ليس بمحض الصدفة ولا غريب أمر أن يحدث في وطننا أن يكون المبدع في مساواة الرجل والمرأة في أزمنة كان المحيط العربي لازال في وضع قهري ظالم يتعامل مع المرأة كجسد ووسيلة وليست أساس الحياة، إلا في عدنوالجنوب العربي كانت الصورة الحقيقية لمساواة المرأة بالرجل. هذا المد الحضاري كان نتاج غزارة وخصوبة العقل الجنوبي تاريخيا من أثبت في خارج وداخل الجنوب على السواء قادر على أختراق المعجزات وتحقيق ماكان مستحيل وكان لعدن الرصيد والبصمة الباقية في جبين كل أمرأة جنوبية حتى الأبد لراقية حميدان واحدة من تلك البصمات تبقى تستجر الحياة في التاريخ والجغرافيا العربية بمدى نظر الدنيا إلى الأمل والحياة. مثلها لزميلات كثر في عصور الظلام العربي المحيط كانوا نور وأشعاع وصورة العصر المدني الحديث لازال في الذاكرة الأنسانية العنوان. حضور بقوة للمرأة الجنوبية العربية وثبوت على أرضية واقع الفعل الوطني كان يمكن أن يمثل حامل قوي لتطور شعب الجنوب في سباق تاريخي غير مسبوق مع الحضارة الأنسانية، شرق وغرب العالم حيث كانت عدن مركز العالم الحديث. كانت هذة الصور الإنسانية تتجلى بوضوح في صورة هولاء النساء طول وعرض الجنوب العربي سليلات حضارات تاريخية في جنوب العرب منذ الآف السنين. برحيل راقية نجدد الوفاء والعهد على الأحفاد بهذة البصمات التاريخية لاستعادة الأمجاد والأستحقاقات الوطنية في الدولة والهوية. لم يبق لنا غير الدعوة لكل شرفاء الجنوب النهوض إلى مستوى التحديات لعودة الوطن مرأة ورجل لصناعة المجد القادم. رحمة الله عليك راقية ورحمة الله على كل الشهداء. ليسكنك الله جنة الخلد. أنا لله وأنا إليه راجعون. لندن في 2 ديسمبر 2017