أثرت القرارات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشرفين على المقيمين تأثيرا بليغا ، وربالغم من أن تأثيرها قد طال كل المقيمين إلا أن وقعها كان أشد على المقيم اليمني والذي تشكل حالته حالة خاصة، ونتمنى من حكومة الحرمين الشريفين عمل إستثناءات للمقيم اليمني لعدة أسباب منها : 1- الإرتباط التاريخي والجغرافي والقبلي للشعبين ( وما قصة قبيلة جرهم ومكة منا ببعيد ) 2- هجرة اليمنيين إلى المملكة لطلب الرزق منذو قديم الزمان ، ويعتبر معظمهم أن المملكة هي موطنهم الثاني والذي قد يفضّله كثيرا منهم على موطنه الأصلي وأخص الذين نبتوا في هذه البلاد وترعرعوا فيها وأُشربوا من ثقافتها واعتادوا على نمط حياتها . 3- الأمن والأمان التي تنعم بهما المملكة وسماحة وحسن التعامل من النظام والشعب والتقدير المستمر للآخوّة والجوار من الحكومات المتتالية . جعلها ملاذا لكثر من اليمنيين. 4- فرص العمل والتي كانت تعتبر المملكة مصدر رئيسي لطلب الرزق لما تنعم بِه من انفتاح وتنوع تجاري وكثافة سكانية وحركة مسافرين والتي تشكل مصدرا ورافدا للعمليات التجارية في مختلف الأنشطة . 5- الحالة الاستثنائية التي تمر بها اليمن جراء الحرب الدائرة فيها وإنعدام الأمن وأيضا إنعدام مصادر الدخل بالإضافة إلى إنتشار الأمراض وتوقف الحياة الطبيعية التي يستحقها الأنسان كي يعيش ويمارس حياته الطبيعية . إنّ كل هذه الأسباب وغيرها من العوامل التي لا نستطيع ان نوردها هنا تلزمنا جميعا ً ابتداء من رئيس الجمهورية والحكومة وكافة القيادات والمنظمات والأحزاب إلى نبذ الخلافات السياسية والعمل يدا واحدة لإنتشال المواطن اليمني والمغترب اليمن من بحر الالآم والمعاناة التي يكاد أن يختنق بهما في الداخل والخارج ، لذا فإننا مطالبون كقيادة شعب ودولة أن لا نُسيِّس حياة المواطن ولا نساوم في معيشته وحياته ونتحرك جميعا على المستوى الحكومي والمجتمعي والاعلامي والشعبي بتقديم التماساً إنسانياً لقيادة حكومة المملكة والطلب منها الوقوف الفعلي على حالة المقيم اليمني في هذه الأيام وإعادة النظر في القرارات أو استثناء المقيم اليمني منها على الأقل في الوقت الحالي الذي لا يخفى على إحدٍ وبسببه ضاقت باليمني الأرض برحابتها وتقطعت به السبل وأغلقت في وجهه كل المخارج . وإننا إذ نقدم هذا الإلتماس إنطلاقا من ثقتنا بالله ومن ثم بحكومة خادم الحرمين الشرفين ، وإستناداً لتاريخ العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين ، وطمعاً في كرم حكومة خادم الحرمين الشريفين لتفهُّم وضع المقيم اليمني والمصير المأساوي الذي سيؤول إليه كنتيجة لهذه القرارات وحال وطنه الجريح .
ونشير هنا إلى بعض النماذج : إن من الأسر من لا يعرف موطنه ولا يملك من اليمن الا جنسيته في أوراقه الرسمية ،ومنهم من لا يملك بيت يأويه ، ولا عملا يؤمن له قوت يومه .... فإلى أين هم سائرون . وإنني إذ أطالب بإعادة النظر في الوضع الخاص للمقيم اليمني في هذه الفترة إلا أنني لا أُبَرِّئ القيادات اليمنية أبتداء من منصور وحكومة بن دغر ومرورا بقيادة المجلس الإنتقالي وانتهاءاً بالوزراء والسفراء والممثلين لليمن من التكليف والواجب المناط بهم تجاه وطنهم وإنهاء الصراعات السياسية والإلتفات إلى بناء الوطن وحفظ كرامة المواطن اليمني التي أصبحت تداس تحت الأقدام في كل العالم ، كما أطالبهم بالعمل لمصلحة الوطن والمواطن لا لمصالحهم الشخصية، فما هم إلا موظفين لدى الشعب لا مالكين لثرواته حتى يقدم الشعب غربان لزيادة أرصدتهم المالية ، ولا نعفيهم يوم القيامة من كل ما صنعوه بنا ولن نسلبهم ما صنعوه لنا ، ونذكرهم بمقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ويلك يا عمر ، لو أن بغلة تعثرت بفي العراق لسئل عنها لما لم تمهد لها الطريق ياعمر ).
أسال الله العظيم أن يمن علينا من فضله ، وأن يفتح علينا من واسع رحمته وكرمه ، وأن يهدينا ويهدي قياداتنا وقيادة المملكة لما فيه مصلحة العباد والبلاد ، وأن يكفينا ما أهمنا ، وأن يقدّر لنا الخير حيث كان ، ويرضينا بما قسم لنا ، ويكفينا شر طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير . اللهم إسمعنا خبر خير تجبر به كسرنا ، وترفع به قدرنا ، وتعز به أهل طاعتك ، وتهدي به أهل معصيتك اللهم آمين . اللهم أبدل حالنا إلى خير .. اللهم آمين .