العرب او بالأصح (العربان) يكرسون كعاداتهم الانقسام العربي ويتنافسون بضراوة على حصاد المركز الاول للعمالة والتبعية في تاهفت كبير قل نظيره لخدمه مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي نظر له برناردلويس وأعلنته كوندليزا رآيس وكولن باول ودشنه رآمسفلد قبيل غزو العراق! وهناك نوع من الإدراك المتنامي لدى النخب السياسيه العربية التي تقف على الحياد من المحورين العربي والإيراني يتنامى اعتقاده حول مايدور في المنطقه عن انه والى حد بعيد (لعبه استخبارا تيه) تدار بدقه متناهية في التنفيذ وتوزيع الادوار بين كل المنفذين لتلك اللعبه الاستخباراتيه التي يلعبها العرب والفرس والأتراك والأكراد في آن واحد! وتستمر حاله الضوضاء الصوتيه الموغلة في استشعار الخطر الداهم قريبا والمصاحبة لهاجس من الترقب الذي يدعي ان الحرب في المنطقه بين اسرآئيل وحلفاء ايران باتت وشيكه! و لا ينتهي مؤشر صعود فرضيه الحرب المصاحب لشعارات (الحرب المقدسه) لتحرير فلسطين والأقصى الشريف!مع التسليم الكامل لتلك النخب ان قرار اعلان القدس عاصمه لدوله اسرآئيل هو مقدمه للحرب التي ستشنها اسرآئيل ضد حزب الله اللبناني! وفي المقابل للمحور (الايراني العربي الشيعي) محور (عربي سني) يناهض المحور الايراني في كل الملفات المشتعلة! ومن الواضح ان هناك إصرار قطعي حاسم لدى المحورين على عدم (التوافق) قدما إزاء التهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي لن تستثني احد!والمحور العربي السني الذي تقوده السعوديه لايثق البته في الدور الذي تلعبه ايران وترى فيه تهديدا لأمنها واستقرارها على اكثر من صعيد عربي في لبنان والعراق وسورياواليمن! ولايمكن لنا ان نغفل الدور الروسي المؤثر بعيد تدخله المباشر في سوريا والذي جاء عن طريق ضوء اخضر امريكي في اطار اللعبه ذاتها التي (توزع الادوار) على كل اللاعبين! والتطورات على أشدها بعد ان طفت على السطح اسباب الدفع المسبق لثمن واشتراطات الحرب القادمة والتي لايستطيع المتابع والمحلل لها التنبؤ بماهية طبيعتها متى ما اقدمت اسرآئيل على اشعالها وهل ستكون ضد حزب الله فقط!ام انها ستكون حرب استباقيه شامله ضد ايران ومحور حلفائها حزب الله وحماس وسوريا والعراق!وقد اعلنت حكومة نتنياهو عزمها القيام بضربه استباقيه ضد ايران اكثر من مره! ومايدور استوقفني مع الذاكره لحديث للراحل المفكر السياسي المصري محمد حسنين هيكل قال فيه (ان اسرآئيل قد شرعه في التفكير جديا في اقامه (الهيكل) على انقاض المسجد الاقصى من خلال مخطط تعتمد فيه على استراتيجيه الحروب الطائفيه وأشار ان ايران ذاهبة في ذلك الاتجاه الذي صدرته تل ابيب كما صدرت طهران تماما الطائفيه في لباس الثوره الاسلامية ولا ارى هيكل وما قاله بعيدا عن مايدور حتى الان! ولكن أليس المحور العربي السني يفعل ما تفعله ايران ولو لم يكن بنفس الفعالية المتناهية لطهران! ومع هذا يضل الموقف بين المحورين معقدا خاصة وان المحور العربي السني سيدفع الكلفه الماليه لهكذا حرب بعد الفشل الذريع في سورياولبنان والعراق والجاري في اليمن حتى الساعة! وتبقى كل الخيارات الاسرائيلية على أهبه الاستعداد للتحرك الذي يبدو انه سيكون وشيكا بعد هزيمة داعش والتوافق التركي الروسي على هامش قمة سوتشي التي جمعت اردوغان وبوتين! وإسرائيل مازالت على الخيار من هكذا حرب واسعة النطاق في المنطقه على ايران وحلفائها وهزيمتها في حرب تموز مع حزب الله ليست ببعيدة فكيف وهي تحارب ايران وحماس وقد ربما سوريا المنهكة من تبعات صراع المحورين والعراق المنتصرة في حربها مع الدواعش! بيد ان ايران هددت اسرائيل من مغبة اي هجوم عسكري اسرائيلي ضد حزب الله الذي قد ربما تخذله اذا تعقلت تل ابيب واستثنت ايران من الحرب! وأتمنى ان لايحدث ذلك وان لاتقول ايران لحزب الله وحماس أذهبا فقاتلا إنا هاهنا قاعدون!!