كيف تعملون وكيف يعملون
يرقبكم هل ستندمون وترحمون أم إنكم ستطغون وتتجبرون وحينها ستذلون وتقهرون وتصير أموالكم حسرة وندامة وغصة
ويرقبهم هل يصبرون ويحتسبون ويبكون بين يديه وينتحبون وله يتذللون وحينها سينتصرون وعليكم سيضحكون يوما ما ويسخرون، ربما أقرب مما تظنون
راجعوا أنفسكم ارحموا الناس وبيعوا للناس السلع التي تخبئونها وتحتكرونها وترفعوا أسعارها بيعوها بأسعارها وفوائدها حين دخلت مخازنكم وخزاناتكم فقد بلغت القلوب الحناجر وأصبح الناس يكرهونكم وينظرون إليكم أنكم وحوش ويتمنون لكم الشر والذل والهوان
ووالله لأن تورثوا لأولادكم حب الناس ورضى ربهم مع قلة المال لهو خير وأبقى من أن تورثوهم القصور والدور والأرصدة مع كره الناس لهم وسخط الله ومقته فأيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به
ارحموا الناس قدر ما تستطيعون ارحموا الناس لعلكم ترحمون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون