أعترف التلفزيون الرسمي الايراني بمقتل عشرة اشخاص في احتجاجات واسعة في عدة مدن في البلاد . وقال التلفزيون الرسمي الايراني إن عشرة أشخاص قتلوا يوم الأحد في اضطرابات بإيران تمثل أجرأ تحد لقيادة الجمهورية الإسلامية منذ التوتر عام 2009 فيما أثارت دعوات للمزيد من المظاهرات في البلاد يوم الاثنين احتمال إطالة أمد القلاقل. وبدأت المظاهرات ضد الحكومة والمؤسسة الدينية التي تتولى السلطة في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979 يوم الخميس وجذبت إليها عشرات الألوف. وحثت بيانات لا تحمل توقيعا ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين على التظاهر مجددا في العاصمة طهران و50 مركزا حضريا آخر. وإيران منتج كبير للنفط في أوبك وقوة إقليمية لكن مشاعر الإحباط تزايدت فيها مع تدخل البلاد بقوة في سوريا والعراق في إطار منافسة السعودية على النفوذ في المنطقة. ويؤجج هذا التدخل الغضب في الجمهورية الإسلامية إذ يرغب الإيرانيون بأن يوفر قادتهم الوظائف بدلا من خوض حروب مكلفة بالوكالة. واندلعت الاضطرابات في مشهد ثاني أكبر مدينة إيرانية احتجاجا على ارتفاع للأسعار لكنها سرعان ما انتشرت وتحولت إلى مسيرات سياسية. وطالب البعض الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بالتنحي ورددوا هتافات مناهضة للحكومة التي وصفوا مسؤوليها باللصوص. والمتظاهرون غاضبون بسبب البطالة والمصاعب الاقتصادية في بلد وصلت فيه نسبة البطالة بين الشبان العام الماضي إلى 28.8 بالمئة. محتجون في طهران يوم السبت في صورة حصلت عليها رويترز من وسائل التواصل الاجتماعي. صورة لرويترز واستمرت الاحتجاجات خلال الليل رغم دعوة الرئيس حسن روحاني إلى الهدوء قائلا إن الإيرانيين لهم حق انتقاد السلطات، لكنه حذر من أن السلطات ستتصدى للاضطرابات. وقال روحاني ”الحكومة لن تتهاون مع من يقومون بإتلاف الممتلكات العامة ويخرقون النظام العام ويثيرون القلاقل في المجتمع“. وأُلقي القبض على المئات لكن قوات الأمن تتحلى بضبط النفس إلى حد كبير. وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة أطلقت مدافع المياه يوم الأحد في محاولة لتفريق المتظاهرين. وتحولت المظاهرات إلى العنف في مدينة شاهين شهر بوسط البلاد. وأظهرت لقطات مصورة محتجين يهاجمون الشرطة ويقلبون سيارة ويشعلون النار فيها. ولم يتسن لرويترز التحقق من اللقطات. وأفادت تقارير أيضا بخروج مظاهرات في مدن سنندج وكرمانشاه وكذلك جابهار في الجنوب الشرقي وعيلام وايذه في الجنوب الغربي. والاحتجاجات هي الأكبر في إيران منذ اضطرابات في 2009 أعقبت انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية أخرى. وظهر محتجون في لقطات فيديو يهتفون ”يسقط الدكتاتور“ في إشارة إلى خامنئي فيما يبدو. وهتف محتجون في مدينة خرم اباد بغرب البلاد قائلين ”عار عليك يا خامنئي... دع البلد وشأنه“.